حلم رجل مضحك

اضطراب الأفكار والقياسات قد يقودنا الى الحقيقة المطلقه … هذا ماخلصت اليه بعد أن قرأت هذه الرواية بتمعن .نحن ندعوا للحب فقط حينما ننشر أفكار الحسد والأنانيه كما ندعوا للعدل عبر نشر المحاكم والمقاصل بعد تطبيق سياسات الظلم والتهميش .ان فكرة المدينه الفاضله لا تختلف كثيرا عن قصة بدء الخليقة كلاهما يدور حول فكرة الخطيئه الانسانيه (لقد بنوا المعابد ليصلون بها ويبكون على خطاياهم كي يسجدوا امام امنيات قلوبهم ليألهوها توقا الى براءاتهم يشير البطل في هذه القصة الحلم الى ان تلك الروح البشريه الشريره هي التي استطاعت تلويث طهارة كوكب كامل بعد ان سافر اليها عبر حلم هو يراه مضحكا ونحن نراه سوداويا كئيبا فكانت كما دودة الخنزير كما ذرة الطاعون التي يمكن لها أن تدمر بلدا كاملا. لقد كانت تلك الذره هي الكذب وهي سر ارتكاب الخطيئة الأولى ولم يتحول هذا الكذب الى لذه الا عندما احبوه وعرفوا موطن الجمال فيه وهكذا تحولت تلك اللذة الى غيره ثم الى قسوة فقتل فتشردوا وتباعدوا ولولا تلك الذره لما هبط آدم الى الارض او قل لم تصعد روح البطل الى ذلك الكوكب وتلوث طهارته وخلال مشاهد الهبوط والصعود تلك ظلت دموعهم ترافق صلواتهم وخشوعهم ولو سالهم احد هل ترغبون بالعودة الى حالة الطهر مرة اخرى لكان جواب الجميع الرفض وليقال اننا اشرار وغير عادلين نعص الاله بمل ارادتنا كي نعذب انفسنا ونعاقب ذواتنا .لكننا حينما نتفحص تلك النفس المعذبة جيدا نعي أنها في الحقيقه لم تكن شريره بل كانت تريد الخير لهم جميعا لذا فهو لم يتضايق حينما نعتوه بالمجنون وضحكوا عليه كان يريدهم ان يضحكوا والا يتضايقوا فهم كانوا لطفاء بالنسبة اليه حتى وهم يستهزءون به ولولا حالة الكآبة التي يمر بها لضحك معهم ليس على نفسه بالطبع ولكن كي يسري عنهم آلامهم اما نفسه فتظل رهينة الحزن لانها الوحيدة التي تعرف الحقيقه وما اصعب ان يفهموا ذلك انهم لن يفهموا