مخطوطة – إتحاف فضلاء البشر بالقراءات الأربعة عشر

عنوان المخطوط: إتحاف فضلاء البشر بالقراءات الأربعة عشر ( ).
المؤلف: أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الغني البناء؛ الدمياطي؛ الشافعي؛ ت 1117 هـ/ 1705م ( ).
عدد الأوراق: 1/ب ـ 268/ب، المقاييس: 218 × 155 ـ 158 × 79، عدد الأسطر: (13).
أوله: الحمد لله الذي جمع ببديع حكمته أشتات العلوم بأوجز كتاب، وفتح بمقاليد هدايته مقفلات الفهوم لأفصح خطاب؛ أنزله بأبلغ معنىً وأحسن نظام، وأوجز لفظ وأفصح كلام، حلواً على ممر التكرار، جديداً على تقادم الأعصار، باسقاً في إعجازه الذروة العليا، جامعاً لمصالح الآخرة والدنيا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الذي بمشيئته تتصرف الأمور، وبإرادته تنقلب الدهور، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله الذي جعل كتابه خير كتاب، وصحابته أفضل أصحاب، تلقوه من فِيْهِ الكريم غضّاً، وواظبوا على قراءته تلاوةً وعرضاً حتى أدُّوه إلينا خالصاً مُخلّصاً، صلى الله عليه وسلم وعلى جميع الآل والأصحاب وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم المآب.
وبعد: فلما كان عام اثنين وثمانين بعد الألف ومَنَّ الله تعالى بالرحلة إلى طيبة المنورة زادها الله تعالى نوراً وشرفاً ومهابةً والمجاورة بها صحبني فيها جماعة من فضلائها في قراءة القُراء السبع، وبعضهم في العَشر بما تضمّنته طيبة النشر لحافظ العصر أبي الخير محمد شمس الدين بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف الجزري ( ) رضي الله تعالى عنه وأرضاه. فخطر لي بعد ذلك أن أُلخص ما صحّ وتواتر من القراءات العَشر حسبما تضمّنته الكتب المعتمدة المعوّل عليها في هذا الشأن ككتاب النشر في القراءات العشر وطيبته وتقريبه للشيخ المذكور الذي ترجموه بأنه لم تسمح الأعصار بمثله، ووصف كتابه النشر بأنه لم يسبق بمثله، وكشرح طيبته ( ) للإمام أبي القاسم العقيلي الشهير بالنويري ( )، وككتاب اللطائف للشهاب المحقق أحمد بن محمد بن أبي بكر القسطلاني ( ) شارح البخاري، ثم وقع الإعراض عن ذلك فحثَّني عليه شديداً بعضُ إخواني، فاستخرت الله تعالى وشرعت فيه مُستعيناً به تبارك وتعالى، فجاء بحمد الله تعالى على وجه سهل يمكِّن ويتيسَّر معه وصول دقائق هذا الفن لكلِّ طالب مع الاختصار غير الْمُخلِّ ليسهل تحصيله مع زيادة فوائد وتحريرات (تخلّصت: تحصّلت) حال قراءتي على شيخنا المفرد بالفنون، وإنسان العيون، محقق العصر أبي الضياء نور الدين علي الشَّبراملِّسِي ( ) رَحِمَهُ اللهُ تعالى، وهو مُرادي بشيخنا عند الإطلاق، فإن أردت غيره قيّدْتُ، ثم جنح الخاطر لتتميم الفائدة بذكر قراءة الأربعة وهم: ابن مُحَيْصِن ( ) واليزيدي ( ) والحسن ( )، والأعمش ( )، وإن اتفقوا على شذوذها لما يأتي إن شاء الله تعالى من جواز تدوينها والتكلم على ما فيها.
وسَمَّيتُ مجموع ما ذكر من التلخيص، وما ضُمَّ إليه: بإتحاف فضلاء البشر بالقراءات الأربعة عشر، أو يقال: مُنتهى الأماني والمسرات في علوم القراءات. وأرجو من الله تعالى متوسلاً إليه برسوله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه عموم النفع به، وأن يسهّله على كلّ طالب إنه جواد كريم رؤوف رحيم. وهذه مقدمة ذِكرُها مهمّ قبل الخوض في المقصود…
آخره:… اللهم انفعني بما علمتني، وعلمني ما ينفعني، وارزقني علماً ينفعني، اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، والموت راحة لي من كلّ شر، اللهم إني أسألك عيشة تقية، وميتة سوية، ومرداً غير مُخزٍ ولا فاضح، اللهم أعِنّا على ذِكرك وشُكرك وحُسن عبادتك آمين، اللهم لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته، ولا همّاً إلا فرَّجْته، ولا دَيناً إلا قضيته، ولا حاجةً من حوائج الدنيا والآخرة إلا قضيتها يا أرحم الراحمين، اللهم لك الحمد، وإليك المشتكى، وأنت المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، اللهم إني أعوذُ بك من الجوع فإنه بئس الضجيع، وأعوذ بك من الخيانة فإنها بئست البطانة، اللهم عافني في جسدي، وعافني في بصري واجعله الوارث مني، اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، اللهم اجعل خير عملي آخره، وخير عملي خواتمه، وخير أيامي يوم ألقاك فيه.
واختلف في إهداء ثواب الختمة ونحوها للنبي، فقيل بمنعه لعدم الإذن فيه بخلاف الصلاة عليه وسؤال الوسيلة له، ولأنه تحصيل للحاصل لأن له مثل أجر من تبعه، وأجازه الشيخ أبو بكر الموصلي، قال: بل هو مُستحبّ وتبعه كثيرون، وهذا هو الراجح عندنا معاشر الشافعية، بل قال العلامة ابن حجر المكي في باب الإجازة من شرحه لمنهاج النووي: إن القول الأول وَهْمٌ، وأطال في الاستدلال لأرجحية الثاني، وحكى الغزالي ( ) عن ابن الموفق: أنه حجّ عن رسول الله حجَجاً، وذكر القضاعي ( ) أنها ستون حجة، وذكر محمد بن إسحاق ( ) أنه ختم عن رسول الله أكثر من ثلاثة عشر ألف ختمة، وضحّى عنه مثل ذلك، واستحبّ بعضهم أن يختمَ الدعاء بقوله: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} ( ). و{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ} ( )، وأستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه مستعينا به، متوسلاً إليه في ذلك بنبيه سيدنا محمد، وأسأله أن يسبل علينا ستره الجميل، وأن يعفو عني وعن والدي وأولادي ومشايخي وإخواني والمسلمين، وأن يعطف علينا، نبينا سيدنا محمداً، ويمنّ علينا بجواره في الحياة وبعد الممات مع رضاه عنا في عافية بلا محنة، وأن يجعل ما أعانني عليه من جمع هذا التلخيص خالصاً لوجهه، وأن ينفع به أهله، ويعرفهم قدره، وأن يرحم به والدي كما ربياني صغيراً، وأستودع الله تعالى ديني ونفسي وجميع ما أنعم به علي وأهلي وأصحابي والحمد لله رب العالمين، فلك الحمد حمداً كثيراً طيباً مُباركاً فيه حمداً يُوافي نعمه ويكافئ مزيده، يا ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك، سبحانك لا يحصى ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك، وصلّ أبداً أفضلَ صلواتك على سيدنا عبدك ونبيك ورسولك محمد وآله وسلم عليه تسليماً كثيراً، وزده تشريفاً وتكريماً، وأنزله المنزل المقرّب عندك يوم القيامة آمين، وصلّ وسلّم على جميع الأنبياء، وآلِ كلٍّ، وعلينا معهم بعدد معلوماتك، آمين.
الحمد لله ولي الإتمام، وموفق الاختتام، والصلاة والسلام على محمد خير الأنام، وأصحابه الكرام. الفقير المحتاج إلى ربه الغفور محمد بن أحمد يسَّر الله ما أراده راجياً لُطفَ ربه المنان، إنه منبع الإحسان والغفران، ومناجياً شفاعته مهبط الفرقان، في يوم الحشر والميزان. سنة 1136 هـ/ 1723م.
كتبه محمد علائية في بلدة قسطنطينية في مدرسة السلطان محمد خان ( ) رَحِمَهُ اللهُ تعالى. سنة 1141 هـ.
ملاحظات: الناسخ: محمد علائية. تاريخ النسخ: 1141 هـ/ 1728م. الوضع العام: خطّ الرقعة، والعناوين مميزة باللون الأحمر. والغلاف جلد عثماني، وقف الصدر الأعظم محمد راغب پاشا. رقم السي دي: 45443.

رمز المنتج: mrgp4 التصنيفات: , الوسم:
شارك الكتاب مع الآخرين

بيانات الكتاب

العنوان

إتحاف فضلاء البشر بالقراءات الأربعة عشر

المؤلف

أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الغني البناء؛ الدمياطي؛ الشافعي؛ ت 1117 هـ/ 1705م

رقم المخطوطة

4-1

عدد الأوراق

1/ب ـ 268/ب

عدد الأسطر

13

تاريخ النسخ

1141 هـ/ 1728م

الناسخ

محمد علائية

المقاييس

218 × 155 ـ 158 × 79

أوله

الحمد لله الذي جمع ببديع حكمته أشتات العلوم بأوجز كتاب، وفتح بمقاليد هدايته مقفلات الفهوم لأفصح خطاب؛ أنزله بأبلغ معنىً وأحسن نظام، وأوجز لفظ وأفصح كلام، حلواً على ممر التكرار، جديداً على تقادم الأعصار، باسقاً في إعجازه الذروة العليا، جامعاً لمصالح الآخرة والدنيا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الذي بمشيئته تتصرف الأمور، وبإرادته تنقلب الدهور، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله الذي جعل كتابه خير كتاب، وصحابته أفضل أصحاب، تلقوه من فِيْهِ الكريم غضّاً، وواظبوا على قراءته تلاوةً وعرضاً حتى أدُّوه إلينا خالصاً مُخلّصاً، صلى الله عليه وسلم وعلى جميع الآل والأصحاب وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم المآب.

آخره

… اللهم انفعني بما علمتني، وعلمني ما ينفعني، وارزقني علماً ينفعني، اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، والموت راحة لي من كلّ شر، اللهم إني أسألك عيشة تقية، وميتة سوية، ومرداً غير مُخزٍ ولا فاضح، اللهم أعِنّا على ذِكرك وشُكرك وحُسن عبادتك آمين، اللهم لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته، ولا همّاً إلا فرَّجْته، ولا دَيناً إلا قضيته، ولا حاجةً من حوائج الدنيا والآخرة إلا قضيتها يا أرحم الراحمين، اللهم لك الحمد، وإليك المشتكى، وأنت المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، اللهم إني أعوذُ بك من الجوع فإنه بئس الضجيع، وأعوذ بك من الخيانة فإنها بئست البطانة، اللهم عافني في جسدي، وعافني في بصري واجعله الوارث مني، اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، اللهم اجعل خير عملي آخره، وخير عملي خواتمه، وخير أيامي يوم ألقاك فيه.

الوضع العام

خطّ الرقعة، والعناوين مميزة باللون الأحمر. والغلاف جلد عثماني، وقف الصدر الأعظم محمد راغب پاشا. رقم السي دي: 45443.

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “مخطوطة – إتحاف فضلاء البشر بالقراءات الأربعة عشر”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *