الدخيل والأثيل في شعر أمية بن أبي الصلت

(مراجعة واحدة)

دراسة لغوية دلالية مقارنة يُعدّ أميّة بن أبي الصّلت (ت 5هـ / 626م) واحداً من شعراء العصر الجاهليّ البارزين, ممن أُثير وما زال ُيثار حول حياته, وعقيدته, وشعره, ومنزلته, نقاشٌ واسعٌ. فقد مثّل هذا الشاعر علامةً فارقةً في مشهد الشّعر الجاهليّ, وذلك بما حمله شعره على مستوى المضمون

شارك الكتاب مع الآخرين

بيانات الكتاب

المؤلف

نذير جعفر

الناشر

الهيئة العامة السورية للكتاب

المؤلف

نذير جعفر

مراجعة واحدة لـ الدخيل والأثيل في شعر أمية بن أبي الصلت

  1. محمد الحمامصي

    نذير جعفر يدرس اللغة الدلالية في شعر أميّة بن أبي الصّلت
    الثلاثاء 2012/05/22
    كتب ـ محمد الحمامصي
    أبرز الظواهر اللغوية والصرفية في ضوء اللغات السّاميّة
    “الدخيل والأثيل في شعر أمية بن أبي الصلت .. دراسة لغويّة دلاليّة مقارنة” عنوان الكتاب الذي صدر حديثا للناقد السوري نذير جعفر، ويهدف إلى تأثيل الدخيل في لغة أميّة بن أبي الصّلت الشعرية، والكشف عن الظواهر الصوتية والنحوية والصرفية فيها، وبيان الصلات العميقة بين العربية وشقيقاتها من جهة، وتفاعلها مع الجوار الجغرافي والحضاري من جهة ثانية. فلغة أمية بن أبي الصّلت الشعريّة كما يرى المؤلف مُشبعة بالمؤثرات الحضارية على مستوى المفردة والتركيب والدلالة، بحكم قراءته كتب الأولين، وإلمامه أو اطلاعه على اللغتين السريانيّة والعبريّة كما ذكر القدماء من العلماء الثقات، مثل: ابن سلاّم، وابن قتيبة، وابن دريد، واحتكاكه بشعراء وأعلام الحواضر الدينية والثقافية في عصره، وتنقّله وارتحاله ما بين الشام والحبشة والبحرين.

    والألفاظ الدّخيلة في لغته كما يشير الكاتب عامل قوة لا ضعف، ودليل على تمثّله للثقافات المجاورة من فارسية وروميّة وحبشيّة وآرامية وتشرّبها، وإعادة إنتاج مخزونها اللغوي وفق سياقاته ومنظوماته اللغوية والإيقاعية والغنائية. وإن ما دُرس من هذه الألفاظ، لم تُقَل فيه الكلمة الأخيرة بعد، وما لم يدرس آن له أن يُؤثّل في ضوء ما قدّمته الدراسات السّامية المعاصرة من نتائج مهمة، وأن يوضع على محك التقصّي العلمي لا الهوى والتخمين والافتئات والرجم في الغيب.

    وقد سلك الباحث المنهج التاريخي المقارن، الذي يرصد المفردة اللغوية وتطورها في مظانها المتعدّدة وسياقاتها الشعرية والمعنوية والدلالية المختلفة. متخذا من شعر أمية بن أبي الصّلت خاصّةً والشعر الجاهلي عامّةً، مصدراً رئيساً لبحثه، ومقارناته الصوتية واللفظيّة والدلالية، مستعينا بالمصادر العربية القديمة، والمراجع الحديثة في اللغات السّاميّة وخصائصها الصوتية، والصرفية، والنحوية، ومعاجمها، وتاريخ آدابها.

    إن لغة أمية بن أبي الصّلت الشعريّة مُشبعة بالمؤثرات الحضارية السّامية على مستوى المفردة والتركيب والدلالة، بحكم قراءته كتب الأولين، وإلمامه أو اطلاعه على اللغتين السريانية والعبريّة كما ذكر القدماء من العلماء الثقات، مثل: ابن سلاّم، وابن قتيبة، وابن دريد، واحتكاكه بشعراء وأعلام الحواضر الدينية والثقافية في عصره، وتنقّله وارتحاله.

    والألفاظ الدخيلة في لغته عامل قوة لا ضعف، ودليل على تمثّله للثقافات المجاورة من فارسية وروميّة وحبشيّة وآرامية وتشرّبها، وإعادة إنتاج مخزونها اللغوي وفق سياقاته ومنظوماته اللغوية والإيقاعية والغنائية. وإن ما دُرس من هذه الألفاظ، لم تُقَل فيه الكلمة الأخيرة بعد، وما لم يدرس آن له أن يُؤثّل في ضوء ما قدّمته الدراسات السّامية المعاصرة من نتائج مهمة، وأن يوضع على محك التقصّي العلمي لا الهوى والتخمين والافتئات والرجم في الغيب.

    ويستخدم الباحث مصطلح “اللغات السّامية” الذي أطلقه الألماني شلوتزر في العام (1195هـ/1781) بوصفه مصطلحا لغويا إجرائيا لا غير، متحفّظا على دلالته التوراتية، أو الأنثربولوجية، أو السياسية، التي تجعل العيلاميين واللوديين من أبناء سام على الرغم من انتفاء القرابة بينهما! كما تجعل الفينيقيين من أبناء حام على الرغم من أنهم أقرب الشعوب إلى العبريين! وقد بدأ بعض الباحثين العرب بتداول مصطلحات عدّة بديلة دون الوصول إلى اتفاق على صيغة محدّدة، مثل: اللغات الجزرية، واللغات العروبيّة، ولغات المشرق العربي القديم.
    وارتأى المؤلّف أن يقع هذا الكتاب ـ الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب وزارة الثقافة، دمشق 2012 في 232 من القطع الكبير ـ في تمهيد وأربعة فصول وخاتمة. ففي التمهيد يتناول سبل التواصل الحضاري بين العرب والأمم المجاورة في العصر الجاهلي، التي تتمثل في التجارة، والأسواق، والهجرة والغزو، والسفارة والدواوين، وما نجم عنها من علاقات بين المناذرة والفرس، والغساسنة والروم، وما تركته هذه العلاقات المتبادلة من تأثيرات ثقافية، ودينية، ولغوية، انعكست في الشعر الجاهلي. كما يسلّط الضوء على حياة أميّة، وثقافته، وشعره، ولغته، ومكانته.

    ويسعى في الفصل الأول إلى تحديد مفاهيم الأثيل، والدخيل، والمعرّب، والمولّد، والغريب، لغة واصطلاحا، ونظرة كلٍّ من القدماء والمحدثين إليه. ويتوقف عند أقسام الدّخيل، ومعاييره الصوتية والصرفية والتاريخية. مبرزا من خلال ذلك تحوّلات الأصوات في اللغات السامية، وما يقابلها في اللغة العربية، عبر أمثلة تطبيقية توضّح ذلك.

    وفي الفصل الثاني يدرس الألفاظ السّامية الدخيلة في لغة أميّة بن أبي الصّلت لغوية مقارنة، محاولا تأثيلها وتصنيفها بحسب معانيها وحقولها الدلالية، مركزا على ردّها إلى جذورها اللغوية البعيدة، وموازنا فيما بينها في غير لغة، وصولا إلى تحديد هويتها.

    وفي الفصل الثالث يتوقف عند الألفاظ السّامية المشتركة في لغة أميّة مُبرزا أوجه التشابه فيما بينها، محللا، ومقارنا، وكاشفا عن الصلات العميقة بين هذه اللغات في الماضي من جهة؛ وراصداً تفرّد الشاعر في استعمال بعض الألفاظ الغريبة، وتوظيفه للموروث الأسطوري من جهة ثانية.

    ويخصّص الفصل الرابع لدراسة التطور الدلالي للألفاظ الدخيلة في لغة أمية بن أبي الصّلت، فيحدّد مفهوم الدلالة، وأنواعها، وأسباب التطوّر الدلالي، وطرقه، معزّزا ذلك بالأمثلة، ثم يدرس دراسة تطبيقية عددا من المفردات الدخيلة والمشتركة التي تغيّر معناها الأصلي أو انقلب أو اندثر تماما.

    ويصل في الخاتمة إلى عرض نتائج بحثه، وما توصّل إليه من حقائق بخصوص “الدّخيل” عامة، والدخيل في لغة أميّة بن أبي الصّلت خاصة، وأبرز الظواهر اللغوية والصرفية عنده في ضوء اللغات السّاميّة.

إضافة مراجعة

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *