استشهاديون أم انتحاريو إرهاب : وجهة نظر يهودية لـ شاؤول كمحي وصموئيل إيفن

ربما ليس هناك زمن ثار فيه الجدل وتضاربت التفسيرات بشأن مفاهيم سياسية ودينية مثل الإرهاب والمقاومة والجهاد والاستشهاد كما هو في أيامنا الحالية, ولم تمر مرحلة تاريخية أثارت فيها مصطلحات الاستشهاد والجهاد مثل ما تثيره اليوم من إشكاليات فقهية ولغوية, وربما تعود هذه الإشكاليات إلى الانقسام بين منطق المجتمع الغربي الذي تحكمه السياسة بمفهومها الحديث, وآخر إسلامي, تحكمه النصوص, تعود إلى تصورات سابقة عن مفهوم دار الإسلام ودار الحرب, ولا تعترف بمتغيرات النظام الدولي والوضع الحالي للمسلمين. ومع كل هذا الخلاف فالثقافة الإسلامية ليست كما يشاع, فهي لا تطلب الموت لأجل الموت, مع أن الفكر الغربي عموما يطلب الحياة لأجل الحياة, وربما لذلك تشكل الحقوق الفردية القيمة العليا في الفكر الغربي, يقابلها الحقوق الشرعية في الفكر الإسلامي, ويبدو أن الخلاف على تفير قضية الحياة والموت بين المفاهيم الغربية والإسلامية هو النقطة الجوهرية, فهو من طرف سبب استحالة فهم ظاهرة الاستشهاد على الفكر الغربي ومن طرف آخر سبب التأثير البالغ لتلك العمليات, خاصة أنها كشفت ضعف المجتمع الإسرائيلي نموذجا غربيا في مواجهة ذلك النوع من التحدي.