المؤلف |
يحيى أبو زكريا |
---|
هذا الكتاب فلسفة متميزة ومنهج بحث ابتدعه الكاتب وقد تجلت أولى خطوطه الإبداعية هنا حيث ابتدع ما يسمى بالإسلام (الوحدة الثنائية القطب) أي التي تجمع بين قطبين متصادمين تماماً هما الدين والمادة، الغيبية والمادية، حيث يقسم مكونات هذه الحياة بجميع أشكالها من فن ودراما وثقافة وحضارة, إلى قسمين متباينين هما الدين والمادة، فهو مثلاً عندما يتحدث عن الدين لا يشمل بهذا المصطلح الإسلام، وإنما يقصره على مفهومه عند الغربيين سواء من الذين اتبعوه أو الذين هدموه. فهو تعبير عن علاقة شخصية تأميلية بين الإنسان وبين ربّه ولا شأن له بالدنيا أو بأمور الحياة. وعندما يتحدث عن الإسلام، فإنه يتحدث عنه في إطار الفكرة الجديدة التي ابتدعها وهي فكرة الوحدة ثنائية القطب التي تضم في مركب جديد القضيتين المتصادمتين المنفصلتين في العقل الغربي، أولاهما: الروح والمادة، السماوي والأرضي، الانساني والحيواني، الدين والدنيا، هذه الثنائية الكامنة في طبيعة الإسلام هي التي مكنته من أن يجمع بين المتناقضتين في كيان واحد. ويؤكد المؤلف بتحليلاته الوثيقة أن الفشل الذي أصاب الايديولوجيات الكبرى في العالم، إنما يرجع إلى نظرتها إلى الإنسان والحياة نظرة أحادية الجانب شطرت العالم شطرين متصادمين بين مادية ملحدة وكاثوليكية معرفة في الأسرار، ينكر كل واحد منهما الآخر ويدينه بلا أمل في لقاء.
المؤلف |
يحيى أبو زكريا |
---|