ماذا علمتني الحياة؟

يحول امين سيرته الذاتية الى اداة سبر للمجتمع الذي نشأ فيه بفكر عميق و قلم شديد السلاسة-..فأذا به يقارن بين ظروف نشاته و ظروف نشأة والده و من ثم اولاده و احفاده ، الى ظواهرها و اصولها العامة فيربط الخاص بالعام و يتحول الفرد الى مرآة عاكسة لمجتمعه..و يتحول كتاب السيرة الذاتية الى كتاب يتناول حياة اجيال بكاملها يتناول الكتاب بعض التفاصيل الشخصية و لكن بهذا الربط الحيوي و الذكي مع الاسباب العامة فعندما يتحدث عن اخوته الثمانية و الاختلاف في شخصية كل منهم رغم نشوئهم في بيئة واحدة يكاد يرسم “بورتريه” لكل منهم بطريقة شديدة الذكاء و الصراحة ايضا..و يتناول طبعا تحوله الفكري العميق و الهادئ من القومية في بواكير شبابه الى الاشتراكية الى المادية الوضعية الى ان وصل الى مرحلته الاخيرة في نظرته الايجابية و المتعاطفة مع الدين عموما و الاسلام خصوصا ، و هي نظرة اخرجته من صف اليساريين و لكن لم تضعه بالضبط في خانة “الاسلاميين” و ان كان واضح التعاطف معهم في الكتاب مواقف كثيرة يقدمها الكاتب بهذه الطريقة العبقرية التي تجعل القارئ يستعيد حياته الخاصة و يحاول ربطها بالاطار العام الذي يعيش فيه من اجمل ما كتبه المؤلف و هو يحكي عن الجيل الرابع من اسرته”اولاد الاحفاد”: اتساءل ماذا سيكون شعور ابي لو علم ان واحدا من احفاده سيكسب رزقه من الغناء بالانكليزية اغاني تروج لصابون امريكي مشهور في واحدة من القنوات العربية؟!

شارك الكتاب مع الآخرين

بيانات الكتاب

المؤلف

جلال أمين

عدد الصفحات

394

الناشر

دار الشروق

سنة النشر

2009

المؤلف

جلال أمين

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “ماذا علمتني الحياة؟”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *