ثورات القوة الناعمة فى العالم العربى

على الرغم من أنه لم يفلت من فخ السرعة والتسرع فى الوصف والتحليل للربيع العربى، فإن الكاتب على حرب سعى قدر الإمكان للإحاطة بالعوامل التى حفزت موجة التغيير العربية المستمرة على قدم وساق، مؤكدا على أنها تشكل ثورات. وفى كتابه الجديد ثورات القوة الناعمة فى العالم العربى، يحاول على حرب تقديم الأبعاد المكتملة للربيع العربى وفض الغموض الذى يعترى بعض جوانب هذا الربيع والتعقيدات التى حدثت على بعض المسارات. ويركز حرب فى هذا الكتاب الذى صدر مؤخرا فى بيروت، على دور الثورة الرقمية وأساليب الاتصال الحديثة، معتبرا أنها تحرر الإنسان العربى من سجنه الفكرى، فيما يثير تساؤلات هامة ومبررة حول أدوار النخب العربية والعباءات الأيديولوجية. ولم يتردد على حرب فى توجيه انتقادات بالغة القسوة للقوميين واليساريين، معتبرا أن أدوارهم فى الثورات العربية لم تزد عن مجرد ايديولوجيات بلاغية وهى انتقادات قد تجد من يرد عليها ويذكر بالتضحيات التى قدمها من قبل بعض المنتمين لهذه التيارات. وبعرض ممتع وقلم محنك، يقدم على حرب الشاب التونسى محمد البوعزيزى الذى أحرق نفسه احتجاجا على القهر والبطالة كأيقونة للثورة التونسية، مشيرا إلى أن بعض الأنظمة القمعية تتفوق فى استخدام الانترنت وتقنيات الثورة الرقمية بصورة تتجاوز استخدامات المعارضة، وأعاد للأذهان فى هذا السياق حالة إيران، حيث يقدم النظام خبراته للأنظمة العربية الحليفة. و يشدد حرب فى كتابه الجديد الذى جاء فى 118 صفحة، على أن ماحدث فى الربيع العربى هو نقطة البدء فى عملية التحول الثورى بمعناه الجذرى فى النظام السياسى العربى وأن أمام هذا المسار الكثير من العقبات ذات الأبعاد المتعددة.