الإنفجار

(لا يوجد شك فى أننا سنة 1967 واجهنا تجربة مزعجة مهما كانت تسمياتها : نكسة، هزيمة، أو أى وصف آخر). وان كنت شخصيا لا أميل الى وصفها بالهزيمة، وذلك لأن الهزيمة تعنى تسليم طرف -بالكامل- لطرف أخر، فاذا رفض هذا الطرف أن يسلم وهو مالك لإرادته فهو إذن غير مهزوم. وأكثر من هذا فإن هذا الطرف اذا صمم على المقاومة وأعطى نفسه امكانية العودة باقتدار الى ميدان الصراع، فهو إذن لم ينهزم، بل هو -أكثر من ذلك- استعاد لقوته فرصتها من جديد حتى فى إحراز النصر. ولعلنا نتذكر أن أساتذة ابتداء من ميكافيللى وحتى فوهللر يقولون إن أى حرب لها هدفان: 1- هدف ابتدائى: تحطيم القوة العسكرية لدى العدو. 2- هدف نهائى : تحطيم ارادته . وفى 5 يونيو سنة 1967 نجح الطامعون فى هذه الأمة فى: تحطيم قوتها المسلحة، وكان هذا هو الهدف الأبتدائى، ولكنهم لم ينجحوا فى تحقيق هدفهم النهائى وهو تحطيم إرادتها.. وهم الآن يريدون منها أن تنسى ذلك، رغم أن هذا الهدف النهائى لم يتحقق حتى فى سنة 1967، كما أن الهدف الابتدائى بدوره أفلت منهم أيضا فى نفس السنة، لأن ارادة الأمة دفعتها الى إعادة بناء قوتها المسلحة، والعودة بسرعة الى الميدان القتال حتى وصلت من 5 يونيو 1967 الــــى 6 أكتوبر 1973.

رمز المنتج: bk214 التصنيفات: , الوسم:
شارك الكتاب مع الآخرين

بيانات الكتاب

المؤلف

محمد حسنين هيكل

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “الإنفجار”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *