الجوانب الفلسفية

الكتاب يهدف إلى الكشف عن الجوانب الفلسفية في كتابات ابن السيد البطليوسي، وبيان خصائص تلك الحقبة التي عاش فيها والتي تمثل مرحلة من التراث القديم. وهكذا اشتملت الدراسة على ثلاثة أبواب: خصص الأول منها لدراسة حياة ابن السيد البطليوسي، وأساتذته وتلاميذه، وبين ما سيطر على حياته تجوال وطواف يعود إلى الطموحات الكبرى التي كانت تعتمل في نفسه، ورغبته في نشر معارفه الفلسفية إضافة إلى ملاحقة بعض الأمراء له بسبب اشتغاله بالفلسفة، أو السياسة. وقد يكون لسقوط إمارات الأندلس الواحدة بعد الأخرى، أثر في دوام انتقاله وتجواله، وعلى كل حال فإن الفيلسوف قد استقر آخر الأمر في مدينة بلنسية، متفرغاً للتدريس والتأليف، إلى جانب هذا تحدث هذا الباب عن العناصر الثقافية الأندلسية التي سادت عهد ابن السيد وخصائصها. أما الباب الثاني فأفرد للبحث عن فلسفة ابن السيد، فتحدث عن فلسفته في ذات الله وصفاته، وفلسفته في قضية خلق العالم، ومفهومه للإنسان، وحرية الإرادة والعقل الإنساني، أما الباب الثالث والأخير فوقف للحديث عن المصادر التي غذت فلسفة ابن السيد، وهي نوعان المصادر اليونانية، والمصادر العربية الإسلامية. وهنا تم التحدث عن الأثر العميق الذي تركه ابن السيد على فلسفة الرمز والذوق الصوفي عند ابن عربي. كما وتم التحدث عن أثر ابن السيد في ابن رشد في مسألة العلاقة بين الفلسفة والشريعة، وعقيدة القضاء والقدر، حيث تبنى ابن رشد مبدأ التوسط الداعي إلى عدم القول بالجبر المطلق أو التفويض المطلق، ويتشابه رأي ابن رشد مع ابن السيد في مسألة العلم الإلهي، وفي القول بأن الله يعلم الكليات والجزئيات معاً بصورة لا تشبه علم البشر. وختم هذا الباب ببيان لأثر فلسفة ابن السيد في الفلسفة الدينية عند اليهود في الأندلس، والذين استهواهم كتاب الحدائق فترجموه إلى العبرية ثلاث مرات، وقد عرف اليهود الكتاب باسم كتاب الدوائر وكان موسى ابن يتبون، الكاهن اليهودي أول من ترجم كتاب الحدائق وعمل على نشرة واتساع فكره بين يهود الأندلس وفرنسا.

شارك الكتاب مع الآخرين

بيانات الكتاب

المؤلف

ابن السيد البطلوسي

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “الجوانب الفلسفية”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *