ضرورة الفن

تكمن أهمية الكتاب و موضوع المقالة فيما أثاره ويثيره من نقاش واسع في ماهية الفن وأصول نشأته، وعلاقة أجناسه المختلفة (رسم، شعر، موسيقا، مسرح..) بالواقع الذي تحدث فيه، وتأثرها بالتحولات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الحاصلة في مجتمع ما. يشدّنا الفصل الأول «وظيفة الفن» بعبارة للكاتب المسرحي الفرنسي جان كوكتو يسوقها لنا فيشر بذكاء: «الشِّعرُ ضرورة.. وآهٍ لو عرفت لماذا!»، فيعقّب فيشر: «بهذه العبارة الرقيقة عبّر كوكتو عن ضرورة الفن.. وفي الوقت نفسه عبّر عن الحيرة إزاء دور الفن في العالم البرجوازي المعاصر». نقلتني تلك الجملة التي تحاول أن تتلمس إجابةً شافية عن ماهية الفن الحقيقية، إلى كلمات القديس «أوغسطين» حين قال: «الزمن؟!.. إن لم تسألوني ما هو؛ فأنا أعرف، وإن سألتموني؛ فأنا لا أعرف»!. وكأني بالفنّ والزمن، وكلاهما صيرورة أزلية، ولشدّة التصاقهما بالإنسان منذ شهقة الولادة وحتى أنفاسه الأخيرة؛ فإنه لم ولن يتمكّن من القبض على ماهيتهما، أو جوهرهما الحقيقي، بل سيبقيان لغزاً جميلاً يحرّض خيالاته وأفعاله. وحتى لو حاول مفكّر مثل فيشر الإجابة عن أسئلة مثل: ما الفنّ؟ وما وظيفته؟ سيصطدم، كما يجد هو نفسه، بمحاولات تعريفٍ متشابكة بل ومتناقضة.

رمز المنتج: bk8310 التصنيف: الوسم:
شارك الكتاب مع الآخرين

بيانات الكتاب

المؤلف

إرنست فيشر

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “ضرورة الفن”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *