العنوان |
إدوارد سعيد والمؤثرات الدينية للثقافة |
---|---|
الناشر |
هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث ( كلمة) |
كتاب إدوارد سعيد والمؤثرات الدينية للثقافة
عنوان الكتاب:
إدوارد سعيد والمؤثرات الدينية للثقافة
المؤلف:
وليام د.هارت
المترجم : د. قصي أنور الذيبان
الناشر: هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث ( كلمة)
الطبعة: الأولى 1432 هـ / 2011 م
عدد الصفحات: 293
حول الكتاب
إدوارد سعيد ناقد ثقافي ذائع الصيت وناشط فلسطيني، ويمكن القول إنه الأكثر تأثيرا بين النقاد الأمريكيين في الربع الأخير من القرن المنصرم. ولقد نشأت فكرة هذا الكتاب من دهشتي وخيرتي إزاء إشارة سعيد الخفية، الهائمة ولكن المستمرة، إلى المقدس، والديني، واللاهوتي، والمانوي. فلم هذه الإشارات الدينية من لدن ناقد علماني، كما يصف نفسه، ومفكر جل عمله يبدو للوهلة لا يأبه، وإن لم يكن ليس له علاقة أبدا، بالمسائل الدينية؟ إنني أزعم أن وجود هذه الإشارات وغيرها، يعد مؤشرا على ديمومة الدين مقولة ذات مفهوم غربي. إن الدين، كما هي الحال عند ماركس ونيتشه وهايدغر من قبله، هو التنين المفاهيمي العظيم الذي يتوجب على سعيد أن يقتله. وما أقوم به هو استكشاف المدى الذي يحتله الدين من أهمية في نقد سعيد للثقافة والإمبريالية، كما هو الأمر بالنسبة لنقد ماركس لرأس المال، ونقد نيتشه للانحطاط، ونقد هايدعر للميتافيزيقا.
سعيد رجل ذو أبعاد متعددة، وأنا أود تسليط الضوء على بعض هذه الأبعاد دون غيرها. سأولي اهتماما كبيرا لنزعته الماركسية، لكنني سأغفل الاهتمام بدوره ناقدا أدبيا. فرغم أن سعيدا لا يصف نفسه كماركسي، إلا أن الأفكار الماركسية لها تأثير عميق على تفكيره. وحسب فهمي ورؤيتي لسعيد، فما يقوم به، هو إحياء زعم ماركس أن ((نقد الدين هو أساس كل النقد)). وبناء عليه، فللنقد الراديكالي علاقة ضرورية، وليست عرضية بالدين. وليس لدي إلمام بناقد اجتماعي معاصر أكثر إصرار على هذه النقطة. في الواقع، يجعل هايدغر نقد الأنطولوجيا المتصلة باللاهوت أساس نقده، ويجعل دريدا ((الحضور)) (وهو مصطلح آخر للأنطو-ثيولوجيا) أساسا لنقده، كما يجعل ديلوز ((التعالي)) أساسا لنقده. لكن كلا منهم، وبطريقته الخاصة، ينحنى أمام ماركس. ففي الوقت الذي يتكلم فيه ماركس بكل ثقة قائلا: ((نقد الدين قد استكمل في معظمه))، فإن سعيدا يبدو غير متأكد من ذلك. إنه يجعل من الدين قضية فقط، وبالتحديد ليذكر النقاد بما ليس نقدا، خشية أن يصبح النقد مرة أخرى، على الرغم من ثقة ماركس الأكيدة، لاهوتا. إنه يحمل –وبشكل طوعي- عبئا يرفض معظم النقاد الراديكاليين الاعتراف أو الشعور به : فعندما يعدون الدين عبئا، فهم يعتمدون ماركس أو نيتشه أو غيرهما، ذلك أنهما تناولا الدين بصورة نهائية. إنني أنظر إلى عمل سعيد بوصفه تطفيفا أو تحفظا على زعم ماركس، الذي يرى أن نقد الدين قد اكتمل.
إذ يرى سعيد أن هناك علامات في كل مكان على ((عودة المكبوت)) أو انبثاقا في الأوساط النقدية لتدينية مكبوتة. فما يقوم به العديد من النقاد ينتمي إلى ضرب من التنظير اللاهوتي والشيطنة، أكثر من انتمائه إلى الجهد النقدي. وعليه، فإن سعيدا يرى مشروعه الخاص بوصفه مشروعا علمانيا معارضا لذلك الانحراف النقدي والثقافي، الذي غدا فيه نقد الدين، بما هو مقدمة للنقد ((بلام التعريف))، طي النسيان.
يقد م هذا الكتاب عرضا مميزا لنقد إدوارد سعيد للثقافة الحديثة. عبر تسليط الضوء على التمايز القائم بين الدين والعلمانية. وهو ما تتكئ عليه فكرة هذا الكتاب. ويعالج هذا التمايز على نحو حرفي ومجازي في آن. إذ يشير المؤلف إلى التقاليد الدينية، من جهة، وتلك العلمانية، من جهة أخرى، وإلى المجازات التي توسع معنى الدين والعلمانية ومرجعيتهما. كما يتناول المؤلف هذه المجازات باعتبارها أفضل وسيلة لتنظيم المتون النصية غير المتجانسة الخاصة بسعيد بدءاً بكتابه الأول: جوزيف كونراد ورواية السيرة الذاتية. مرورا بكتاب: الاستشراق : أكثر كتبه تأثيرا، وانتهاء بأعماله الأخيرة حول المسألة الفلسطينية. إن ثنائية الدين-العلمانية، تكمن كتمايز، يمثل فعلا تخييليا واستمرارية سردية. قابع خلف نقد سعيد الثقافي. ومفهوم المسؤولية لديه. فضلا عن جدله العام مع مايكل فالزر حول معنى قصة الخروج أو الإقصاء والمسألة الفلسطينية.
العنوان |
إدوارد سعيد والمؤثرات الدينية للثقافة |
---|---|
الناشر |
هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث ( كلمة) |