Search
Search

نبذة عن كتاب استمتع بحياتك

فنون التعامل مع الناس في ظل السيرة النبوية حصيلة بحوث و دورات و ذكريات أكثر من عشرين سنة لمحة عن الكتاب : ابتسم .. ابتسم .. ابتسم أعرفه منذ سنين .. فهو أحد زملائي في عملي .. على كل حال .. لكن هل تصدق أنني إلى الآن لا أدري هل نبتت له أسنان أم لا !! دائم التجهم .. والعبوس .. وكأنه إذا ابتسم نقص عمره .. أو قلَّ ماله !! قال جرير بن عبد الله البجلي : ما رآني رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا تبسم في وجهي .. الابتسامة أنواع .. ومراتب .. فمنها البشاشة الدائمة .. أن يكون وجهك صبوحاً مبتهجاً دائماً .. فلو كنت مدرساً ودخلت الفصل على طلابك .. فالقهم بوجه بشوش .. ركبت طائرة .. ومشيت في الممر والناس ينظرون إليك .. كن بشوشاً .. دخلت بقالة .. أو محطة وقود .. مددت له الحساب .. ابتسم .. في المجلس .. ودخل شخص وسلم بصوت عال .. ومر بنظره على الجالسين .. ابتسم .. دخلت على مجموعة .. وصافحتهم .. ابتسم .. الابتسامة لها من التأثير الكبير في امتصاص الغضب والشك والتردد .. ما لا يشاركها غيرها .. البطل هو الذي يستطيع التغلب على عواطفه .. والتبسم .. كان أنس بن مالك يمشي مع النبي عليه السلام يوماً.. والنبي عليه بُرد نجراني غليظ الحاشية .. فلحقهما أعرابي .. أقبل هذا الأعرابي يجري وراء النبي يريد أن يلحق به .. حتى إذا اقترب منه .. جبذه بردائه جبذة شديدة .. فتحرك الرداء بعنف على رقبة النبي عليه السلام .. قال أنس : حتى نظرت إلى صفحة عاتق رسول الله .. قد أثرت بها حاشية البُرد من شدة جبذته .. فماذا يريد هذا الرجل ؟! لعل بيته يحترق وأقبل يريد معونة .. أو أحاطت بهم غارة من المشركين .. اسمع ماذا يريد .. قال : يا محمد .. ( لاحظ لم يقل : يا رسول الله ) .. قال : يا محمد .. مُر لي من مال الله الذي عندك .. فالتفت رسول الله .. ثم ضحك .. ثم أمر له بعطاء .. نعم .. كان بطلاً لا تستفزه مثل هذه التصرفات .. ولا يعاقب أو تثور أعصابه على التافهات .. كان واسع البطان .. قوياً يضبط أعصابه .. دائم الابتسامة حتى في أحلك الظروف .. يفكر في عواقب الأمور قبل أن يفعلها .. وماذا يفيد لو أنه صرخ بالرجل أو طرده ‍‍! هل سيشفى جرح عنقه ! أو يصلح أدب الرجل ! كلا .. إذن ليس مثل الصبر والتحمل .. نعم بعض الأمور نثور لها ونغضب .. وعلاجها شيء آخر تماماً ..

بيانات كتاب استمتع بحياتك

المؤلف

محمد العريفي

عدد الصفحات

480

الناشر

دار ابن الهيثم

سنة النشر

2008

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

کتب ذات صلة