المؤلف |
محمد حسنين هيكل |
---|
ولعلنا نتذكر أن أستاذة أبتداء من ميكافيللى وحتى فوهللر يقولون إن أى حرب لها هدفان: 1- هدف أبتدائى : تحطيم القوة العسكرية لدى العدو. 2- هدفى نهائى : تحطيم أرادته. وفى 5 يونيو سنة 1967 نجح الطامعون فى هذه الأمة فى تحطيم قوتها المسلحة وكان هذا هو الهدف الأبتدائى، ولكنهم لم ينجحوا فى تحقيق هدفهم النهائى وهو تحطيم إرادتها.. وهم الآن يريدون منها أن تنسى ذلك، رغم أن هذا الهدف النهائى لم يتحقق حتى فى سنة 1967، كما أن الهدف الأبتدائى بدوره أفلت منهم أيضا فى نفس السنة، لأن ارادة الأمة دفعتها الى إعادة بناء قوتها المسلحة، والعودة بسرعة الى الميدان القاتل حتى وصلت من 5 يونيو 1967 الــــى 6 أكتوبر 1973. ليس هناك شك فى أننا سنة 1967 واجهنا تجربة مزعجة مهما كانت تسميات لها: نكسة، هزيمة، أو أى وصف آخر، ذلك لأن الهزيمة تعنى تسليم طرف -بالكامل- لطرف أخر. فاذا رفض هذا الطرف أن يسلم وهو مالك لارادته فهو اذن غير مهزوم. وأكثر من هذا فإن هذا الطرف اذا صمم على المقاومة وأعطى نفسه امكانية العودة باقتدار الى ميدان الصراع، فهو إذن لم ينهزم، بل هو -أكثر من ذلك- استعاد لقوته فرصتها من جديد حتى فى إحراز النصر.
المؤلف |
محمد حسنين هيكل |
---|