Search
Search

مخطوطة – تفسير نظم الدرر في تناسب الآيات والسور، المشهور بالمناسبات (ج: 2).

نبذة عن كتاب مخطوطة – تفسير نظم الدرر في تناسب الآيات والسور، المشهور بالمناسبات (ج: 2).

عنوان المخطوط: تفسير نظم الدرر في تناسب الآيات والسور، المشهور بالمناسبات ( ). (ج: 2).
المؤلف: إبراهيم بن عمر البقاعي، الشافعي، ت 885 هـ/ 1480م ( ).
عدد الأوراق: 562، المقاييس: 378 × 272 ـ 250 × 168، عدد الأسطر: (41).
أوله مثل آخر الرَّقْم الْحَمِيْدِيّ: 233.
آخره:… سورةُ الناس، مقصودُها الاعتصامُ بالإله الحقّ من شرّ الخلق الباطن، واسمها دالٌّ على ذلك لأن الإنسان مطبوعٌ على الشرِّ، وأكثر شرِّهِ بالْمَكْرِ والْخِداعِ، وأحسن من هذا: أنها للاستعاذة من الشرِّ الباطِنِ المأنوسِ به الْمُسترْوَحِ إليه، فإنَّ الوسوسةَ لا تكون إلّا بِما يُشتَهَى، والناسُ مُشتقٌّ من الأنس، فإن أصْلَهُ أناسٌ، وهو أيضا اضطرابُ الباطنِ الْمُشيرِ إليه، الاشتقاق من النوس، فطابق حينئذٍ الاسمُ الْمُسمَّى، ومقصودُ هذه السورة معلولٌ لمقصودِ الفاتحةِ الذي هو المراقبة، وهي شاملةٌ لجميع عُلومِ القرآن التي هي مُصادَقَةُ اللهِ ومُعاداةُ الشيطانِ ببراعةِ الْخِتامِ وفذلكةِ النظامِ، كما أنَّ الفاتحةَ شامِلةٌ لذلك لأنها براعةُ الاستهلال، ورِعايةُ الجلالِ والْجَمالِ، فقد اتصلَ الآخِرُ بالأوَّلِ اتِّصالَ العِلَّةِ بالمعلولِ، والدليلِ بالمدلُوْلِ، والمثلِ بالممثولِ، والله المسؤولُ في تيسير السؤول، وتحقيق المأمول، فإنه الجواد ذو الطول، وبه يُستعانُ، وعليه التكلان… هذا ما يسره الله من مدلولات منظومِها وجُمَلِها، بالنسبة إلى مفهوماتِها وعِللِها، وبقي النظرُ إلى ما تُشير إليه أعدادُ كلماتِها، بلطائف رموزها وإشارتها، فهي عشرون كلمة، توازيها إذا حُسِبَتْ من أوَّلِ النُّبوَّة سَنَةُ عُمرَةِ القضاءِ؛ وهي السابعةُ مِن الهجرَةِ، لَمّا تَبَيَّنَ الأمنُ فيها وسوس به الشيطانُ سَنَةَ عُمرَةِ الْحُديبية من أجْلِ رُؤيا النبي صلى الله عليه وسلم لدخولِ البيت والتَّطوُّفِ به، فإذا ضَمَمْتَ إليها الضمائرَ الثلاث كانت ثلاثاً وعشرين، فوازت السَّنَةَ العاشِرَةَ من الهجرةِ، وهي سَنةُ حجَّةِ الوَداعِ؛ وهي القاطعةُ لتأثير وسواسِ الشيطان الذي كان؛ في أوَّلِ السَّنَةِ الحادية عشرة عندَ مَوْتِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم؛ إلى العرب بأمرِ الرِّدَّةِ، فأعاذَ اللهُ من شَرِّهِ بِهِمَّةِ الصِّدِّيْقِ رضي الله تعالى عنه حتى رَدَّ الناسَ إلى الدِّيْنِ وأزَالَ بِهِ وسواس الشياطين الْمُفسِدِيْن، فانتظمتْ كلمةُ الْمُسلمين تصديقاً لِقولِ النبي صلى الله عليه وسلم في حجَّةِ الوَداعِ فإذا ضَمَمْتَ إليها كلمات البسملة صارت سَبعاً وعشرين؛ توازي سنة استحكامِ أمرِ عُمَر بنِ الخطابِ الفاروقِ رضي الله عنه الذي ما سَلَكَ فَجاًّ إلّا سَلَكَ الشيطانُ فَجاًّ غيرَه، وذلك سَنَةَ أربع عشرة من الهجرة، هذا بالنظر إلى كلماتِها، فإنْ نظرْتَ إليها مِن جِهَةِ الْحُرُوْفِ كانت لها أسرارٌ كُبرى من جِهةٍ أُخرى، منها: أن كلماتها مع كلماتِ الفاتِحةِ انتظمتْ من سِتَّةٍ وعشرين حرفاً، وهي ما عدا الثاء المثلَّثة والزاي والظاء الْمُعجة من حُروف المعجم التسعة والعشرين كلّ واحدة منهما من اثنين وعشرين حرفاً اشتركتا في ثمانية عشر منها، واختصّت كلُّ واحدةٍ منهما بأربعة: الفاتحة بالحاء والطاء المهملتين، والضاد والغين المعجمتين. والناس: بالجيم والخاء والشين المعجمتين والفاء، وقال ابن ميلق: سقط من الفاتحة سبعة أحرف: ثج خز شظف. انتهى، فلعلّ في ذلك؛ والله أعلم؛ إشارة إلى أنّ تكامُلَ نزُولِ القرآنِ مِن أوله إلى آخرِهِ في عَدَدِ الْحُروفِ التي اشتملَ عليها كُلٌّ من سُورتي أوله وآخِرِهِ من السِّنين، وذلك اثنان وعشرون، والثالثة والعشرون سَنَةُ القُدُوْمِ على مَنزلة الحيّ القيُّوم، سُبحانه وتعالى ما أعظمَ شأنه، وأعزّ سُلطانه، وأقوَمَ برهانه.
وهذا تمام ما أردتهُ من نظم الدُّرَر من تناسُبِ الآي والسُّوَر، ترجمان القرآن مبدي مناسبات الفرقان، التفسير الذي لم تسمَعْ الأعصارُ بِمِثلِهِ، ولا فاض عليها من التفاسير على كثرة أعدادِها كصَيِّبِ وَبْلِهِ، فرغته في الْمُسَوَّدَةِ يومَ الثلاثاء، سابع شعبان، سنة خمس وسبعين وثماني مائة، بمسجدي من رحبة باب العيد بالقاهرة المعزِّيَّةِ، وكان ابتدائي فيه في شعبان، سنة إحدى وستين، فتلك أربع عشرة سنةً كاملة، وفرغته في هذه الْمُبَيَّضَةِ عَصْرَ يومِ الأحد، عاشر شعبان سنة اثنتين وثمانين وثماني مائة، بمنزلي الملاصق للمدرسة الباذرائية من دمشق، فتلك اثنتان وعشرون سنة؛ بعدد سني النبوة، الزاهرة الأنيسة العلية، الطاهرة المباركة الزكية، ولولا معونة الله أضحى معدوماً، أو ناقصاً مخروماً، فإنِّي بعد ما توغلت فيه، واستقامت لي مبانيه، فوصلتُ إلى قريب من نصفِه، فبالغ الفُضلاء في وصفهِ، بِحُسنِ سَبِكِهِ وغزارةِ معانيهِ، وإحكام رصفه، دَبَّ داءُ الحسدِ في جماعةِ أولي النَّكَدِ، والمكرِ واللدَدِ، يُريدون الرئاسة بالباطل، وكلٌّ منهم من جوهر العِلم عاطِل، مَدّ ليلُ الجهل فيهم ظلامه، وأثار نقع السَّفهِ على رؤوسهم سوادَهَ وقتامَهُ، صَوَّبُوا سِهامَ الشرور، والأباطيل وأنواع الزور، فأكثروا التشييعَ بالتشنيعِ، والتقبيحِ والتبشيع، والتخطئةِ والتضليلِ، بالنقلِ من التوراة والإنجيل، فصنَّفتُ في ذلك ، بَيَّنتُ فيه أنَ ذلك سُنَّةٌ مُستقيمة، لتأييد الملّة الحنيفية العظيمة، وأخرجت بذلك نصَّ الشافعي، وكلامَ النوويّ والرافعيّ، واستكتبتُ على الكتابِ العُلماءَ الأنجاب، فكتبوا ما أودعته مصاعدُ النظر للإشرافِ على مقاصِدِ السُّوَرِ، فأطفأ الله نارَهم، وأظهر عوارَهم، وشهر خزيهم وعارهم، ثم قاموا في بدعة دائم المعروف، فصنفت فيها ، وبَيَّنْتُ مُخالَفَتَهم لِلكِتابِ والسُّنَّةِ، ووقوعهم في عين الفِتنة، وخرقهم لأعظم الجنة، وصريح نصِّ الشافعي، ونُقُول العُلماء، فكانوا كمَنْ أُلْقِمَ الحجَرَ، أو مُلِئ فَمُهُ بالماء، ثم قاموا في فتنة ابن الفارض ( )، وكلهم مُعانِدٌ مُعارض، وألبوا عليّ رُعاع الناس، فاشتد شعاع الباس، فكادوا أن يطبقوا على الانعكاس، وضربوا طريق الإلحاد، وبالغوا في الرفع من أهل الاتحاد، ولَجُّوا بالْخِصام في العِناد، وأفتَوْا بِمَحْضِ الباطِلِ، وبثوا السُّمَّ القاتل، إلّا ناساً قليلاً كان الله بنصرهم على ضعفِهم كَفيلاً، فسألتُهم سُؤالاً، جعلهم ضُلّالاً جُهَّالاً، فتداولوهُ فيما بينَهم وتناقلوه، وعجزوا عن جوابه بعد أن راموه أشدَّ الروم، وحاولوه فظهر لاكثر الناس حالُهُم، واشتهر بينهم ضلالُهم، وغِيُّهُم الواضِحُ ومُحالُهُم، وصَنَّفتُ في ذلك عدّة مُصنَّفات، بانتْ فيها مَخازيهم وظهرت الْمُخبآت، منها: ومنها: ومنها: ومنها: ومنها: أنفقتُ فيها عُمراً مديداً، وبدّدوا فيها أوقاتي بدَّدَهم اللهُ تبديداً، وهدَّد أركانَهم وأعضادَهم تهديداً، وقرعتهم بالعجز عن الجواب، الكاشف للارتياب، صباحاً ومساءً، وإعادةً وإبداءً، فحملهم التقريعُ، والتوبيخ والتبخيعُ، على كتابةِ جوابٍ، لم يخلُ من ارتجاجٍ واضطرابٍ، وشَكٍّ وارتيابٍ، بَيّنت أنّ جامعَهُ أخطأ في جَمِيْعِهِ الصوابَ، وكفرَ في أربعةِ مَواضِعَ كُفراً صريحاً، وكذبَ في ثمانيةٍ فصار بذلك جريحاً، بل هالكاً طريحاً، فأطلت بذلك التقريع، والتوبيخ والتبشيع، فذلَّت أعناقهم، وضعُفَ شِقاقهم، وخفِي نِفاقهم، غير أنه حصلَ في كلِّ واحدةٍ من هذه الوقائع، من الشرور وعجائب المقدور، ما غطى ظلامُهُ الشُّمُوسَ الطوالِعَ. وطال الأمرُ في ذلك سِنين، وعمَّ الكربُ حتى كَثُرَ الأنينُ، والتضرُّعُ في الدُّعاءِ والحنين، وثبّت الله، ورزق الصبر والأناة، حتى اكتمل هذا الكتاب، على ما تراه من الحسن والصواب.
وقد قلتُ مادحاً للكتاب المذكور، بما أبانَ عنه من عَجائبِ الْمَقدُور، وغرائب الأمور، شارحاً لحالي، وحالِهِم وظَفَرِ آمالي، وخيبةِ آمالِهِم من مجزوء الرجز، وضَرْبُهُ مَقطوعٌ، والقافية مُتواتِرٌ مُطلق مُجرَّد، مُسمِّياًّ له بـ لأن جُلَّ مقصودِهِ بيانُ ارتباطِ الْجُمَلِ بعضها ببعضٍ حتى أنَّ كُلَّ جُملَةٍ تكون آخذةً بِحجزةِ ما أمامَها مُتَّصِلةً بِها، وذلك هو المظهرُ المقصودُ من الكلام وسِرِّهِ ولُبابِهِ، الذي هو للكلامِ بمنزلةِ الروحِ وبيان معاني المفردات، وكلّ جُملةٍ على حِيالِها بمنزِلَةِ الْجَسَدِ، فالروحُ هو المقصودُ الأعظمُ يُدرِكُ ذلك مَنَ يذوقُ ويَفْهَم، ويَسري ذهْنُهُ في ميادين التراكيب ويَعْلَم، و(لَمَّا) ظَرْفٌ يُراد بِها ثُبُوتُ الثاني مما تدخُلُ عليه بثوتِ الأوَّلِ على غايةِ الْمُكْنَةِ بِمعنى: أنها كالشروط تطلبُ جُملتين يلزم من وجود أُولاهما حصول مضمون الثانية، فالجملة الأولى ملزوم، والثانيةُ لازمٌ لذلك الملزوم، فسمّي الكتاب في هذا النظم بـ (لَمَّا) لأني أكثرتُ مِن استعمالِها فيه لهذا الغرض:
هذا كتابُ لَمَّا لَمَّ المعاني لَمَّا
غدتْ بحورُ عِلمِهِ تمدُّ مداًّ جَمَّا
بشَّرتُ مَن يحسدُهُ بأن يموتَ غَمَّا
فإنَّ قصدي صالِحٌ جاهدتُ فيه الْهَمَّا
فَرَبُّنَا يَقْبَلُهُ كَيفيَّةً وكَمَّا
فبالذي أردتُهُ لقد أحاطَ عِلما
كابدتُ فيه زمنا من حاسِدي ما غمّا
عدُّوا سنين عددا يَسقون قلبي السُّمَّا
وكمْ دَهُوني مرَّةً وكم رَمُوني سَهْما
وأوسقوا قلبي أذىً وأوسعوني ذَمَّا
وكم بغَوْني عَثرةً فما رَأوا لي جُرْمَا
وفتّروا من قاصِدِيّ هِمّةً وعزْمَا
وأوعدوهم بالأذى وأوهنوهُم رَجْمَا
ألقى إذا اشتدّ لظىً أَذَاهُمُ وَجَمَّا
ألقى إذا الليلُ دَجَا وبالبَلا ادْلَهَمَّا
أذاهم وظُلمهم بدعوةٍ في الظلما
أستصرخُ اللهَ بهم أقولُ: يا اللهما
يا ربِّ إني جاهِدٌ فافرجْ إلهي الغَمَّا
لا ذنبَ لي عِنْدَهُمُ إلّا
جَرَتْ ينابيعُ الْهُدَىْ مِنْهُ فصارَتْ يَمَّا
صَنَعْتُهُ وفي بحور عِلمِهِ ما طَمَّا
وقد علا تركيبُهُ وعاد يحلو نَظْمَا
عَملتُهُ نصيحةً لِمَنْ يُحبُّ العِلْمَا
أوْدَعتُهُ فرائداً يرقصُ منه الفَهما
تجلو العمى مِن لُطفِها وتُسْمِعُ الأصَمَّا
خصَّ نفيس عِلْمِها وللأُناسي عَمَّا
تُنطِقُ مَن يُعْنَىْ بِها وإنْ يكونوا بُكْمَا
أفعالُها جليلةٌ أُعيذُها بالأَسْمَا
سَهَّلَ ربي أمرَهُ عَليّ حَتَّىْ تَمَّا
في أربعٍ وعشرةٍ مِن السنين صمَّا
قال لسانُ عدِّها دُونكَ بدراً تِمَّا
وليسَ يلغي ناقصاً يا صاحبي يوماً ما
أعيذه بالمصطفى مِن شرِّ وغدٍ ذَمَّا
ومِن حسودٍ قد غَدا مِنْ أجْلِهِ مُهتَمَّا
فليس يبغي ذَمَّهُ إلا بغيضاً أعمى
كَفَاهُ رَبِّي شرَّهم وزانَ منه الإسْمَا
ورَدّ في تدبيرِهِم تدميرَهُم والغُرْمَا
وردّهم بغيظِهم لما يَنالُوا غُنْمَا
وزادَهُ سعادةً ولازَمَتهُ النُّعْمَى
قال ذلك مُنشيه أحوجُ الخلائق إلى عفو الخالقِ؛ أبو الحسن؛ إبراهيم بن عمر بن حسن الرَّباط بن علي بن أبي بكر، البقاعي، الشافعي، وكَتَبَ بخطِّ يدِهِ قائلاً: الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً دائماً أبداً إلى يوم الدين، وحسبنا الله ونعم الوكيل. آمين.
تمّ هذا الجزء المبارك بحمد الله وعونه وحُسن توفيقه على يدِ العبد الفقير الحقير المعترف بالعجز والتقصير الراجي عفو العزيز الباري، جمال الدين بن علي الغفاري، وكان الفراغ من هذه النسخة المباركة يوم الأحد المبارك، ثاني عشر شهر الله الحرام، من شهور سنة ثمانين وتسعمائة. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ملاحظات: مخطوطة خزائنية نفيسة. جاء تحت الرقم: 234 اسم: المجلد الثاني من تفسير البقاعي في دفتر مكتبة راغب پاشا سنة 1258 هـ/ 1842م. وجاء تحت نفس الرقم: 234 اسم: حاشية القنوي على تفسير البيضاوي سبعة مجلدات في دفتر مكتبة راغب پاشا سنة 1310 هـ/ 1892م. الناسخ: جمال الدين بن علي الغفاري. تاريخ النسخ: 980 هـ/ 1572م. الوضع العام: يوجد في أوله فهرس في صفحة واحدة ضمن جداول مذهبة تمَّت إضافته في مكتبة راغب پاشا سنة 1176هـ/ 1762م، وفي أوله لوحة مذهبة وملونة، خطّ النَّسْخ المضبوط بالحركات نسبياً، وتوجد على الهوامش تصحيحات وتعليقات، والآيات مكتوبة باللون الأحمر، وأسماء السور مكتوبة باللازورد، وكافة الصفحات لها إطارات حمراء اللون، والغلاف جلد عثماني، وقف الصدر الأعظم محمد راغب پاشا. رقم السي دي: 47720.

أصول الحديث النبوي الشريف

بيانات كتاب مخطوطة – تفسير نظم الدرر في تناسب الآيات والسور، المشهور بالمناسبات (ج: 2).

العنوان

تفسير نظم الدرر في تناسب الآيات والسور، المشهور بالمناسبات (ج: 2).

المؤلف

إبراهيم بن عمر البقاعي، الشافعي، ت 885 هـ/ 1480م

رقم المخطوطة

234

عدد الأوراق

562

عدد الأسطر

41

تاريخ النسخ

980 هـ/ 1572م

الناسخ

جمال الدين بن علي الغفاري

المقاييس

378 × 272 ـ 250 × 168

آخره

… سورةُ الناس، مقصودُها الاعتصامُ بالإله الحقّ من شرّ الخلق الباطن، واسمها دالٌّ على ذلك لأن الإنسان مطبوعٌ على الشرِّ، وأكثر شرِّهِ بالْمَكْرِ والْخِداعِ، وأحسن من هذا: أنها للاستعاذة من الشرِّ الباطِنِ المأنوسِ به الْمُسترْوَحِ إليه، فإنَّ الوسوسةَ لا تكون إلّا بِما يُشتَهَى، والناسُ مُشتقٌّ من الأنس، فإن أصْلَهُ أناسٌ، وهو أيضا اضطرابُ الباطنِ الْمُشيرِ إليه، الاشتقاق من النوس، فطابق حينئذٍ الاسمُ الْمُسمَّى، ومقصودُ هذه السورة معلولٌ لمقصودِ الفاتحةِ الذي هو المراقبة، وهي شاملةٌ لجميع عُلومِ القرآن التي هي مُصادَقَةُ اللهِ ومُعاداةُ الشيطانِ ببراعةِ الْخِتامِ وفذلكةِ النظامِ، كما أنَّ الفاتحةَ شامِلةٌ لذلك لأنها براعةُ الاستهلال، ورِعايةُ الجلالِ والْجَمالِ، فقد اتصلَ الآخِرُ بالأوَّلِ اتِّصالَ العِلَّةِ بالمعلولِ، والدليلِ بالمدلُوْلِ، والمثلِ بالممثولِ، والله المسؤولُ في تيسير السؤول، وتحقيق المأمول، فإنه الجواد ذو الطول، وبه يُستعانُ، وعليه التكلان… هذا ما يسره الله من مدلولات منظومِها وجُمَلِها، بالنسبة إلى مفهوماتِها وعِللِها، وبقي النظرُ إلى ما تُشير إليه أعدادُ كلماتِها، بلطائف رموزها وإشارتها، فهي عشرون كلمة، توازيها إذا حُسِبَتْ من أوَّلِ النُّبوَّة سَنَةُ عُمرَةِ القضاءِ؛ وهي السابعةُ مِن الهجرَةِ، لَمّا تَبَيَّنَ الأمنُ فيها وسوس به الشيطانُ سَنَةَ عُمرَةِ الْحُديبية من أجْلِ رُؤيا النبي صلى الله عليه وسلم لدخولِ البيت والتَّطوُّفِ به، فإذا ضَمَمْتَ إليها الضمائرَ الثلاث كانت ثلاثاً وعشرين، فوازت السَّنَةَ العاشِرَةَ من الهجرةِ، وهي سَنةُ حجَّةِ الوَداعِ؛ وهي القاطعةُ لتأثير وسواسِ الشيطان الذي كان؛ في أوَّلِ السَّنَةِ الحادية عشرة عندَ مَوْتِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم؛ إلى العرب بأمرِ الرِّدَّةِ، فأعاذَ اللهُ من شَرِّهِ بِهِمَّةِ الصِّدِّيْقِ رضي الله تعالى عنه حتى رَدَّ الناسَ إلى الدِّيْنِ وأزَالَ بِهِ وسواس الشياطين الْمُفسِدِيْن، فانتظمتْ كلمةُ الْمُسلمين تصديقاً لِقولِ النبي صلى الله عليه وسلم في حجَّةِ الوَداعِ <إنَّ الشيطانَ قد أيس أن يعبد في جزيرة العرب بعد اليوم> فإذا ضَمَمْتَ إليها كلمات البسملة صارت سَبعاً وعشرين؛ توازي سنة استحكامِ أمرِ عُمَر بنِ الخطابِ الفاروقِ رضي الله عنه الذي ما سَلَكَ فَجاًّ إلّا سَلَكَ الشيطانُ فَجاًّ غيرَه، وذلك سَنَةَ أربع عشرة من الهجرة، هذا بالنظر إلى كلماتِها، فإنْ نظرْتَ إليها مِن جِهَةِ الْحُرُوْفِ كانت لها أسرارٌ كُبرى من جِهةٍ أُخرى، منها: أن كلماتها مع كلماتِ الفاتِحةِ انتظمتْ من سِتَّةٍ وعشرين حرفاً، وهي ما عدا الثاء المثلَّثة والزاي والظاء الْمُعجة من حُروف المعجم التسعة والعشرين كلّ واحدة منهما من اثنين وعشرين حرفاً اشتركتا في ثمانية عشر منها، واختصّت كلُّ واحدةٍ منهما بأربعة: الفاتحة بالحاء والطاء المهملتين، والضاد والغين المعجمتين. والناس: بالجيم والخاء والشين المعجمتين والفاء، وقال ابن ميلق: سقط من الفاتحة سبعة أحرف: ثج خز شظف. انتهى، فلعلّ في ذلك؛ والله أعلم؛ إشارة إلى أنّ تكامُلَ نزُولِ القرآنِ مِن أوله إلى آخرِهِ في عَدَدِ الْحُروفِ التي اشتملَ عليها كُلٌّ من سُورتي أوله وآخِرِهِ من السِّنين، وذلك اثنان وعشرون، والثالثة والعشرون سَنَةُ القُدُوْمِ على مَنزلة الحيّ القيُّوم، سُبحانه وتعالى ما أعظمَ شأنه، وأعزّ سُلطانه، وأقوَمَ برهانه.

الوضع العام

يوجد في أوله فهرس في صفحة واحدة ضمن جداول مذهبة تمَّت إضافته في مكتبة راغب پاشا سنة 1176هـ/ 1762م، وفي أوله لوحة مذهبة وملونة، خطّ النَّسْخ المضبوط بالحركات نسبياً، وتوجد على الهوامش تصحيحات وتعليقات، والآيات مكتوبة باللون الأحمر، وأسماء السور مكتوبة باللازورد، وكافة الصفحات لها إطارات حمراء اللون، والغلاف جلد عثماني، وقف الصدر الأعظم محمد راغب پاشا. رقم السي دي: 47720.

شارك مع الأخرین :

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

کتب ذات صلة

للتحمیل اضغط هنا

الرابط المباشر

شارک مع الآخرین :