المؤلف |
د. بدوى طبانة |
---|
يناقش هذا الكتاب مجموعة من القضايا النقدية المعاصرة التي تجاوزت الطابع المحلي للظاهرة النقدية إلى كونها منظومة فكرية ومنهجية عالمية يمكن تطبيقها على المنجز الإبداعي والنقدي بصرف النظر عن طبيعته اللغوية وحدوده الجغرافية. وتأتي نظرية التلقي في مقدمة تلك القضايا النقديةالتي نشأت في النقد الأدبي الغربي باعتبارها نظرية نقدية جديدة تقوم على استلهام التصورات النقدية السابقة ومحاولة استيعابها، وذلك بتحويل الاهتمام من المؤلف والعمل الأدبي إلى النص والقارئ. ذلك بأن فهم النص الأدبي ومحاولة تأويله لا يتم إلا بواسطة الدور الذي ينهض به القارئ في هذه العملية، ومن هنا فإن مشروع نظرية التلقي لا يقوم على إقصاء المناهج النقدية السابقة، بل يعمل على استثمارها وتجاوز نقائصها في الوقت نفسه. ونظرا لأهمية مثل هذه المناهج النقدية العالمية في إغناء الثقافة النقدية العربية منهجا و موضوعا، فقد خصصنا حيزا من هذه الدراسة للحديث عن الخطاب النقدي المترجم وأثره في تطور النقد الأدبي بالمغرب. وقد لاحظنا من تتبع حركة الترجمة بالمغرب أن التجربة النقدية المغربية تأثرت تأثرا كبيرا بالتجارب النظرية والمناهج النقدية كما نمت وتطورت بفرنسا، واستفادت من نظرياتها النقدية ومفاهيمها الإجرائية أكثر مما استفادت من التجارب الأخرى في أقطار غربية أخرى. ويظهر هذا المعطى جليا من خلال الكتب النظرية و التطبيقية التي تمت ترجمتها ابتداء من السبعينيات من القرن العشرين، وذلك بحكم تضافر عدة عوامل تاريخية وجغرافية ولغوية.
المؤلف |
د. بدوى طبانة |
---|