Search
Search

الوقود الحيوي وعولمة المخاطر – التغير الأكبر في العلاقات بين الشمال والجنوب منذ الاستعمار

نبذة عن كتاب الوقود الحيوي وعولمة المخاطر – التغير الأكبر في العلاقات بين الشمال والجنوب منذ الاستعمار

يعرض كتاب (الوقود الحيوي وعولمة الخطر: التغيير الأكبر في علاقات الشمال-الجنوب منذ الكولونيالية في 150 صفحة من القطع المتوسط- دار النشر البريطانية زيد بوكس) تحليلاً مقنعاً وجديداً للسياسة الجارية وراء قصّة الوقود الحيوي، ويعاين على نحو حاسم التفاؤل التكنولوجيّ والوعود المثالية التي تقدّمها للمستقبل في غالب الأحيان . يبدأ الكتاب بعرض مختصر عن سياسة استخدام الوقود الحيوي، ويمضي إلى استكشاف تطوّرها كقصة سياسيّة، وكنموذج للتنمية وكنظام اجتماعي-تقني عبر سلسلة من الدراسات المتشابكة من إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية . كما يعرض الكتاب طبيعة الوقود الحيوي، التي أثارت الكثير من الجدل، الذي يسمح لنا بفهم العلاقات بين التأثيرات المحتملة لتغيير المناخ والعولمة والتنمية بطرائق جديدة بالكامل، وكما يتيح لنا أيضاً فهم أفضل للديناميكيات المتغيّرة للخطر والمسؤوليّة والتأثير الذي يخلقه الاستثمار في الوقود الحيوي . ويوضّح أنّ المخاطر والمسؤوليّات بدأت بالانتقال من الشمال إلى الجنوب، وربما يشكّل الوقود الحيوي أكبر تغيير في علاقات الشمال-الجنوب منذ الكولونياليّة . يوصي النقاد بأهمّية هذا الكتاب للخبراء والسياسيّين وعامّة القراء، لما للوقود الحيوي من دور مهم في مستقبل الطاقة . ومؤلّف الكتاب هو جيمس سميث، بروفيسور في مركز الدراسات الإفريقية، ومدير مركز إنّوجين للبحث الاجتماعي والاقتصادي في أدنبرة . تستكشف بحوثه العلاقات بين المعرفة والعلم والتنمية، وبشكل خاص في علاقتها مع البحث الزراعي، وكيف يتم تطبيقه . عمل مع العديد من مراكز الأبحاث والمنظمات الدولية . الاستثمار في الوقود الحيوي يضخم الفقر ويهدد البلدان النامية ينقسم الكتاب إلى ستة أقسام: 1- المقدّمة: عواصف مثاليّة . 2-العلم: الوقود الحيويّ، الأمس والغد . 3-الأنظمة: التعقيد والمعرفة . 4-التفاعل المتبادل: الشبكات والاهتمامات . 5-المقياس: الحلول والمخاطر . 6-الاستمراريّة: عولمة الخطر . يبدأ الباحث في المقدّمة، التي صنّفها كفصل أوّل من الكتاب، بالحديث عن جون بيدينغتون: المستشار العلميّ الرئيسيّ للحكومة البريطانيّة، الذي استخدم مصطلح العاصفة المثاليّة لوصف التقارب العالميّ المستقبليّ لعدم أمان الطاقة والمياه والطعام . ويرى الباحث أنّه في الوقت الذي يشير فيه بيدينغتون إلى التهديدات المستقبليّة لابدّ لنا من أن نكون واضحين من أنّ العمليات والتفاعلات التي تقود إلى عدم الأمان في الطاقة والمياه والغذاء هي بسببنا بشكل رئيسيّ، بسبب ضروراتنا وخياراتنا التي نتخذها كبشر، ويقول: إنّ العديد من هذه التفاعلات تتوقف على مساراتنا في التنمية واستخدام المعرفة الجديدة والتكنولوجيّات الحديثة ويضيف في موضع آخر: بات من الواضح على نحو عالميّ أنّه يجب أن نتعلّم كيف نستخدم العلم والتكنولوجيا على نحو أفضل، ووفقاً لذلك نحتاج إلى أن نفهم السياقات والعمليات المتشابكة والمعقّدة، التي تقود إلى تكنولوجيّات وأولويات واتجاهات جديدة، من شأنها أن تخدم مستقبلنا وتتعامل مع المخاطر الراهنة والمستقبليّة، بدلاً من إثارتها . يجد الباحث أنّ الوقود الحيوي في النهاية، مهما تكن فائدته، يعولم الخطر، فهو يبنى على اللامساواة الموجودة، ويوسّع التناقضات الموجودة، ويستقطب الخبرات الموجودة، ويخلّد الأنماط الموجودة من الاستهلاك، كما تخلق تجمعات الوقود الحيويّ العالميّة لهذه العمليات استقراراً، لتبدو كشيء عقلانيّ ومرغوب فيه، وتشجّع التغيرات المهمة في استخدام الأرض وطريقة المعيشة للبعض(بشكل عام في النصف الجنوبي من الكرة الأرضيّة) في الوقت الذي تخلق فيه ديمومة للظروف، التي تنتج فيها اللامساواة والاقتصاد السياسيّ والمعرفيّ في المقام الأوّل . ودائماً ما تمّ وضع الوقود الحيوي من بين الحلول المتعدّدة الأغراض لمشكلات متعدّدة الأغراض . بين الأمس واليوم يبدأ الفصل الثاني بعنوان العلم: الوقود الحيويّ، الأمس واليوم ويركّز الباحث على تاريخ الوقود الحيوي . ويشكّل في الغالب إجابات عن هذه الأسئلة: من أين جاءت؟ وكيف تعمل؟ ما الذي تتوعّد به؟ ويؤكّد أنّ السعي لتعريف الوقود الحيويّ ليس كشيء جديد فقط يتعامل مع مشكلات الغد، بل كشيء تاريخيّ ربّما يزوّد بالرؤية ووجهة النظر والمعرفة القديمة الجديدة . وكتعريف للوقود الحيويّ وفقاً لديمرباس 2007: يشير إلى الطاقة المستخرجة من الكتلة الحيويّة عبر عمليّات مثل الاحتراق والتحوّل إلى غاز والاختمار، وهذه العمليّة تنتج الطاقة على شكل سائل أو وقود غازيّ، ويمكن لسلسلة من المصادر البيولوجيّة أن تكون موادّ أوليّة لهذه العمليّات، ومن ضمنها محاصيل الطاقة كالحشائش والأشجار والمحاصيل التقليديّة أيضاً مثل قصب السكّر والبذور الزيتيّة، بالإضافة إلى بقايا المحاصيل والنفايات المتحلّلة والعضويّة، ويمكن لهذا الوقود أن يستخدم في التسخين وتوليد الكهرباء ووسائل النقل، كما يمكن رؤيته بالعديد من الأشكال كتكنولوجيا نظيفة وطبيعيّة وكافية . يتحدّث الباحث عن إنتاج الوقود الحيويّ في العديد من الدول منها البرازيل والولايات المتحدة والهند وتنزانيا، ويرى أنّ البرازيل لها تاريخ في إنتاج الإيثانول الحيويّ، وغالباً ما تصنّف من أكثر الدول الناجحة في إنتاج الوقود الحيويّ، حتى إنّ اهتمامات البرازيل واستثماراتها بالطاقة الحيويّة انعكست على باقي أنحاء العالم، وصارت كنموذج يقتدى به . أمّا الولايات المتّحدة فوجد البعض في 2008 أنّه على الرغم من كفاءة البرازيل فإنّها تجاوزتها في إنتاج الإيثانول الحيويّ . ويعادل إنتاج البرازيل والولايات المتّحدة ما يقارب 70% من الإنتاج العالميّ بالنسبة إلى الإيثانول الحيويّ . أمّا بالنسبة لتنزانيا والعديد من الدول الإفريقيّة المجاورة لها فتفتقر إلى السياسات الوطنيّة الرسميّة والاستراتيجيّات والتشريعات التي تسهم في ترشيد تطوير الوقود الحيويّ . وعن تأثير الأجيال اللاحقة من الوقود الحيويّ يقول الباحث: لا يمكننا أن نرى كلّ النهايات ببساطة، ولا يمكننا أن نكون متأكّدين من أنّ تقنيات الوقود الحيويّ من الجيل الثاني والثالث لن تقف ببساطة على مشكلات تقنيات الجيل الأوّل . التعقيد والمعرفة في الفصل الثالث من الكتاب بعنوان الأنظمة: التعقيد والمعرفة يستكشف الباحث المحاولات المبذولة لفهم النتائج المحتملة للاستثمار في الوقود الحيويّ، ويبرز التعقيد التامّ للقيام بذلك، وحدود المعرفة البشريّة، والطرائق التي لا يملك فيها صنّاع السياسة، في العديد من المجالات، القاعدة التي يحتاجون إليها لتشكيل السياسة المناسبة . ويناقش الباحث العديد من القضايا الشائكة المحيطة بالتحليلات حول التأثير البيئيّ للوقود الحيويّ، وترتبط تلك القضايا بالكثير من السياسات . ويجد من الصعب تحديد النتائج المسقبلية للوقود الحيويّ، ولايرى أنّ الوقود الحيويّ يمكن له أن يحلّ مكان النفط فقط، بل يمكن له أن يسهم في تغيير المناخ أيضاً . ويرى أنّه من الناحية التقنيّة هناك العديد من التقييدات والمبادلات بين الدّقة وإمكانيّة الوصول إلى تحليل التكاليف البيئيّة لإنتاج الوقود الحيويّ . ومن الناحية العلميّة، ربما ببساطة تلك المعلومات والمعرفة الكافية التي نحتاج إليها تساعد على التوصّل بشكل كامل إلى تحليل عمليّ . ويرى أنّ الاستثمار في إنتاج الوقود الحيويّ تجاوز البحث العلميّ الجيّد . أمّا من الناحية السياسيّة، فتخدم المصالح والضغوط والاستثمارات في تشكيل سياق يتمّ فيه تجاوز التحليلات وترجمتها . وممّن يستشهد الباحث بآرائهم الباحث تيم سيرجنغير، المتخصّص المهم في الوقود الحيويّ الذي يرى أنّ التقدّم في إنتاج الوقود الحيويّ يجب ألا يكون مخلوطاً بتشاؤم لا داعي له، بل يجب أن يكون مشبّعاً بالواقعيّة . ويسلّط الباحث الضوء على العديد من التقييدات التي يمكن أن تكون تقنيّة أو سياسيّة، خاصّة أنّه يرى العلماء ممثلين سياسيّين أيضاً، حتى لو كانوا مختبئين خلف التركيبات النظريّة والأنماط التحليليّة المعقّدة . ويجد أنّ الاندفاع إلى الاستغناء عن النفط هو مخاطرة بالنفس، حيث العوامل والأخطار المرتبطة بتغيير المناخ يمكن أن تكون وخيمة . ويؤكّد أنّ الإعانات الماليّة والتأمينات، والأولويات تشكّل الاختيارات التي لا يمكن للعلم أن يدعمها أو حتى يزوّد بفهم عميق لها . ومن المهمّ-برأيه- أن نقرّ بهذا عاجلاً أو آجلاً، وهناك القليل من الجدل حول الإجراءات الاحترازيّة المتعلّقة بالوقود الحيويّ، وأنّ فكرة وجوب أن نتّخذ قراراً ما لم نكن متأكّدين من أيّ من النتائج السلبيّة يبدو مناسباً على نحو كبير، عندما نفكّر في القرارات التي سوف تصاغ بخصوص استخدام الأرض ووسائل المعيشة والبيئة والرأسمال والإرادة السياسيّة للأجيال . يرى الباحث أنّ مليارات الدولارات تصرف حاليّاً من قبل منظمة التعاون الاقتصاديّ والتنمية على الإعانات الماليّة والدعم لأجل صناعة الوقود الحيويّ، وسيكون من الأفضل لو يتمّ إنفاقها على البحوث والتنمية في فهم نتائج الوقود الحيويّ من الجيل الأوّل على نحو صحيح وفهم احتمالات الوقود الحيويّ من الجيل الثاني، على الرغم من أنّ الولايات المتّحدة والاتّحاد الأوروبي تصرفان جزءاً ضئيلاً (حوالي 8% و2% على التوالي) من استثماراتهما في الوقود الحيويّ على البحوث والتنمية . التفاعل المتبادل في الفصل الرابع بعنوان التفاعل المتبادل: الشبكات والاهتمامات يستكشف الباحث السياقات السياسيّة التي تدعم وتروّج الاستثمار في الوقود الحيويّ، ويوضّح الفهم العالمي لتكنولوجيا عالميّة ظاهرة، كما يوجد هناك تسليط الضوء على الطرائق التي تتفاعل فيها التكنولوجيا للدفع نحو نقطة مستقبليّة، ويتضمّن هذا سؤال: لماذا إذا كان الوقود الحيويّ إشكاليّاً، نتوجّه بالاستثمار كثيراً فيه بالرأسمال، والبيئة، والوسائل المستقبليّة؟ يرى الباحث أنّ خلق سوق عالميّة للوقود الحيويّ يعني التفكير في قضايا مثل التدقيق البيئيّ والتنظيم، وهذا ربّما يقدّم فرصة للتحكّم بإنتاج الوقود الحيويّ على نحو فعّال أكثر، وربّما يقدّم على نحو أكثر تشوّهات جديدة ولااستقرار ولااستمراريّة . ويجد الباحث أنّ هناك احتياجات وأولويات في العلاقات بين الطاقة والبيئة والتنمية من شأنها أن تزوّد بفرص لأجل التكنولوجيّات الإبداعيّة، وإنّ ما يجمّل الوقود الحيويّ قدرته على اختراق المشكلات والعديد من المجالات، ويرى أنّه في الحقيقة يزوّد بسلسلة من الأجوبة، وليس بالضرورة أن تكون الأجوبة الصحيحة أو الأجوبة الوحيدة، لكنّها تزوّد بإطار بحيث يمكن تعبئة السياسة والممارسة ضمنها . نجد أنّ هذا الفصل رسم مخطّطات تجميع الوقود الحيويّ على مستوى عالميّ، ووضّح بعضاً من الحوافز السياسيّة للوقود الحيويّ كشكل جديد من النظام التقنيّ-الاجتماعيّ، وسلّط الضوء على بعض التقاربات والمصالح الرئيسة، والمنطقيّات الرئيسة التي رسمت طبوغرافيا تشبه نظاماً غير شرعيّ . ويرى أنّ تجميع الوقود الحيويّ لا يشكّل ببساطة التغيير على المستوى العالميّ، بل يمكن أن يشكّل حقائق وديناميكيّات وعلاقات جديدة . الحلول والمخاطر يركّز الفصل الخامس بعنوان المقياس: الحلول والمخاطر على بعض القضايا التي تحيط بالسياق المحليّ للوقود الحيويّ والتناسب والأفضليّة، كما يوضّح الجدل العالميّ الذي يدور حول مخاطر الوقود الحيويّ، التي تعتّم على بعض الطرائق المختلفة التي ربّما تعمل في السياقات المحليّة وتزوّد بالحلول المحليّة أيضاً، كما يستكشف هذا الفصل التحدّيات الكامنة، وكيف أنّ حدود تجميع الوقود الحيويّ تؤثّر في حدود القدرة على فهمها والتحكّم بها وتوقّع نتائجها . ويبيّن الباحث تأثير الزيادة في إنتاج الوقود الحيويّ على استخدام مساحات الأراضي، الذي يؤثّر بدوره في سبل معيشة الناس وفي المياه التي تشكّل قلقاً آخر، فالمحاصيل المختلفة في مواقع مختلفة تتطلّب كميات مختلفة من الماء، التي تكون هي نفسها من المصادر النادرة في العديد من المناطق التي ينتج فيها الوقود الحيويّ، فإنتاج ليتر واحد من الإيثانول الحيويّ في البرازيل يحتاج إلى 1،150 ليتر من ريّ المياه، وثلاثة أضعاف ذلك في الهند . ويمضي الباحث في توضيح الآثار المترتّبة من جرّاء إنتاج الوقود الحيويّ في العديد من الدول مثل إندونيسيا وتنزانيا وماليزيا وكينيا، ومحاولة فهم النتائج الثقافيّة والاجتماعيّة المعقّدة والمهمة في الوقت نفسه . ويوضّح التهديدات على الشعوب والدول الفقيرة، وكذلك الفرص التي تجلبها هذه التهديدات . وبالنسبة إلى حالات دول مثل إندونيسيا وماليزيا وكينيا، فإنّ تسليط الضوء على التحدّيات والمخاطر التي واجهها الفقراء هناك بدأت عندما جوبهوا بالحدود المتقدّمة لتنمية الوقود الحيويّ . ويرى أنّ التجميع العالميّ للوقود الحيويّ تربط الناس المحليّين بقيود القيمة العالميّة التي تقودها قوّة الرأسمال والسياسة . كما أنّ الوقود الحيويّ يربط الناس بطرائق جديدة، وهذا بشكل حتميّ يقدّم لبعض الناس الأرباح الجديدة وللبعض الآخر المخاطر الجديدة . ويرى الباحث في نهاية هذا الفصل أنّ زراعة الوقود الحيوي ليست في مصلحة الفقراء وليست ضدّهم في الوقت نفسه، فعلى أيّة حال، تقدّم تأثيراً عالمياً جديداً في الفقراء والأغنياء . يتحمّل الفقراء المسؤوليّة ويتمّ تعويض احتياجات الأغنياء البيئيّة والسياسيّة والمتعلّقة بالطاقة . وهذا التأثير يتمّ التعتيم عليه ضمن قيود القيمة والسياسات والتكنولوجيا . الوقود الحيويّ إلى أين؟ يستكشف الباحث في الفصل السادس بعنوان الاستمراريّة: عولمة الخطر الذي يعتبر خاتمة الكتاب ما يعنيه كلّ هذا، ويطرح العديد من الأسئلة مثل: ما الذي يخبرنا به التطوّر المتناقض والسريع للتجميع العالميّ للوقود الحيويّ عن أولوياتنا العالميّة وفهمنا للبيئة ورؤيتنا لنوع العالم الذي نختار العيش فيه؟ هل ببساطة نكرّر التاريخ الحديث، ونخدع أنفسنا عند التفكير في أنّنا نحضّر أنفسنا للمستقبل؟ هل نقبل أيّ نقص لحدود العولمة؟ وفي النهاية هل نشعر بالرضى مع تغيير الخطر والمسؤوليّة في الكرة الأرضيّة وفي المستقبل من دون التفكير بشكل واقعيّ حول النتائج الأكثر عمقاً للقيام بذلك؟ . ويرى الباحث أنّ خطر الوقود الحيويّ لا يولّد الطاقة فقط بل إحساساً خاطئاً بالاستمراريّة، والوقود الحيويّ يتوعّد بطريقة راديكاليّة جديدة على نحو مفترض من توليد الطاقة، وتسمح لنا بالاستمرار على الطرائق الحاليّة . كما يرى أنّ التفاعلات المتبادلة تقوم بأكثر من الاتّصال بالمصالح والممثلين في طرائق جديدة، بل تربط وتؤطّر المجالات المختلفة . وأثار عولمة القلق في ما يتعلّق بتغيير المناخ والبيئة والاهتمام باستكشاف الحلول العالميّة، وهذه إحدى الديناميكيّات التي يمكن للوقود الحيويّ الاستفادة منها، لذلك يركّز الاهتمام العالميّ على وجهات النظر العالميّة لتطوير الوقود الحيويّ مع قلق موجود في ما يتعلّق بنتائجها . ويجد الباحث أنّ الوقود الحيويّ يمكن أن يقدّم أشياء أكثر من الاستغناء عن النفط فقط، بل يمكن أن يقوم بدور داعم ومناسب في تزويد الطاقة للمجتمعات الريفيّة التي تفتقدها حاليّاً . أمّا عن دورها الداعم واستمراريّتها فيجد الباحث أنّ السؤال إذا ما كان الوقود الحيويّ يتمتّع بالديمومة هو سؤال أقلّ أهمية من سؤال إذا ما كنّا نريده أن تكون مستمرة أو إذا ما كنّا نرغب في الحقيقة في محاولة قيادة الحياة المستدامة وتطوير المجتمعات المستدامة . عولمة الخطر يرى الباحث أنّ الجوع والفقر والقابلية للتعرّض للتهديد تبقى أموراً طيّ الإخفاء في العالم، وفي أغلب الأوقات يتمّ التغاضي عنها وعدم التفكير فيها أو إدراكها . كما أنّ الاستمراريّة في إنتاج الوقود الحيوي تبقى شيئاً مخفياً وغامضاً . ويؤمن القليل من الناس بتهديد أو حقيقة تغيير المناخ، حتى إنّ الطاقة والنفط ليسا من ضمن تصنيفاتهم، فبالنسبة إلى الكثير من الناس يذهب النفط من المضخّات إلى الصهاريج من دون لحظة تفكير في كلّ هذا الأمر . ويرى لو أننا نسعى للحظة من الزمن إلى الأشياء ونتّصل بها، يمكن أن ندرك أشياء أخرى ليست في مخيلتنا، وفي الحقيقة تكون هذه الأشياء متصلة ومترابطة على نحو عميق، والوقود الحيويّ يقوّي هذه الارتباطات ويخلق ارتباطات جديدة . كما يرى أنّ الاستثمار في مخاطر الوقود الحيويّ يضخّم الفقر والاستهلاك الذي يحدد شكل العالم، وفي الوقت الذي تحدث فيه هذه المخاطر يحدث تغاضي الأبصار عن هذه الطبوغرافيا . ويجد الباحث أنّ الوقود الحيويّ يهدّد ثلاثة أضعاف البلدان النامية ومواطنيها، وذلك: أولاً: فشل الوقود الحيويّ في ضبط إشعاعات الغازات الدفيئة أو غازات الاحتباس الحراريّ، الذي سيشكّل التهديد الأخطر على الناس في البلدان النامية، كما سيعاني هؤلاء الناس من التأثيرات المضادّة الكبيرة للاحتباس الحراريّ المستمر . ثانياً: يستند تطوير الوقود الحيويّ إلى المنطق وتوسيع قيود شركات الأغذية الزراعيّة العالميّة الموجودة، التي تزيد من تراكم الخطر في فعل الإنتاج والمعالجة والنقل . ثالثاً: تضع سياسة الوقود الحيوي المسؤوليّة للتحكّم بإشعاعات الغازات الدفيئة مع تلك التي لم تكن ولاتزال غير مسؤولة عن إنتاج نسبة متساوية معها . وهذا الترابط بين المخاطر والمسؤوليّة والتأثير هو بالكامل غير متساوٍ ولايمكن أن يكون مستمرّاً أو عادلاً . إنّه يكرّر الماضي، يكرّر خلق الكولونياليّة علاقات جديدة وتوليد اللامساواة ويبرز الحاضر، حيث الإفراط في التنمية والتخلّف فيه يوجد جنباً إلى جنب . ويرى الباحث في النهاية أننا بحاجة إلى تخطيط الطبوغرافيّات، التي تشكّل ارتباطاتنا بالعالم، وتستكشف ارتباطاتنا مع بعضنا بعضاً . والوقود الحيويّ في شكله الحاليّ على الأقل، لا يوعد بالاستمراريّة، بل يمكن له أن يعرض لنا حقائق تواجهنا، وقرارات لا بدّ من اتخاذها . ويرى أنّ مخاطر الوقود الحيويّ متعدّدة الأبعاد، من حيث تهديد البيئة وقيمة العقار والتنمية والمسؤوليّة والمجتمع . ويرى أننا نحتاج إلى أن نركّز قليلاً على الطبيعة وأكثر على المجتمع وعلاقات القوّة التي تبنيها إذا ما أردنا أن نستمدّ الاستدامة من العلم، ونحقّق الإنصاف على مرّ الزمن ._

بيانات كتاب الوقود الحيوي وعولمة المخاطر – التغير الأكبر في العلاقات بين الشمال والجنوب منذ الاستعمار

المؤلف

جيمس سميث

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

کتب ذات صلة

روابط التحميل

الرابط المباشر

شارک مع الآخرین :