المؤلف |
عمر الخطيب |
---|
كانت لكل ثقافة مرتكزاتها الخاصة تنبني عليها حركتها وتوجهها، فإن الثقافة الإسلامية هي مرجعيتها الدينية التي تعتمد على الحقائق اليقينية الهادية، ثم تسير على هدى المنهج الإلهي المتناغم مع فطرة الإنسان، ومن أهم تلك الخصائص النظرة الكلية للإنسان والكون، للجزء والكل، للحياة في اتجاهيها، لعلاقة الإنسان مع ذاته ومع غيره، مع المادة التي يستثمرها ومع ربه الذي يعبده، إضافة إلى الإنسانية، حيث تنظم طبيعة الإنسان، وتسمو بها إلى عالم المحبة والرحمة والحق والخير والجمال، جاعلة من القيم الأخلاقية المقياس الأساسي للمعاملات في ظل المراقبة الإلهية الدائمة لها، إن الفلسفة التكاملية التي تمتاز بها ثقافتنا الإسلامية جعلتها ضرورة إنسانية، بل مبرراً لسيادتها مما جعلها الهدف الأول لكل القوى المعادية شرقها وغربها، المتنكرة في ثوب العلوم والثقافة والإقتصاد، والسافر مع حركة الإستعمار والهيمنة تحت قعقعة السيوف، ولعلعة الرصاص، ودمدمة القنابل. إن هذا الكتاب يدرس ركائز الثقافة الإسلامية، وخصائصها العامة، كما يتوسع في معركة الثقافة الإسلامية مع حركة الاستشراق، وخطط المبشرين وقوى الاستعمار التي صبت اهتمامها للنيل من أمتنا عبر التشكيك في ثقافتها، أو إضعافها، أو تسفيهها بغية القضاء على مكامن القوة وقلاع المواجهة.
المؤلف |
عمر الخطيب |
---|