الجماعة الإسلامية الأحمدية.. عقائد، مفاهيم ونبذة تعريفية

الحمد لله الذي منّ علينا بنعمة الإسلام، وجعلنا من أمة سيدنا محمد خير الأنام، وجعلنا من أتباع دينه، ومن الشاربين من حوضه ومعينه. اللهم صلّ وسلِّم وبارِك عليه، وعلى آله وصحبه، وزمرته وحزبه، واجعلنا أطوع خدامه، وبقية من ختامه. ولا تحرمنا بركات سيدنا خاتم النبيين، سيد الأولين والآخرين. واقبلنا بشفاعته، واجعلنا عندك من المقبولين. اللهم آمين. إن الجماعة الإسلامية الأحمدية جماعة مسلمة. منهجها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ولا تختلف في الأصول عن عموم أهل السنة إجمالا. وهي جماعة قائمة بأركان الإسلام، ومقرّة بأركان الإيمان، ولا تخرج عن هذه القواعد ولا تحيد وليس بخافٍ على أحد أن الفِرق والمذاهب الإسلامية تختلف فيما بينها في أصول وفروع. وهي تتبادل فتاوى التكفير فيما بينها. فليس من فئة ولا فرقة إلا وتناصبها فرقة واحدة أخرى على الأقل التكفير والتفسيق. والجماعة الإسلامية الأحمدية لم تشذ عن هذه القاعدة، إلا أن ما يميزها هو أنها هي الوحيدة في عدم تكفير أي فرقة أو جماعة إسلامية تغايرها أو تخالفها، بينما تكفرها غالبية الفِرق على الرغم من أنها لم تنفرد بعقيدة لم يقل بها غيرها. والمتتبع المنصف لا يملك إلا أن يجزم بذلك بكل ثقة. إلا أنها قد سبقت غيرها أحيانا في نفض الغبار عن عقيدة أصيلة كانت قد طمست معالمها مع مرور الزمن، أو لم يكن قد حان وقت إجلائها وتوضيحها من قبل. فكان أن قدمتها الجماعة الإسلامية الأحمدية في الوقت المناسب دفاعا عن الدين وعن كرامة خاتم النبيين – صلى الله عليه وسلم -. فكان رد فعل غيرها من الفرق أن رمتها بالتكفير والخروج عن الإسلام! ولعل هذا الأمر المميز ينبغي أن يكون ملفتا للنظر لكل متدبر لبيب.إن أبرز ما أدى إلى حملات الاتهام والتكفير ضد الجماعة الإسلامية الأحمدية، ينحصر في أمرين اثنين: أولهما وفاة المسيح عيسى بن مريم – عليه السلام – وبطلان عقيدة حياته في السماء؛ وثانيهما مفهوم خاتم النبيين الذي هو اللقب الأسمى لسيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم -. إن الجماعة قد قدمت الأدلة الساطعة والبراهين القوية على وفاة عيسى – عليه السلام – في الوقت الذي تحوّل فيه هذا الخطأ إلى أفعى تريد ابتلاع الإسلام. وكانت حياة عيسى – عليه السلام – هي السلاح الفتاك بأيدي المبشرين النصارى لدعم زعمهم بألوهيته وتفضيله على خاتم النبيين – صلى الله عليه وسلم – والهجوم على الإسلام. فوقفت الجماعة منفردة في ذلك الوقت لتكسر هذه العقيدة وتبيّن بطلانها، وترد كيد النصارى في نحورهم. إضافة إلى أنها قد حوّلت مجرى المعركة من الدفاع إلى الهجوم، فأصبح المبشرون النصارى في مأزق كبير أمام كمّ الأدلة التي قدمتها الأحمدية على بطلان المسيحية. كذلك فقد أبرزت الجماعة مفهوم خاتم النبيين على حقيقته، وهو المفهوم العظيم الذي يكشف المكانة الحقيقية العظيمة للرسول – صلى الله عليه وسلم -. وما كان ذلك إلا غيرةً منها على مقام المصطفى – صلى الله عليه وسلم – وإظهارا لهيمنة الإسلام على الدين كله. ولكن سرعان ما بدأت المفاهيم التقليدية تتغير. فتزايد عدد القائلين بوفاة عيسى بن مريم – عليه السلام – وأصبح القول بحياته في السماء باهتا في هذه الأيام، إلا أن هذا لم يؤدِّ بعد إلى التخفيف من حملة التكفير التي صُبّت على الجماعة بسبب هذه العقيدة. أما موضوع خاتم النبيين فلم يأذن الله تعالى بعدُ أن يدرك غالبية المسلمين مفهومه الحقيقي ويعطوا الرسول – صلى الله عليه وسلم – والأمة الإسلامية حقهما.إن الجماعة الإسلامية الأحمدية تقدم منظومة من العقائد والمفاهيم الإسلامية الأصيلة والشاملة غير المتناقضة والتي تُظهر جمال الإسلام وكماله. كما أنها تسير وفق خطة وبرنامج عمل لنشر الدين الإسلامي وقيمه ومفاهيمه وسلْمه في العالم أجمع. وإن نجاحاتها في مسعاها، بفضل الله وبرحمته، لهي مما يثير الإعجاب والتقدير ومما هو مشهود من المسلمين والناس أجمعين. إن عملها ينحصر في الجهاد من أجل نشر الدين، وترى في كل يوم تأييد الله ونصره الذي وعد به عباده الصالحين. إن أهم ما هدف إليه حضرة مؤسس الجماعة الإسلامية – عليه السلام – هو توجيه الناس إلى الله تعالى. فقد عمل على توضيح سبل الوصول إلى الله تعالى، وكان يسأل كل من سمع به أن يرجع إلى الله تعالى ويدعوه ويستفتيه في أمره. كذلك كان يدعو من يناكفه من أعداء الإسلام ومن معارضيه من المسلمين أن يجعلوا الله تعالى حكَمًا بينه وبينهم. فعلى كل وجه كانت النتيجة هي الرجوع إلى الله لمن أطاعه ومن ناكفه على السواء. وهذه الدعوة كانت ولا زالت قائمة من الجماعة الإسلامية الأحمدية لكل من سمع بها أن ينظر في ما تقدمه ويستفتي الله تعالى فيها. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.