رواية الخديعة

الخديعة هذا الكتاب لا يعلمك بتفاصيل وأسرار الحادي عشر من سبتمبر، بقدر ما يعلمك كيف يمكنك أن تؤمن مستقبلك المالي بكتاب سيشترى بكميات كبيرة، ويترجم ويطبع بأكثر من لغة. فقط ضع صورا وروابط، مع قليل من الشبهات لتجد تجاوبا من الجميع. مع طرح أسئلة لماذا وكيف وما السر..دون الخوض في لب الموضوع والإجابة بقدر ما هو تشكيك بالرواية الرسمية! الذين احتفوا بالكتاب غربيا، كانوا يرغبون بسماع قصة أخرى وبتفسير آخر للحدث.، وهذا السلوك له جهموره الذي لا نملك أن نغير من طريقة تفكيرهم شيئا. أما عربيا وإسلاميا، فقد كان المحتفون بالكتاب يرغبون في تأكيد الاستسلام لفكرة أننا أمة مغلوبة، ولا يمكن أن تنتفض في وجه المعتدين وتضربهم في عقر دارهم. الطريف أنه في الوقت الذي كانت تعقد الندوات وتكتب البحوث إجابة على سؤال: لماذا يكرهوننا؟ وكيف نواجه هذا الغضب الإسلامي؟..كان بعض المنهزمين من رهطنا يقدمون التفسيرات الخائبة لما حدث، كي يؤكدوا أن عربنا ، أبناء الصحراء، لا يقدروا وربما لن يقدروا على فعل مثل هذا الحدث الجلل! لم يمض يومين على الحدث حتى جاءت التحليلات العبقرية التي تتحدث عن محاربي ڤييتنام الذين استاؤوا من سياسات حكومتهم الأمريكية، فقرروا الانتقام، إلى الصرب الذين يريدون الانتقام من الأمريكان، جراء ما جرى لهم من قصف في حرب البوسنة وحرب كوسوڤا..إلى المضي إلى ما هو أغرب من ذلك..فقد طلعوا علينا بنظرية انتقام تجار المخدرات الكولمبيين بسبب مطاردة الأمريكان الفاعلة لأحد قادتهم، وتوعدهم بالانتقام لأجله!!…لينتهوا إلى ما هو أكثر منطقية قليلا مما سبق، وهي نظرية التحكم الأرضي بالطائرات. كانت فترة سوداء بالنسبة لي..فالكل يتحدث وينظر ويسرد على أسماعك ما يظنه سبقا صحفيا، وصله عبر الإيميل..فقد كان وسيلة ناجحة للشائعات بعد انتهاء عصر المنشورات والأشرطة الكاسيت!!..اضطررت حينها إلى تحمل سماع الحماقات في التحليلات. أغرب تلك التحليلات هي أن العملية إسرائيلية موسادية بدليل، زعمهم تغيب ٤٠٠٠ يهودي عن البرج بسبب علمهم بالطائرات!!