العفن- الجزء1

تبرز شخصية مالك بن نبي مختلفة تماماً عن الكتب السابقة من حيث ذكر الأشخاص بأسمائهم والألفاظ القاسية التي استعملها بن نبي ولم يستعملها في كتب أخرى بتلك الحدّة والقسوة ولم يترك أحداً من علماء الدين والسياسة وغيرهم إلا وهاجمه وانتقده، والشخص الوحيد، الذي ظل يمتدحه عبر كامل صفحات الكتاب هو زميله المفكر والفيلسوف حمودة بن ساعي. يقصد بن نبي بالعفن في صفحة 13 بالاستدمار والقابلية للاستدمار، وإلى غاية صفحة 25، يتحدث عن عالم الطبقة المثقفة لشمال إفريقيا في باريس مع نسيانه بعض الوجوه الثانوية. وفي صفحة26 يقول أن ماسينيون هو منفذ وصية الأب دي فوكو ولم يخف ذلك ويعتز بذلك. ويرى في صفحة 27 أنّه ليس المهم عند العنكبوت من فصيلة جيدة اصطياد الذبابة ولكن القبض عليها دون أن تمسّ بيتها بأذى. وفي صفحة 31 يتحدث عن أنه بدأ يهتم بالمسائل الدينية وهو الاهتمام الذي كان نقطة ضعف للشباب المسلم ولايزال، ويرى أن الشبان المسيحيين كانوا أخلاقيا وفكريا أكثر تنظيما من المسلمين والادارة تسعى لتقسيم طلبة شمال إفريقيا، وحارب بن نبي فكرة “الجزأرة” في باريس لأنه يسعى لتوحيد الصفوف. ويتحدث في صفحة 40 عن إرادة الأم وإرادة الأب مما ساعده على التحصيل العلمي والمراجعة الجيدة. ويرى في صفحة 44 أنّه مختلف عن إخوانه المسلمين لأنّه “لم يكن إيماني تأمليا فحسب بل عمليا”. وجاء في صفحة 44 أنّه يحب العقبي أكثر من ابن باديس لأنه بدوي وابن باديس يقطن المدينة والمشكلة في سكان المدن في تلك المرحلة، وكنت أتوسم الاصلاح في العقبي أكثر من ابن باديس لأن العقبي حارب الشعوذة والمرابطية. ويعترف بن نبي في صفحة 45 أن سوء استقباله من طرف ابن باديس وعدم السماح له بالجلوس والبرودة التي لمسها منه حين طرح عليه فكرته وهو ابن 22 سنة، ربما كانت من أسباب تفضيل العقبي على ابن باديس يومها، وحين يتحدّث عن العقبي يستعمل لفظ العالم بين شولتن هكذا “العالم”. وابتداء من 46 يقول: اهتزت ثقتي في “العلماء”، بسبب الغيرة والكذب والدناءة التي ميّزت العقبي تجاه محاضرة حمودة بن ساعي واتهامه بالسرقة الأدبية وبأن مثل هذا الأسلوب لايمكن أن يكون إلا في المشرق، وهذا السبب يجعل القارىء يفهم العلاقة السيئة بين بن نبي وجمعية العلماء، ويبدو أن “العفن” بيّن السبب على الأقل من هذه الزاوية أي علاقته بالمحاضرة. ويقول في صفحة 48: كنت أحس لدى إخواني في الدين قلّة في الهمة والنفس وغياب الرعشة العميقة أمام منظر جلي للحضارة، و لم ألمس لدى أي مسلم أضعف انشغال بالقيام بحصيلة مقارنة بين الحضارة العربية والحضارة الغربية، وبن نبي ينظر للمسألة الجزائرية من زاوية الحضارة عوض زاوية السياسة.

رمز المنتج: bk12259 التصنيفات: , الوسم:
شارك الكتاب مع الآخرين

بيانات الكتاب

المؤلف

مالك بن نبي

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “العفن- الجزء1”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *