سن الرشد

كتاب سن الرشد للكاتب جان بول سارتر، الكتب لم توضع كي نؤمن بما تقوله، ولكن كي نتحرى فيها، لا يجب أن نتساءل أمام كتاب ماذا يقول، ولكن ماذا يريد أن يقول.هذه الرواية لم تُخلق ليُكتب عنها، بل وُجدت لتٌقرأ وتُقرأ فقط لنعيش في أجواءها.ملحمة من العلاقات الإنسانية شديدة التعقيد والتداخل تدور أحداثها في فترة فوضوية انعكست فوضويتها على شخوصها.هي رواية عن الحب والرغبة والجبن، رواية عن الإنسان في كافة مراحل حياته.رواية تشعر أمامها انها تتحدث عنك انت، لا غيرك.رواية صعب تكتب عنها، أو تتحدث حتى عنها لانها ببساطة هي من تتحدث. “إنهما يتشبثان بشبابهما كما يتشبّث محتضرٌ بالحياة”. | سارترالتشبُّث بالشباب كان وظيفة كل شخصيات الجزء الأول من ثلاثية سارتر “سن الرشد”، إذ تمسّكت به مارسيل الفتاة العليلة حبيسة المنزل لأن الموت يترصدها خارجه عبر التمسك بحملها الذي لم يكن مخططًا له، ولا مرغوبًا من قِبل شريكها، بينما تمسكت به إيفيش عبر العبث والإهتمام المبالغ فيه بنفسها، أما لولا فقد كانت تحافظ على شبابها عبر حب شابٍ أصغر منها، لتثبت لنفسها في كل يومٍ لا يهجرها فيه بأنها ما تزال في شبابها. في حين تمسّك دانيال بشبابه عبر التلاعب بحياوات من حوله، كان يخلق الأحداث لئلا يشعر بقلتها في حياته. ومن ثم يجيء ماتيو، حبيس سن الرشد الذي ما كان ليمانعه لولا خشيته من فقد كنزه الأعظم: الحرية. وهذا ما جعله يتهرّب من أي التزامٍ يفرض عليه من قِبل علاقاته جميعًا. أكثر ما أثارته فيّ الرواية من تساؤل هو ما معنى أن يكون المرء حرًا؟ أن يتخلّص من كل القيود كيفما كانت؟ أم أن يختار قيوده طواعية لا أن يتم اختيارها له؟