أحكام الصيام وفلسفته في ضوء القرآن والسنة

رمضان موسم عظيم من مواسم الخير، تصفو فيه النفوس، وتقترب القلوب من خالقها، وتفتح فيه أبواب الجنة، وتكثر دواعي الخير، أنزل الله فيه القرآن الكريم على نبينا العظيم، هدى للناس، وفرقاناً بين الحق والباطل، وتبياناً لسبيل الخير؛ وقد فرض الله صيامه، وجعله سبحانه له، وتكفل بمثوبة الصائم، وأنعم بوعده، وهو الحرم الأكرمين ولابد في العمل الصالح ليكون مقبولاً من أن يكون المرء فيه على بينة من أمره. يعرف حدوده، وأحكامه، وحكمه، ليمضي فيه على النهج السوي الذي طلبه الله تعالى من عبده، وليندفع فيه بكل رغبة وعزم. وهذا لا يكون إلا بمعرفة ما أنزل الله فيه من آيات بينات، ما قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحاديث شريفة، وقد اجتهد علماء هذه الأمة من السلف الصالح، ومن تبعهم إلى يومنا هذا بتبيان أحكام الصيام والقيام، وخصّوه بالمواعظ الحسنة والمرغبات الكثيرة، وكان من آخرهم أستاذنا العالم الشيخ مصطفى السباعي، قد أذاع وكتب جملة من الأحاديث والمقالات، بيّن فيها أحكام الصيام، وفسّر بعض آياته وشرح بعض أحاديثه، وألقى كلمة من هديه صلى الله عليه وسلم في العيدين وصدقة الفطر والزكاة والإسراء والمعراج…الخ، فكان من ذلك هذا الكتاب وإنه كتاب جامع بين الموعظة والفقه بأسلوب بسيط في الشرح مدعم بالعديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، وآراء الصحابة.