العنوان |
كتاب الاستثارة والصدى في الإخراج المسرحي تأليف الاستاذ الدكتور حسين التكمه چي |
---|---|
المؤلف |
Arshad al_tukmachi |
نجد المسرح قد وظف الكثير من العلوم التي أصبح
بأمس الحاجة لها ، لكونه يرغب على الدوام بتحديث تقنياته ، فقد
أستخدم الكهرباء في أوبرا باريس عام ( 1881) أي بعد عام من
اكتشافها من قبل ( توماس ألفا أدسن ) ، وبالمماثلة فقد استخدم
المسرح العلوم الأخرى كعلم الاجتماع وعلم الوراثة وعلم الجمال
وعلوم أخرى ، كعلم الأشكال وعلم المنظور وعلم العمارة ، فضلاً
عن استناده إلى جل الفلسفات المادية أو المثالية أو الحدسية أو
الدينية ، كان من بين هذه العلوم علم النفس ، الذي توسعت دراساته
بشكل غزير ، بحيث تعددت مناهجه وتفرد كل منها باختصاص دقيق ، كونه يحمل ضمن مضامينه العلمية رؤى متنوعة تصب في مجرى
علم النفس العام .
وقد تنوعت اتجاهات هذه العلوم ضمن محاضن عدة ، ( كعلم نفس الشخصية وعلم نفس الطفل وعلم النفس الاجتماعي وعلم النفس التربوي وعلم النفس الفني وعلم النفس التجريبي )… الخ من
مدارس علم النفس ، وعلى هذا المنوال تنوعت آراء العلماء تبعاً لوجهات نظرهم واكتشاف المزيد من الأمراض النفسية التي تؤثر بدورها على الأفراد بشكل كبير ، مما دفع علماء النفس إلى تقسيم الأمراض النفسية إلى قسمين ( العصاب والذهان ) وتحت المفهوم الأول العديد من الأمراض النفسية التي تصيب الشخصية .
ولقد وجد هذا التوسع لحياة الفرد الداخلية مدارس صارت من الأهمية بمكان يوازي العلوم الطبية الصرفة ، بل إنه أمسى من العلوم المهمة التي تدرس في الجامعات الطبية ، بحيث أصبح هناك متسع
من العلمية الرصينة في دراسة الحالة الشعورية والنفسية ، كما حققت الكثير من النتائج على مستوى الاستنباط والاستنتاج والاكتشاف بوصفها تقدم نتائج مختبرية غاية في الأهمية .
ولما كان المسرح ينهل على الدوام من هذه العلوم وأكثر
العلوم المجاورة ، فقد وجد في نظرية التحليل النفسي (لفرو يد ) خصوصية التداخل النسيجية للفن ، كما أفاد من نظرية الانعكاس الشرطي لبافلوف ونظريات ثورندايك وسكنر والكثير من علماء النفس السلوكيين .
ويعد ( بافلوف ) أحد أهم علماء النفس التجريبيين لعلم النفس الحديث . بوصفة الوحيد الذي جمع بين علم النفس والفسلجة ، وأوجد كماً من المترابطات بين الاتجاهين ، حينما وضعهما في علم واحد ،
فقد أكتشف أن التأثيرات النفسية تلقي بظلالها على الجهاز العصبي ، وتربك ميكانزماته الحسية والعضلية ، ومن هنا أصبح هناك علم
يدرس بعناية فائقة تلك الوصلات والرابطات بين علم النفس
والتشريح في آن واحد .
لسنا هنا أمام طرح المزيد من العلوم ، بقدر اعتبار ما قدمنا له حالة تأسيسية لمداخل علم النفس ، وبالخصوص نظرية الاشتراط الانعكاسي عند بافلوف ، إذ إنها تتداخل مع العلوم المسرحية بشكل مباشر ، من كونها ترتبط بأكثر من عنصر من عناصر المسرح ، بوصفها تؤدي إلى فهم وطبيعة العلاقات القائمة بين الشخصية وبين الفعل الداخلي ، ولعلها كذالك تفرض نوعاً من الهيمنة على سلوك الشخصية أو تصرفاتها ، ومعرفة أسبابها ونتائجها ، مما أفاد الكثير
من كتاب المسرح في تطوير سمات وخصائص وأنماط الشخصية ، فضلاً عن توظيف الكثير من العلوم النفسية في مجالات المسرح ،
منها ما هو قابل على التأثير في المتلقي كونه المستقبل لكل ردود الأفعال الإرادية واللاإرادية على جل مخاصب العرض المسرحي . ولعل من المهم التأكيد أن نظرية الاشتراط بعد دراستها وتمحيصها لا تنحصر مناطقية اشتغالها على الشخصية فحسب ، أنما تفرض نفسها على جميع عناصر العرض المسرحي بدون استثناء ، مما شجع المؤلف إلى تلمس وجود مرتكزات أساسية بل وعلمية بين نظرية الاستجابة والإخراج المسرحي .
العنوان |
كتاب الاستثارة والصدى في الإخراج المسرحي تأليف الاستاذ الدكتور حسين التكمه چي |
---|---|
المؤلف |
Arshad al_tukmachi |