شريعة حمورابي

شريعة حمورابي: أول دستور مكتوب في التاريخ

شريعة حمورابي هي مجموعة من القوانين التي وضعها الملك البابلي حمورابي في القرن الثامن عشر قبل الميلاد. تُعتبر هذه الشريعة واحدة من أقدم القوانين المكتوبة في التاريخ، وهي من أهم الوثائق التي توضح لنا الكثير عن الحياة الاجتماعية والاقتصادية والقانونية في بلاد ما بين النهرين القديمة.

أهمية قانون حمورابي

• أول دستور مكتوب: تعتبر شريعة حمورابي أول دستور مكتوب عرفته البشرية، حيث تضمنت مجموعة من القوانين الشاملة التي تنظم مختلف جوانب الحياة.
• انعكاس للحضارة البابلية: تعكس الشريعة مستوىً عالياً من التنظيم الاجتماعي والقانوني في الحضارة البابلية، وتظهر مدى اهتمام البابليين بالعدالة والمساواة.
• تأثيرها على الحضارات الأخرى: أثرت شريعة حمورابي بشكل كبير على الحضارات التي جاءت بعدها، حيث اعتبرها الكثيرون مرجعاً قانونياً هاماً.

ملامح قوانين حمورابي:

• عقوبات صارمة: تميزت قوانين حمورابي بالعقوبات الصارمة التي تتناسب مع الجرم المرتكب، والتي كانت تعتمد في الغالب على مبدأ "العين بالعين والسن بالسن".
• التفاوت الاجتماعي: يعكس القانون التفاوت الاجتماعي في المجتمع البابلي، حيث كانت العقوبات تختلف باختلاف الطبقة الاجتماعية للمجرم والضحية.
• الأثر الديني: كان للدين دور كبير في تشكيل قانون حمورابي، حيث كانت العديد من القوانين مستندة إلى المعتقدات الدينية السائدة في ذلك الوقت.

لماذا ندرس قانون حمورابي اليوم؟

على الرغم من مرور آلاف السنين على وضع قانون حمورابي، إلا أنه لا يزال يحظى بأهمية كبيرة لدراسته، وذلك للأسباب التالية:

• فهم الحضارات القديمة: يساعدنا قانون حمورابي على فهم كيفية تنظيم المجتمعات القديمة لشؤونها، وآليات تطبيق العدالة فيها.
• تطور التشريع: يعتبر قانون حمورابي نقطة بداية لتطور التشريع والقانون في العالم، مما يساعدنا على تتبع تطور الفكر القانوني عبر العصور.
• القيم الإنسانية: على الرغم من صرامة بعض أحكامه، إلا أن قانون حمورابي يعكس مجموعة من القيم الإنسانية الأساسية مثل العدالة والمساواة والأمن، والتي لا تزال ذات صلة بنا حتى اليوم.

محتويات شريعة حمورابي

تتضمن شريعة حمورابي مجموعة واسعة من القوانين التي تنظم مختلف جوانب الحياة، مثل:

• الجرائم والعقوبات: تحدد الشريعة العقوبات المناسبة لكل جريمة، مثل السرقة والقتل والاعتداء.
• العقود: تنظم الشريعة العقود التجارية والزواج والطلاق والميراث.
• الحياة اليومية: تتضمن الشريعة قوانين تنظم الحياة اليومية للمواطنين، مثل الزراعة والتجارة والحرف اليدوية.

اكتشاف وتاريخ مسلة حمورابي

اكتشفت مسلة حمورابي، التي تحمل نصوص الشريعة، في مدينة سوسة الإيرانية عام 1901. وهي موجودة حالياً في متحف اللوفر في باريس.

مسلة حمورابي هي قطعة أثرية تاريخية بالغة الأهمية، تعتبر من أقدم القوانين المكتوبة في التاريخ. سميت بهذا الاسم نسبة إلى الملك البابلي حمورابي الذي أمر بنحتها.

وصف المسلة:

• الشكل والمادة: هي عبارة عن عمود أسطواني الشكل من حجر الديوريت الأسود، يصل ارتفاعها إلى حوالي 225 سم وقطرها 60 سم.
• النص: تغطي المسلة نصًا مكتوبًا بالخط المسماري البابلية، يتكون من حوالي 282 قانونًا تغطي جوانب مختلفة من الحياة اليومية في بابل، مثل القضاء، والسرقة، والزواج، والطلاق، والعقارات، والتجارة، وغيرها.
• النقوش: تزين الجزء العلوي من المسلة صورة لحمورابي وهو يقف أمام إله الشمس، يتلقى منه لوح القوانين.

أهمية المسلة:

• أقدم قانون مكتوب: تعد مسلة حمورابي من أقدم الشرائع المكتوبة التي عرفها الإنسان، مما يجعلها وثيقة تاريخية لا تقدر بثمن لفهم الحضارات القديمة وقوانينها.
• شمولية القوانين: تغطي القوانين المنحوتة على المسلة جوانب واسعة من الحياة اليومية، مما يعطي صورة واضحة عن المجتمع البابلي في ذلك الوقت.
• تأثيرها على التشريع: تركت مسلة حمورابي أثراً بالغاً على تطور التشريع في العالم القديم، حيث استوحى منها الكثير من الشعوب قوانينهم الخاصة.

تاريخ المسلة:

• الانتهاء من النحت: تم الانتهاء من نحت المسلة في السنوات الأخيرة من حكم حمورابي، أي حوالي عام 1754 قبل الميلاد.
• الاكتشاف: اكتشفت المسلة في مدينة سوسة الإيرانية عام 1901، حيث نقلها أحد ملوك عيلام بعد غزوه لبابل.
• مكان العرض الحالي: تعرض المسلة حاليًا في متحف اللوفر في باريس.

من هو حمورابي؟

حمورابي كان ملكًا بابليًا عظيمًا حكم بين عامي 1792 و 1750 قبل الميلاد. اشتهر بوضع أول مجموعة قوانين مكتوبة وشاملة في التاريخ، والتي سميت باسمه "قانون حمورابي". هذه القوانين حكمت على لوح حجري ضخم وغطت جوانب عديدة من الحياة اليومية في بابل، من الجرائم والعقوبات إلى التجارة والعلاقات الاجتماعية.

أهم إنجازات حمورابي:

• قانون حمورابي: يعد هذا القانون من أهم الإنجازات في التاريخ القانوني، حيث وضع قواعد واضحة للعلاقات بين الناس وحافظ على النظام والعدالة في المجتمع البابلي.
• توحيد الإمبراطورية: تمكن حمورابي من توحيد العديد من المدن والدول في منطقة بلاد الرافدين تحت حكمه، ووسع حدود إمبراطوريته بشكل كبير.
• بناء المدن: شيد حمورابي العديد من المدن والقصور والمعابد، وأعاد بناء بابل لتصبح واحدة من أعظم المدن في العالم القديم.
• نظام الري: اهتم حمورابي بنظام الري وتحسين الزراعة، مما أدى إلى ازدهار الاقتصاد البابلي.