قصة إلى كاراكاس … بلا عودة ل محمد ديريه

هذا الكتاب منوع منفعل، مليء بالحياة، يشبه الذاكرة، كل سطر فيه يستوقفك، يتحدث ديريه في الكتاب عن تفاصيل حياة ووطن بديل، يعيش تفاصيله، يهوى جباله وبحاره وسواحله وهضابه وصحاريه، يفتتن بشعرائه وأناسه والأصدقاء المتناثرين في أصقاعه، وفي ذات الوقت يتحدث عن الصقيع والغربة ولا ينسى وطنه الأم الذي يعيش ويلات الحروب والمجاعات والنزاعات والأطماع الخارجية، ويستشهد بمقولة الروائي الصومالي المنفي عن دياره نور الدين فارح حيث يقول: في الصومال وصلنا لدرجة من اليأس لا يسعنا معها إلا أن نكون متفائلين!. ديريه لا يحمل وطنه على ظهره كما يقول عن بعض الأدباء، ولكنه يحمل وطنه داخل قلبه، حبا له وخوفا عليه، لهذا من يؤذي وطنه فإنه يؤذي قلبه: كيف أرى وطني مزورًا في قلوب الآخرين وأخفي لساني؟! يقول نيتشه: أحب فقط ما كتبه الإنسان بدمه، وهذا الكتاب يتنفس وينبض عندما تقلبه بين يديك والذي بعث فيه الحياة أن صاحبه كتبه بدمه! إلى كاراكاس.. بلا عودة يتضح فيه مخزون هائل من المعرفة والتجربة التي سطرها المؤلف الذي لم يتجاوز الثلاثين! والكتاب دعوة لقراءة الحياة، وعدم الاكتفاء بقراءة الكتب فقط، ديريه زرع فينا فكرة أن نعيد فكرة قراءة الحياة بشكل أفضل، وأن نجعل القراءة التقليدية هي وسيلة مساعدة لقراءة الحياة والكون. الكتاب يعج بحيوات هائلة جدا، بأوطان بائسة وحالمة، بحدود وهجرات، بأفراد وجماعات، أسماء مشهورة، وأخرى مسحوقة، أدباء ومغنيين، فنانين ومناضلين، بمرضى وأصحاء، بروائيات وأفلام ونجوم كرة، عجنت بوفاء وإعجاب، بحزن وفرح، وجمال وفتنة.

رمز المنتج: bk11708 التصنيفات: , الوسم:
شارك الكتاب مع الآخرين

بيانات الكتاب

المؤلف

محمد ديريه

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “قصة إلى كاراكاس … بلا عودة ل محمد ديريه”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *