رواية "باهبل مكة" رحلة رجاء عالم للبحث عن حياة النساء في مكة
تنافس ضمن القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية البوكر، رواية الكاتبة السعودية رجاء عالم "باهبل: مكة Multiverse 1945-2009"، وهي المرة الثانية التي تظهر فيها الروائية السعودية ضمن القائمة القصيرة للجائزة، وفى المرة الأولى استطاعت أن تفوز بالجائزة مناصفة عام 2011 عن روايتها "طوق الحمام".
ورواية "باهبل مكة" تدور حول عائلة "السردار" وهي نموذج للعائلة المكية العريقة، من خلالها نرى حياة مكة، وعلى الخصوص حياة النساء في مكة في الفترة ما بين 1945 حتى العام 2009، وهي الفترة التي شهدت تحوّلات كثيرة في حياة أهالي تلك المدينة التي تعيش على وقع وجود الحرم فيها.
كما تركز الرواية على عائلة يسيطر فيها الأب على كل مناحي الحياة يولد الطفل "عباس" (با هبل)، الذي كان أحد توأمين، بحسب ما قالت القابلة، لكن توأمه شرد!! وعاش الطفل قريبا من نساء العائلة، وقرر أن يكتب حيواتهن.
تتميز أعمال الروائية السعودية رجاء عالم بلغتها القريبة من النصوص الصوفية، وهذا ما يتطلب من القارئ المزيد من الجهد للوصول إلى العمق الساكن خلف الكلمات. بدأت مسيرتها برواية "أربعة صفر" عام 1982، كما كتبت القصة والنصوص المسرحية وكان أولها "الرقص على سن الشوكة".
رواية "باهبل مكة" لرجاء عالم.. سيرة اجتماعية في حكايات عائلة السردار
بدرجة ما، وبسبب ميزات كثيرة، تستحق رواية الكاتبة السعودية رجاء عالم (ولدت في عام 1956) الجديدة "بَاهَبل مكة 1945-2009" نيل الجائزة العالمية للرواية العربية لهذا العام، ولا ندري إن كان فوزها السابق بهذه الجائزة، عن روايتها "طوق الحمام" مناصفة في عام 2011 مع المغربي محمد الأشعري عن روايته "القوس والفراشة"، سيؤثر على نيلها الجائزة لهذا العام، رغم أنه لا يوجد في شروط الجائزة ما يمنع الفوز بها من نفس الكاتبة أو الكاتب مرتين أو أكثر. ولكن هذه الرواية تحمل بالفعل ميزات وخصائص تجعلها من أفضل الروايات المرشحة للقائمة القصيرة لهذا العام. وهذه الرواية التي تتحدث عن عائلة "السردار" (وهو اسم متخيّل)، وكان جدها الـ11 قد حكم مكة، سرعان ما تصلح لطبقة، أو لطبقات، اجتماعية كاملة فيها. بل يمكن القول بأنها رواية مكة في أكثر من نصف قرن. ولكن "باهبل مكة" هي أوسع وأعمق من ذلك بكثير.
بيت السردار
بيت من 5 طوابق هو بيت مصطفى السردار. يحتوي، إضافة لما يحتويه من غرف، حكايات لأجيال متعاقبة، سمّت ذلك الكبير بالديكتاتور. وأبو الهول. بناته وحفيداته سمينه بتلك الأوصاف التي ألحقت بهن الضرر أكثر مما ألحق الضرر بذكور البيت. بنات وحفيدات قضين جلّ حياتهن متجوّلات بين غرف البيت وممرات سيرة الكبير مصطفى السردار. عشن خائفات من الخوف الذي أكلنه وشربنه أكثر من وجبات الطعام والشراب والحياة. وعندما خرج بعضهن من البيت، بسبب الزواج العسير، استقبلتهن القسوة والحرمان بيدين واسعتين. 5 طوابق تحكي عن 60 عاما في حياة الشخصيات الكثيرة والمختلفة، وفي حياة مكة نفسها، بحذاقة ومهارة من عاش تلك الحيوات المختلفة بنفسه.
خلال عيش كبير البيت، مصطفى السردار، ينمحي عالم بقية ذكور البيت، ويبقى هو الذكر الوحيد في مقابل كل حريم البيت. فالرواية تجري بين عالمي حريم البيت والعالم الموازي أو الخانق أو المتسلط على الأول. التسلط الذي يصل بالسردار إلى عدم الاعتراف بابنة له من خادمته سوى بعد سنوات وتدخلات ورجاءات وتهديد بالانتحار. أو يصل به إلى نفي وجود بنات لديه، عندما يتقدم أحد لطلب إحداهن للزواج. وإذا رضخ أخيرا، تحت الضغط واليمين والجاهات، يتلاعب بشخصية البنت المُراد تزويجها، أو يُكلّف أحدا لإيذاء العريس حتى يفرّ من إكمال مسألة الزواج من بنته!. لذلك تقول "سكريّة" لابن أخيها "عباس" في الصفحة 225 "تظن الحنوط سرّا فرعونيا؟ بيوتنا المكاويّة شغلتها تحنيط البنات". ثم تقول له في مكان آخر "أكبر حبس عشناه كان في كلمة عيب. عيب تخرج، عيب تشوف، عيب تسمع، عيب تضحك بصوت أو ترد كلمة بنقاش. تعرف القضاء والقدر؟ كلمة الكبار قضاء وقدر يحرم علينا نرده أو نناقشه" (الصفحة 228).
المركز والرخاوة
خلال عيش مصطفى السردار ينمحي عالم بقية الذكور الكثيرين في البيت حد التلاشي، لأنه يُمثّل أصلا الأفكار الذكوريّة المتوارثة، خاصة في مكان شديد الخصوصيّة والصرامة مثل مكة. إذ تبدو الأماكن الأخرى، مثل جدة ولبنان أكثر رخاوة بالمقارنة مع مكة. في حين تظهر بيروت والقاهرة وكأنّهما من أرض أخرى يجب أن تتحصّن مكة ضدها. مصطفى السردار يُمثّل آخر الذكور في ذلك العالم الذكوريّ المتين، فبمجرّد موته واقفا، وهي دلالة أخرى على الثبات حتى في الموت، يندمج تقريبا عالم الذكور، في البيت، في عالم الحريم، ولا يصبح موازيا ولا خانقا ولا حاكما له، بل فقط متسلطا عليه. خارج عالم السردار، أي خارج بيت السلطة، يبدو الآخرون في عالم آخر من الانفتاح حتى "الفضيحة". بمعنى أن الرواية تحكي كذلك عن حكم المركز وحكم الأطراف. عن العرف والشعارات، التي لا يُمكن تبديلها بسهولة، وعن البطش والأحكام التي لا يُمكن تغييرها، إلا إذا تدخلت امرأة، وهي الأم، مُحنّكة وحنونة ومظلومة مثل سكينة زوجة السردار، وعن الحفلات والبذخ والتشبه بالآخر، الذي يُشبه التشبه به فضيحة. ورغم ذلك، وبعد رحيل مصطفى السردار، يصبح الابن الكبير سالم متلبّسا بأفكار وحضور والده، لدرجة أن يقول لابنه عباس، الذي أراد السفر لأميركا والعمل كمصمم للسيارات، "كلمة حر هذه امسحها من رأسك، ومن كل الكتب التي تقرأها، لا تظن نفسك حرا وأنت ولد السردار، اسم السردار قيد على رقبتك لو حاولت تكسره تنكسر رقبتك".
باهبل
أما شخصيّة باهبل، وتعني الأهبل، أهبل مكة، فهي الشخصية المحورية التي بنتها صاحبة رواية "سِتر" بطريقة سردية لافتة للنظر. فعند ولادة عباس (باهبل) قالت القابلة إنه كان له توأم، ولكنه تبخّر من رحم أمه!. ولكن عمته نورية لم تتخلّ عن وجود ذلك التوأم، فصارت تنادي عباس باسم نوري، وواضح أن الاسم مشتق من اسمها، وهي التي لا تنجب، وتحاول النجاة من الموت بكل طريقة، بينما الآخرون نادوه باسمه عباس. مع تدفق الرواية، البالغ عدد صفحاتها 337 صفحة، يبرز نوري شيئا فشيئا. فهو يوجَد مع عمته، ويتخذها أمّا له، نورية بشخصيّة مختلفة عن شخصية عباس مع نفسه ومع الآخرين. "أنا وأمي نورية بيننا عملية نقل دم ليل نهار ودخلتني في أنيميا حادة" (ص 173). وبعدها صار نوري يُحاور عباس، ويخاصمه وينفصل عنه ليعيش حياة، ومهنة ومواهب وميولا، مختلفة عن عباس. وصار يبحث عن قرينه، الذي لن يكون عباس، كما قد يظن أي قارئ، بل هي قرينة يمكن القول إنها مرام اللبنانية (ص 175). انقسام هذه الشخصية إلى شخصيتين مترافقتين، ثم متصارعتين ومنفصلتين، فنجد نوري في بعض الفصول وكأنه شخصية مختلفة ومستقلة عن عباس، وُفّقت فيه صاحبة رواية "خاتم" بشكل أخاذ وذكي، ومن خلالها أخذتنا إلى أجواء تُشبه أجواء رواية "دكتور جيكل ومستر هايد"، لروبرت لويس ستيفنسون (1850-1894)، ولكن في باهبل لا تنفصل الشخصية إلى واحدة شريرة وأخرى خيّرة، بل إحداهما أقرب إلى الأنثويّة، نوري، والأخرى أقرب إلى الذكورية، ويمثلها عباس. وهذا الاشتغال السرديّ والحكائيّ وصل في مرات عديدة إلى الواقعية السحريّة وكذلك الفانتازيا.
لهجة أهل مكة
من جهة أخرى، استعملت صاحبة "الموت الأخير للممثل" لهجة أهل مكة في حوارات شخصياتها، ورغم أن تلك اللهجة قد تكون صعبة على قراء كثيرين، فإنها بدت ضرورية وملتصقة بكل فضاءات العمل. وليس من السهل ترويج وتسهيل لهجة على قرّاء غريبين عنها. وكان ذلك ميزة إيجابية تُحسب لهذه الرواية. والرواية تبدأ بمفتتح في عام 2009، ثم تعود للماضي، ويسير ذلك الماضي بشكل مُتنقل بين العديد من الشخصيات الأنثوية، مثل حورية وفرح وسكرية ونورية وبدرية وميادة وسكينة وحليمة، والكثير من الشخصيات الذكورية، مثل مصطفى ومحمد وسالم ومحسن ونص لسان وولد الكفن وعبد الصمد وعبد الجليل وعباس ونوري ومنصور وعبد الرزاق، حتى تصل إلى ولادة عباس، بعد عدد من الفصول، وتقوده، بعد ذلك، رجاء عالم إلى مصيره السينمائي الغريب. تمزج رجاء عالم بين عالم الأحياء وعالم الأموات، بعد أن كانت هناك ستارة خفيفة تفصل بين العالمين، حتى يُصبح الأمر مثل فيلم سينمائي يُعرض داخل الرواية، عن عائلة تُحب الأفلام وتدفع الكثير للحصول على نسخ منها، لتتفرج عليها عائليا، طبعا بعد رحيل الكبير مصطفى، كأنهم يشكلون ناديا سينمائيا للعائلة. قصص كثيرة وحكايات متنوعة تقدمها صاحبة رواية "موقد الطير" للقارئ، الذي يلتهم هذه الرواية بسبب تشويقها، وبنائها السردي المتنوع، واللغة الروائيّة التي حذفت الكثير من الثرثرة، لتُبقي على ما يقطع الأنفاس. ولكن تُجبره الكاتبة على قراءتها ببطء، وذلك بسبب طريقتها في طرح الشخصيات وبنائها وربطها مع مصائر الآخرين، ومصائر الرواية نفسها. ولا تكتفي صاحبة مسرحية "ثقوب في الظهر" بحكايات الشخصيات، بل تبني وتستعيد حكايات المكان نفسه في رواية باهبل مكة. وحتى حادثة اقتحام الحرم المكي وحصار الكعبة (20 نوفمبر/تشرين الثاني 1979) من قبل جهيمان العتيبي وجماعته، جاءت مرتبطة بمصير شخصيتين مهمتين في الرواية. وهذه الرواية، بالأصل، تقوم على "في سي دي إم" (vcdm) واسعة للمكان، وتروي حكايته، وحكايات سكانه، بطرق سردية تعتمد على الحوار والمذكرات والتصوير الفوتوغرافي والسينمائي والمونولوغ وعلم النفس وفن العمارة. فسوق "المدعي" لم يعد موجودا مع توسيع الحرم، الحرم المكي، والذي، أي التوسيع، محا كل مكان السردارية على أرض الواقع، بيت الجد مصطفى السردار، ليحل في هذه الرواية. بمعنى أن الرواية تستعيد مكانا غائبا، وتستعيد شخصيات وحكايات وحيوات، وتفرشها على أرض الرواية نفسها، ويبدو زمنا طويلا ما عاشته تلك الشخصيات، رغم أن كل تلك الحيوات لم تكن سوى "ومضة بين عالم الأحياء وعالم الأموات".
التعريف برواية "باهبل مكة": رحلة إلى أعماق المدينة المقدسة
رواية "باهبل مكة" للكاتبة رجاء عالم هي عمل أدبي يقدم لنا لوحة فنية زاهية عن حياة النساء في مدينة مكة المكرمة، وذلك في فترة زمنية تمتد من أربعينيات القرن العشرين وحتى مطلع الألفية الثالثة. الرواية تتعمق في حياة عائلة "السردار"، وهي عائلة مكية عريقة، وتستعرض من خلالها التحولات الاجتماعية والتاريخية التي شهدتها المدينة المقدسة خلال تلك الفترة.
لماذا "باهبل مكة"؟
التركيز على المرأة: الرواية تسلط الضوء بشكل خاص على حياة النساء في مكة، وتكشف عن المعاناة والصعوبات التي واجهتهن في ظل مجتمع محافظ وتقاليد متجذرة.
الجانب الاجتماعي والتاريخي: "باهبل مكة" ليست مجرد رواية عائلية، بل هي أيضاً وثيقة تاريخية تسجل التحولات التي شهدتها مكة على مر السنين، بدءًا من فترة ما قبل النفط وحتى عصر التحديث.
السرد الشيق: تتميز الرواية بسردها السلس والشيق، والذي يجذب القارئ إلى عالمها ويجعله يعيش أحداثها وكأنه أحد شخصياتها.
العمق النفسي: تتناول الرواية مجموعة متنوعة من الشخصيات، ولكل شخصية عمقها النفسي وتاريخها الخاص، مما يجعل القارئ يتعاطف معهن ويستكشف دواخلهن.
شخصيات الرواية
الشخصية المحورية في الرواية هي "عباس" أو كما يلقب بـ"باهبل"، وهو شاب يعيش في كنف عائلته الكبيرة، ويشهد عن كثب حياة النساء من حوله. يقرر عباس أن يسجل قصصهن ومعاناتهن، ليقدم لنا صورة حقيقية عن حياة المرأة في مكة.
أحداث الرواية
تدور أحداث الرواية في منزل عائلة "السردار"، حيث نشهد صراعات داخلية وخارجية، وحكايات حب وخيبات أمل، وتغيرات اجتماعية عميقة. تتعرض النساء في الرواية للعديد من التحديات، مثل الزواج المبكر، والعنف الأسري، والحرمان من التعليم والعمل.
أهمية الرواية
"باهبل مكة" هي أكثر من مجرد رواية، فهي شهادة على حقبة زمنية مهمة في تاريخ مكة، وهي أيضاً دعوة إلى فهم أعمق لواقع المرأة في المجتمعات المحافظة.
ملخص رواية "باهبل مكة"
"باهبل مكة" هي رواية للكاتبة رجاء عالم ترسم لوحة بانورامية لحياة النساء في مدينة مكة المكرمة، بدءًا من أربعينيات القرن العشرين وحتى مطلع الألفية الثالثة. تدور أحداث الرواية بشكل رئيسي حول عائلة "السردار"، وهي عائلة مكية عريقة، وتستعرض التحولات الاجتماعية والتاريخية التي شهدتها المدينة المقدسة خلال تلك الفترة.
الشخصية المحورية في الرواية هي "عباس"، أو كما يلقب بـ"باهبل"، وهو شاب يعيش في كنف عائلته الكبيرة ويقرر توثيق حياة النساء من حوله، خاصةً بعد وفاة والده المفاجئة. يصبح عباس الراوي الذي يكشف لنا عن أسرار وأساطير عائلة السردار، ويستعرض لنا من خلالهن حياة المرأة المكية بكل تفاصيلها، من أحلامها وطموحاتها إلى معاناتها وقيودها الاجتماعية.
الأحداث الرئيسية:
عائلة السردار: تروي الرواية قصة عائلة السردار، وهي عائلة مكية عريقة، تتميز بتماسكها وقوتها، ولكنها في الوقت نفسه تحمل في طياتها الكثير من الأسرار والصراعات.
حياة النساء: تسلط الرواية الضوء بشكل خاص على حياة النساء في مكة، وتكشف عن المعاناة والصعوبات التي واجهتهن في ظل مجتمع محافظ وتقاليد متجذرة. نتعرف على شخصيات نسائية قوية ومتنوعة، ولكلٍّ منهن قصتها الخاصة وآلامها وأحلامها.
التحولات الاجتماعية: تتناول الرواية التحولات الاجتماعية التي شهدتها مكة على مر السنين، بدءًا من فترة ما قبل النفط وحتى عصر التحديث، وكيف أثرت هذه التحولات على حياة الناس وعاداتهم وتقاليدهم.
الأسرار العائلية: تكشف الرواية عن العديد من الأسرار العائلية التي كانت مخبأة لسنوات طويلة، والتي تؤثر بشكل كبير على حياة أفراد العائلة.
أهمية الرواية:
صورة حقيقية للمرأة المكية: تقدم الرواية صورة واقعية ومؤثرة عن حياة المرأة في مكة، وتكشف عن التحديات التي واجهتها وكيف تمكنت من التكيف معها.
وثيقة تاريخية: تعتبر الرواية وثيقة تاريخية مهمة تسجل التحولات التي شهدتها مكة على مر السنين، وتقدم لنا صورة حية عن الحياة الاجتماعية والثقافية في المدينة المقدسة.
أسلوب سردي شيق: تتميز الرواية بأسلوبها السردي السلس والشيق، والذي يجذب القارئ ويجعله يعيش أحداث الرواية وكأنه أحد شخصياتها.
باختصار، "باهبل مكة" هي رواية شيقة ومؤثرة تقدم لنا رحلة إلى أعماق المدينة المقدسة، وتكشف لنا عن أسرار وحكايات لم نكن نعرفها من قبل.