Search
Search

البغاء أو الجسد المستباح

نبذة عن كتاب البغاء أو الجسد المستباح

حاولت الباحثة من خلال هذا الكتاب إلقاء الضوء على عمق المأساة التي تعيشها فئة من النساء المغربيات الشابات في أغلب الأحيان اللائي يمارسن البغاء، ولا يمكن إدراك عمق تلك المأساة إلا من خلال الاستماع إليهن وهن يحكين عن مسار أوقعهن في شرك عالم لا يرحم، لذا كان لا بد لها من إجراء مقابلات مع نماذج متعددة منهن. إن الباحثة لم تقدم في هذا البحث جرداً شاملاً لظاهرة البغاء في المغرب، وأيضاً لم تعتمد إحصائيات شاملة ودقيقة تؤهله لذلك، إلا أنها قاربت الظاهرة وألقت الضوء على عواملها ومترتباتها في نفس الآن. لقد اعتمدت على استجوابات تتراوح بين (20دقيقه وساعتين)، مع حوالي 60 امرأة تمارس البغاء في الدار البيضاء، تتراوح أعمارهن بين 18 و38 سنة ولكن أغلبهن يدخل في إطار الفئة العمرية (20-27 سنة). وقد سجلت الباحثة هذه الأحاديث على فترات متباعدة بين سنوات 1985 و1998، وارتكازاً على هذه الاحاديث كان هذا البحث، الذي حاولت فيه الباحثة ومن خلاله دراسة العوامل الباعثة بالنساء على ارتياد البغاء بكل مستوياتها، والأطراف المكونة لبنية وطبيعة هذه البيئة، قبل استعراضها مجموعة من الشهادات التي لا تلقي الضوء على هذه الظاهرة فحسب، ولكنها تكشف في نفس التحليل النفسي للرجولة والأنوثة ..من فرويد الى لاكان كاد التحليل النفسي أن ينطفئ لولا ظهور جاك لاكان في أوائل الخمسينات. تلامذة فرويد كانوا لا يزالون تحت تأثير سلطة ونفوذ المعلم الأكبر، مما جعلهم يبتعدون عن كل قدرة في الاستنباط والإبداع، فوقعوا فريسة ما يسمى بالأنا الأعلى التحليلي، ولم يبق لهم سوى التقليد مما أفرغ العمل التحليلي من قوته الخلاقة وديناميكيته الناجحة فأصبح هيكلية نظرية. من هذا المنطلق اعتبر لاكان أن العودة إلى فرويد هي السبيل الوحيد لتصحيح المسار التحليلي، لأن التحليل النفسي يتخطى فضيلته العلاجية، لكي يطال كل نشاط فكري في أي حقل وُجد. يبقى نموذج فرويد في مساره السبيل الوحيد لكل من اتبعه أن يكتشف الحقائق التي توصل إليها . الحقيقة ليست مطلقة إنما بالدرجة الأولى هي حقيقة ذاتية تكمن في اللاوعي بحكم المكبوت. وإن غابت عن الوعي فهي تستمر بالتحكم بتصرفات ومسلك الإنسان، وتفرز العوارض المرضية. موضوع التحليل النفسي يكمن في هذه الحقيقة التي اكتشفها فرويد ثم لاكان بعده، والتي تتجسد في موضوع الرغبة. والأنا خلافاً لما كان يتصور البعض تضللنا عن طريق التماهيات الآنية والمخيالية. الجديد عند لاكان هو انفصاله عن كل ما هو علاقة الإنسان بالبيولوجيا لكي يحدد معنى وجوده في حقل اللغة التي من خلالها يعبر عن ذاته ويصبو دائما إلى بلوغ حقيقتها وصدقيتها من خلال علاقته بالآخر الذي يسميه لاكان بالكبير للتمييز بينه وبين الصغير أي القرين. فهذا منحى فكري ديناميكي معتمد على الرغبة التي تحركه في الحياة وتضمن له المتعة، هو منحى مغاير تماماً لما يسمى بسيكولوجية الأنا. ولا عجب أن يواجه التحليل النفسي مقاومة شديدة لاسيما في مجتمعنا العربي: أولاً لأن لغة الحب ممنوعة، ثانياً: لأن الاعتزاز بالأنا قد تزعزع بعدما تبين أن حقيقتها تكمن في اللاوعي حيث لا سلطة عليه سوى قول الحق والحقيقة. كل ذلك شرحه الدكتور عدنان حب الله بأسلوب مبسط : السهل الممتنع، و هو تلميذ لاكان، كي يبين تواصله مع فرويد.

بيانات كتاب البغاء أو الجسد المستباح

المؤلف

فاطمة الزهراء أزروبل

شارك مع الأخرین :

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

کتب ذات صلة

للتحمیل اضغط هنا

الرابط المباشر

شارک مع الآخرین :