المؤلف |
رفيق عبد السلام |
---|
يحتوي هذا الكتاب على إشكالية العلاقة بين العلمانية والدين والديمقراطية، وما يطبع هذه العلاقة من وجوه التركيب والتعقيد. فبعد الوقوف عند السياقات التاريخية والمفهومية لنشأة العلمانية في الإطار الغربي يعرج البحث على دلالتها العامة في مجال التداول العربي الإٍسلامي، ثم يخلص بعد ذلك إلى دراسة العلاقة بين العلمانية والديمقراطية من الناحية النظرية ومن زاوية الخبرة التاريخية الحية. لم يكن مطلب هذا الكتاب تقصي مواطن التعارض أو التوافق بين الإسلام والعلمانية، على نحو ما هو غالب في الأدبيات العربية والغربية، وإنما بيان الطابع المركب للإسلام والعلمانية على السواء، فضلا عن جلاء الخاصية المعقدة لهذه العلاقة من الناحيتين التاريخية والنظرية. أما ما يشاع من وجود علاقة تلازمية بين العلماني والديمقراطي فسيرى القارئ أن الكاتب رجح ما هو خلاف ذلك. فالديمقراطية، من وجهة نظره، ليست إلا آليات إجرائية وظيفية، قد تصلح لمعالجة معضلة الاستبداد والتسلط السياسي، وهي ليست عقيدة صارمة منازعة للعقائد والأديان، ولا حلا سحريا يتجاوز سنن العمران وقوانين الاجتماع السياسي، ومن ثم تظل الديمقراطية قابلة للتعديل والتغيير والاستدراك وفق مقتضيات الاجتماع السياسي. ليس الغرض من هذا البحث تقريظ العلمانية، أو إثبات تهافت العلمانيين، بل هو محاولة للفهم والتفكيك بغرض فتح آفاق جديدة للنظر والتفكير في قضايا أضحت مؤثرة في حياتنا وأنماط اجتماعنا الحديث.
المؤلف |
رفيق عبد السلام |
---|