المؤلف |
أبو أويس الحسني |
---|
بعد أن توطدت دعائم الإسلام، وشرقت فتوحاته وغربت، مقوضة صروح الكفر والوثنية، وهادمة عروش البغي والطغيان، أيس أعدائه من مجابهته يومئذ، فانتقلوا للكيد والتآمر في السر، وشمروا عن ساعد الجد وبذلوا كل جهودهم في اختلاق المطاعن، والافتراء المبطن، وظهروا بشئ المظاهر، واندسوا في كل الصفوف، وتفننوا في الكيد وتواصوا به، واستمر ذلك إلى الآن، وإن خف في بعض الأحيان، فذلك لاسترجاع القوى وانتظار الفرص. وتجلى هذا البلاء أكثر ما تجلى في التشيع و الرفض، الذي يتدين بالكذب، ويبتعد بالإفتراء، ويواصل الوضع والإختلاق على ألسنة أهل البيت المظلومين، وإذا كان الإمام مالك رحمه الله. سمى العراق (دار الضرب) مشيراً إلى ظهور بوادر الوضع في الحديث وانتشاره على يد متعصبة أهل الرأي والشيعة، فليت شعري ما كان يسمى جمهور الكذب الطري المسترسل المتكاثر المتنامي دون رقابة ولا حسبة إلى القرن السابع والثامن، حيث إلتفت القوم على واقعهم المزري تحت صيحات شيخ الإسلام ابن تيمية في ملاحقة المجرم الرافضي ابن المطهر الحلي بسفره العجيب (منهاج السنة النبوية) حيث عير علماء الشيعة والروافض بجهلهم التام بعلم الرجال وغلبة التقليد عليهم في هذا المجال فكثرت في روايتهم الموضوعات المتناقضة عن رجال مجاهيل أغلبهم لا يعرف عينا ولا حالا ثم لوحظ عبث الأيدي في الخفاء بمواصلة الوضع والكذب فيقال عن كتاب كذا: فيه ألف رواية، زمن كذا، ثم يقال عن نفس الكتاب لنفس المؤلف بعد ذلك بعقود من السنين فيه ألفا رواية أو ثلاثة آلاف؟! وهذا ليس خاصا بكتاب. وقد تساءل عن هذا مستغربا الدكتور حسين الموسوي من علمائهم في كتابه هذا (لله.. للتاريخ ) هذا الكتاب الذي حوى على صغر حجمه، من مصائبهم وفواقرهم في الماضي والحاضر ما يندى له الجبين، ويحمر الوجه خجلا. ثم ظهرت حركة الاستشراق المواكبة لحملات الاستعمار، والممهدة لنفوذه الفكري العسكري، فنبغت فيها نابغة رأس مالها التحريف المتعمد، والتشكيك المقصود، ودس السم في العسل، وندر منهم جدا المنصف العاقل، الباحث المتجرد، فكثرت في أبحاثهم ودراساتهم الأكاذيب المموهة، والدسائس المغلفة بثوب البحث العلمي والدراسات الأكاديمية، ووجدوا في كتب الروافض ونحوهم من المبتدعة مادة دسمة يغدون بها أقوالهم ومزاعمهم. ومع هذا كله فقد كانت هذه الحركة مظهراً لعَلم من أعلام النبوة حيث يقول عليه الصلاة والسلام: إن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر، وفي رواية: بأقوام لا خلاق لهم.
المؤلف |
أبو أويس الحسني |
---|