المؤلف |
د. على حرب |
---|
اليوم يضج العالم بالأزمات والاضطرابات وأعمال العنف المتفاقم، اقتتالاً أو إرهاباً، خاصة في المنطقة العربية التي تمزقها الصراعات السياسية والفتن الطائفية. إنه تواطؤ الأضداد على صناعة الخراب الذي يتباكى الآن على أنقاضه دعاة ومثقفون وإعلاميون ومنظرون أسهموا في صناعته، بمسلماتهم العمياء وعقولهم المفخخة وتشبيحاتهم الإيديولوجية، فضلاً عن توجهاتهم المعكوسة واستخدامهم طرائق في التفكير قاصرة أو عميقة أو مقلوبة. وتلك هي، بنوع خاص، حصيلة الدعوات والمشاريع الأصولية، من جانب الآلهة والأنبياء الجدد الذين يحتلون واجهة المشهد، بخطاباتهم النرجسية، وتهويماتهم الاصطفائية وشعوذاتهم العقائدية وتصنيفاتهم الضدية ومتاريسهم الثقافية وسيناريوهاتهم الجهنمية، وسواها من العملات الفكرية التي تجعلهم يتعلقون بالأشياء حتى أضدادها، مما يجر الكل أصدقاء وأعداء، إلى الإنخراط في ما يشبه الحرب الأهلية الكونية، اتي تنتهك فيها كل الحدود والحقوق والحرمات. كل ذلك يحمل على إجراء تحويلات، مفهومية، بنيوية، لإعادة بناء العناوين بصورة تطال جغرافية المعنى ببداهاته ومسبقاته، كما تطل مرجعيات الفكر بمقدساته وثوابته. من هنا يحتاج تدبر الشأن البشري والكوكبي، إلى استراتيجية فكرية جديدة في إدارة الهويات والقضايا والدول والعلاقات بين البشر. وفي هذا الكتاب، محاولة لقراءة المجريات، تشخيصاً ومعالجة، بأدوات الفكر التركيبي والمنطق التحويلي والعقل التداولي، وذلك في ما يتناوله من مشكلات الساعة والأحداث الساخنة، على وقع التحولات التي تعيد تشكيل العالم بمفاهيمه ومحركاته وكتله وأدواته واللاعبين على مسرحه بمحاورهم وحروبهم وتواطؤهم
المؤلف |
د. على حرب |
---|