الكلمة في الرواية لـ ميخائيل بختين

الفكرة الرئيسة لهذه الدراسة هي تجاوز القطيعة بين ((الشكلية)) المجردة والنزعة ((الإيديولوجية)) التي لا تقل عنها تجريدا في دراسة الكلمة الفنية. إن الشكل والمضمون واحد في الكلمة مفهومة على أنها ظاهرة إجتماعية – اجتماعية في كل دوائر حياتها وفي كل لحظاتها: من الصورة الصوتية حتى أشد طبقات معانيها تجريدا. هذه الفكرة هي التي حددت تاكيدنا على ((أسلوبية الجنس الأدبي)). ذلك أن فصل الأسلوب واللغة عن الجنس الأدبي أدى إلى حد كبير إلى تمحور الدراسة على الفروق الأسلوبية وحدها في المقام الأول, سواء ما اتصل منها بأفراد معينين أو باتجاهات معينة, بينما تم تجاهل الطابع الأساسي الاجتماعي للأسلوب. فحجبت المصائر الصغيرة للتغيرات الأسلوبية المتصلة بفنانين معينين وباتجاهات معينة المصائر التاريخية الكبرى للكلمة الفنية المتصلة بمصائر الجنس الأدبي, وعلى هذا فقدت الأسلوبية المقاربة الفلسفية والسوسيولوجية لقضاياها. وغرقت في الصغائر الأسلوبية, وعجزت ولا زالت عاجزة عن استشفاف المصائر الكبرى المغفلة للكلمة الفنية وراء التطورات الفردية أو الاتجاهية. فبدت البراعة الأسلوبية في أغلب الأحيان براعة مغلقة تنكر الحياة الاجتماعية للكلمة خارج ((مشغل)) الفنان تنكرها على امتداد الساحات والشوارع والمدن والقرى والفئات الاجتماعية والأجيال والعصور. فهذه الأسلوبية لا تتعامل مع الكلمة الحية, بل مع تركيبها النسيجي مع الكلمة الألسنية المجردة المسخرة لخدمة براعة الفنان الفردية, لكن حتى الفروق الأسلوبية هذه الفردية أو الاتجاهية المقطوعة الصلة بالدروب الاجتماعية الأساسية لحياة الكلمة تلقى بالضرورة معالجة مسطحة ومجردة وتتعذر دراستها في وحدتها العضوية بدوائر العمل الفني المعنوية.

شارك الكتاب مع الآخرين

بيانات الكتاب

العنوان

الكلمة في الرواية لـ ميخائيل بختين

المؤلف

ميخائيل بختين

حجم الملفات

7.7 ميجا بايت

اللغة

العربية

نوع الملفات

PDF

الصفحات

301

الناشر

منشورات وزارة الثقافة – سوريا

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “الكلمة في الرواية لـ ميخائيل بختين”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *