ديكارت والعقلانية

توجه المؤلفة في هذا الكتاب إلى أن الفلسفات العقلانية الكبرى تبدو لنا في القرن السابع عشر، وعند مقارنتها ببعضها على ضوء القضايا التي خلفها النظام الديكارتي، مقسومة اثنتين بمقابل اثنتين: من ناحية أولى: مالبرانش وسبيوزا، وهما يطعنان في الله، وفي كل فاعلية وكل معرفة حقيقية، ومن ناحية ثانية ليبنتيز وديكارت وهما يؤكدان على نمو القوى الكامنة في الذهن البشري. أما سبينوزا فرغم قوله بأن المقدار هو ماهيه الأجسام، يضع فيه قوة يشدد ليبنتيز على أهميتها بعكس قول ديكارت ومالبرانش بجمود المادة. واستبعاد الغائية من العلوم الطبيعية مما يقرب سبينوزا من ديكارت كما أن رفضهما المشترك للجدل حول الأهداف الإلهية، وأفكارهما في هذا التشبيه، يقضيان سلفاً على التوضيحات التي يقدمها مالبرانش وليبنتيز بخصوص دقة الصفة الإلهية. وأخيراً في مشكلة الحرية لا تجد واحداً يترك للحرية الإنسانية ذلك المجال الفسيح. غير أنها وجدت بأن مالبرانش يتمسك بالقدرة الدائمة على القبول أو الرفض، وهي قدرة وضعها ليبنتيز وسبينوزا ضمن شبكة محكمة من الأسباب والمسببات. ثم إن الجديد في حتمية سبينوزا إنما هو تلك الوحدة بين السببية الطبيعية والسببية العقلية التي ناقض بها الجدل التقليدي حول المعرفة المسبقة بالأشياء الممكنة الوجود وهو جدل جعل ليبنتيز ومالبرانش ينطلقان من الفلسفة وينتهيان إلى اللاهوت.

شارك الكتاب مع الآخرين

بيانات الكتاب

المؤلف

جنفياف روديس لويس

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “ديكارت والعقلانية”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *