رائحة الدم

يحمل الكتاب العديد من المعاني الإنسانية القيمة والإسقاطات والرسائل المبطنة تتكلم عن الحرب والحب ومعنى الطيبة، عن الأحلام التي نرفع من سقفها ثم ما تلبث أن تتهاوى فوق رؤسنا حين. وبالرغم من أنه لا توجد قصة تحمل اسم المجموعة رائحة الدم إلا أن المعنى يظهر جلياً في قصة أنشودة الدم و ربما أوضح لي ما كان خافياً عني، حين كنت أظن أنه بالرغم من حماستي من أجل قضية/ وطن/ حق مسلوب، إلا أني لا أتخيل تواجدي ذات يوم في أرض معركة، أنقل الجرحى أو أثأر لهم ممن قتلوهم، إلا أنه أخبرني: – إنك تخاف من الحرب و ترتجف من أهوالها طالما كنت بعيداً عنها تسمع أخبارها على ألسنة الرواة وترى صورها في الصحف، أما إذا عشت في معمعاتها ورأيت الدم يتفجر من حولك، فإن رأسك تدور، وحلقك يجف، وتتحول إلى حيوان مفترس لا يعرف، حيوان عطشان للدم. – إن أسنانك تصطك الآن لمجرد تصور السونكي في يدك وأنت تدفعه في قلب رجل حب فتستل منه الحياة، أنت تقشعر وأنت تسمع هذا الكلام الآن، ولكن وقتها سوف تجد نفسك تطعن في ضراوة ذئب، و كأنك أصبحت شخصا آخر بل صنفاً آخر من الكائنات لا تمت للبشرية بسبب. – إن مهنة القتل تُنبت مخالب في تلك الأيدي الناعمة. – في أتون القتال لا تعود هناك نجاة من الموت إلا بالموت. انى قاتل، صناعتى القتل اريد ان اقتل اريد ان اقتل قلت لك وجحظت عيناه واشرع مدفعه الرشاش وامتدت يده لتضغط على الزناد وافترت شفتاه عن اسنان تلجيه قاسيه وظهرت على وجهه تلك السحنه التى اعرفها جيدا والتى تبدو على وجوهنا حينما كنا نقتل ومرت بجسدى قشعريره بارده و قلت متوسلا: ولكن يا سيدى ماذا تريد ان تقتل هنا ان كل ما تراهم حولك هم قتلى بالفعل اكثر من ثمانين الف قتيل تحت هذا التراب، اذا لا مفر من احيائهم من جديد لأقتلهم ثانيه وكدت اضحك و قد ايقنت انى امام مجنون ملتاث العقل حينما قال فى هدوء: -هذه سنه الحياه – ومن الذى وضع هذه السنه يا سيدى؟ القاده المصلحون من امثالى و هل القاده المصلحون صنعتهم القتل؟ نعم ايها الاحمق لابد ان يكونووو قتلة لينظفوا الارض من الحثاله القديمه ويعدونها لغرسهم الجديد. انها لقصه بشعه، بل هي اغنيه رائعه قصيده معزوفه موسيقيه بديعه المنظر. و بدأ يضغط الزناد ويطلق الرصاص فى الهواء وانا اقفز من الرعب وهو يضحك ويختال راقصا بمدفعه وكأنه عاشق. انك لن تصبح قائدا الا اذا استطعت ان تقتل وانت تغنى لن تستطيع ان تصنع الحياه الا اذا صنعت للاخرين الموت هذه سنة الوجود. و لكن هذا شىء فظيع. انت تقول هذا لانك رجل تافه انت واحد من الوف التافهين بلا اراده ممن لا عمل لهم سوى ان تصدر اليهم الاوامر اوامرنا. وداعا يا صديقى لن اغيب طويلا سوف اعود اليك فى القريب وحينئذ سوف يكون كل هؤلاء قد ولدوا من جديد وتكون هناك فرصه رائعه لمذبحه جديده، لا تخف لن اقتلك ان قتل فرد واحد ليس من اخلاقنا انها عاده المجرمين اما القاده والمصلحون امثالنا فانهم لا يقتلون فردا وإنما يقتلون بالالوف وبالشعوب جمله وهذا ما يقتضيه كنس الارض من وقت لاخر لبذر المحاصيل الجديده، ان عمليه الاصلاح عمليه شاقه صدقني.

رمز المنتج: bk4195 التصنيفات: , الوسم:
شارك الكتاب مع الآخرين

بيانات الكتاب

المؤلف

د. مصطفى محمود

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “رائحة الدم”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *