اللولب المزدوج

لم أر في حياتي فرانسيس كريك متواضعاً ربما كان كذلك في صحبة أخرين ولكنني لم أشهد هذا يوماً لأحكي عنه لم يكن ذلك بسبب شهرته الحالية فالكثيرون يتحدثون عنه الأن وعادةً ما يكون حديثهم بكل تبجيل بل وربما اعتبر يوماً ما في مرتبة رذرفورد وبهر ولكن الوضع لم يكن كذلك في خريف 1951 عندما وصلت إلي معمل كافندش بجامعة كامبريدج لأنضم إلي جماعة صغيرة من علماء الفيزيقا والكيمياء تعمل علي التراكيب ثلاثية الأبعاد للبروتينات كان عمره عندئذ خمسة وثلاثين عاماً ورغم ذلك فقد كان مغموراً تماماً صحيح أن بعض زملائه المقربين كانوا قد عرفوا عنه الذهن السريع الثاقب وكانوا كثيراً ما يطلبون منه المشورة إلا أنه لم يكن يقدر عادةً حق قدره وكان معظم الناس يعتقدون أنه يتكلم أكثر مما يجب.اللولب المزدوج ليست رواية سطحية كالعديد من الروايات إنما تعد رواية علمية توضح اكتشاف الحمض النووى وتركيبه ، وكيف تعاملت انجتلرا بعد الحرب العالمية حين وقعت أكبر الحوادث أهمية، فهى حوادث إنسانية فى المقام الأول ، كيف تعاملت هذه الحوادث مع اكتشاف تركيب الحمض النووى وهل كانت حقيقة الأمر متقبلة لدى الناس أم مرفوضة