العنوان |
المترجم الخائن |
---|---|
المؤلف |
فواز حداد |
‘رواية فكرية’ إن صح التعبير!تتداخل الرواية في عدت روايات وتخرج من قصة الى أخرى بشكل سلس لا تشعر معه بالانفصال عن احدى قصصه. لغته جميلة وقوية ومليء بالأفكار.أثار عنوان الرواية انتباهي لأن موضوعها يدور حول الترجمة و هو من الموضوعات الأثيرة لدي . فليس هناك من جسر للتواصل بين الثقافات أفضل من الترجمة .تدور الأحداث حول مترجم طموح، لم يعجبه حصر عمله في النقل الحرفي من لغة لأخرى، فاصبح يبدع أحداثاً لم يكتبها مؤلف الرواية، وتوّج عمله بابتكار خاتمة مختلفة كلياً في إحدى ترجماته. اكتشف خصومه من الأدباء فعلته الشنيعة، ولقنوه درساً جعل ظهور اسمه شبه مستحيل في أي ترجمة أو حتى مقال.وحتى لايموت جوعاً، كان عليه أن يبتدع اسماً خيالياً يضعه نيابة عن اسمه في أعماله، ومع مرور الوقت أخذ الاسم الخيالي يتجسد شيئاً فشيئاً ليصبح المترجم شخصان في جسد واحد. وتتكرر العملية في عمل آخر ليصبح الاثنان ثلاثة ومن ثم أربعة أيضاً…الفكرة جذابة، والحبكة ممتازة والواقعية تطغى على الرواية، وتتشعب بها لتتطرق إلى مواضيع سياسية، وثقافية، واجتماعية. وتناقش تيارات فكرية واقتصادية، الاشتراكية والرأسمالية..خيانة المترجم حامد سليم لترجمة رواية وضعت مستقبله الأدبي و المهني في مهب الريح . فقد تجرأ هذا المترجم على تغيير نهاية االرواية التي قام بترجمتها ليستعيض عنها بنهاية يرى انها الأمثل و الأكثر ملاءمة لشباب الوطن .بعد ذلك تتفتح أفق الرواية على مهام أدبية متعددة( مترجم، صحفي ، ناقل أفكار روايات أجنبية إلى أحد الروائيين المزيفيين الذي سيقوم لاحقا بالبناء على تللك الأفكار) يقوم به حامد تحت أسماء مستعارة و شخصيات وهمية لا تلبث أن تتحكم به و تملي إرادتها عليه أحيانا.تسلط الرواية الضوء على المافيات الأدبية و على الأليات التي تتحكم بنجاح أو فشل الأعمال الأدبية بغض النظر عن قيمتها الفنية كما تعرض نماذج عن الأدباء و النقاد المرتزقة و الذين يمسكون بمفاصل العمل الثقافي في سوريا و يطبقون على صدره.الشخصيات الوهمية الثلاث التي تعيش داخل حامد سليم تبدأ في التصارع فيما بينها و يصاب الكاتب بإنفصام في الشخصية فلا يعد يدرك من هو تماما . و يصبح على مشارف ارتكاب جريمة قتل في أخر الرواية . أسلوب السرد مميز و لغة الكاتب عالية المستوى .
العنوان |
المترجم الخائن |
---|---|
المؤلف |
فواز حداد |