Search
Search

مخطوطة – إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

نبذة عن كتاب مخطوطة – إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

عنوان المخطوط: إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري ( ).
المؤلف: أحمد بن محمد بن أبي بكر بن عبد الملك بن أحمد بن محمد بن محمد بن حسين بن علي القَسْطَلّانِي، القتيبي، المصري، الشافعي، شهاب الدين، أبو العباس ت 923 هـ/ 1517م ( ).
عدد الأوراق: 1327، المقاييس: 400 × 243 ـ 300 × 155، عدد الأسطر: (49).
أوله: بسم الله الرحمن الرحيم، وبه الإعانة والتوفيق، وصَلَّى اللهُ وَسَلَّم عَلَىْ سَيِّدِنَا محمد وَآلِهِ وصَحْبِهِ، اللهم يسّر يا كريم. يقول أحمد بن محمد الخطيب القسطلاني غفر الله تعالى له آمين: الحمد لله. الذي شرح بمعارف عوارف السنة النبوية صدور أوليائه، وروح بسماع أحاديثها الطيبة أرواح أهل وداده وأصفيائه، فشرح سر سرائرهم في رياض روضة قدسه وثنائه، أحمده على ما وفق من إرشاده، وأسدى من آلائه، وأشكره على فضله المتواتر، الكامل الوافر، وأسأله المزيد من عطائه، وكشف غطائه، وأشهد أن لا إلا الله، وحده لا شريك له، الفرد المنفرد في صمدانيته بعز كبريائه، وأصل مَن انقطع إلى حضرة قُرْبِهِ وولائه، ومدرجه في سلسلة خاصته وأحبائه، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله المرسل بصحيح القول وحسنه، رحمة لأهل أرضه وسمائه، الماحي للمختلق الموضوع بشوارق بوارق لألائه، فأشرقت مشكاة مصابيح الجامع الصحيح من أنوار شريعته وأنبائه، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه وخلفائه.
وبعد: فإن عِلم السُّنَّةِ النبوية بعد الكتاب العزيز أعظم العلوم قدْراً، وأرقاها شرفاً وفخراً، إذْ عليه مبنى قواعد أحكام الشريعة الإِسْلامية، وبه تظهرُ تفاصيل مُجملات الآيات القرآنية، وكيف لا؟ ومصدرُه عن مَن لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحيٌ يوحى.
فهو المفسِّر للكتاب وإنما نَطَقَ النبيُّ لنا بِهِ عن رَبِّهِ
وإن كتاب البخاري الجامع قد أظهر من كنوز مطالبها الغالية إبريز البلاغة، وأبرز، وحاز قصب السبق في ميدان البراعة (وأحرز)، وأتى من صحيح الحديث وفقهه، بما لم يسبق إليه، ولا عرّج أحدٌ عليه، فانفرد بكثرة فرائد (فوائده)، وزوائد عوائده، حتى جَزَمَ الراوون بعذوبة موارده، أُرجِح على غيره من الكتب بعد كتاب الله، وتحركت بالثناء عليه الألسن والشفاه، ولطال ما خطر في الخاطر المخاطر أن أُعِّلَق عليه شرحاً أمزجه فيه مزجاً، وأدرجه ضِمنه درجاً، أُميِّزُ فيه الأصل من الشرح بالْحُمرة والْمِداد، واختلاف الروايات بغيرهما، لِيُدْرِكَ الناظِرُ سريعاً الْمُرادَ، فيكون بادياً بالصفحة، مُدركاً باللمحة، كاشفاً بعض أسراره لطالبيه، رافع النقاب عن وجوه معانيه لِمُعاِينِيه، موضحاً مُشكِله، فاتحاً مُقفَله، مُقيدا مُهْمَله، وافيا بتغليق تعليقهِ، كافياً في إرشاد الساري لتحقيقهِ، مُحرراً لرواياته، مُعرباً عن غرائبه وخفاياته. فأجدني أُحجِم عن سُلوك هذا الْمَسْرَى، وأبصرُنِي أُقدِّمُ رِجلاً وأُؤخِر أُخرى، إذ أنا بِمعزل عن هذا المنزل، لا سِيَّما وقد قيل: إنّ أحداً لم يَسْتَصْبِحْ سِراجَهُ، ولا استوضَحَ مِنهاجَه، ولا اقتعَدَ صَهْوَتَهُ، ولا افترَعَ ذروته، ولا تبوّأ خلاله، ولا تفيّأ ظلاله، فهو دُرَّةٌ لم تُثْقَبْ، ومُهْرَةٌ لم تُرْكَبْ، ولله دَرّ القائل:
أعيا فُحولَ العِلم حَلُّ رموزِ ما أبداهُ في الابوابِ من أسرارِ
فازوا مِن الأوراق منه بما جَنوا مِنها ولم يَصِلوا إلى الأثمارِ
ما زال بِكراً لم يُفَضّ خِتامُهُ وعُراهُ ما حُلَّت عن الأزرارِ
حُجبتْ معانيه التي أوراقُها ضُربت على الأبوابِ كالأستارِ
مِن كلِّ بابٍ حين يُفتَح بعضُه فيُهار منه العِلُم كالأنهارِ
لا غُرْوَ أنْ أمسى البخاري لِلوَرَى مِثل البُخار لِمَنشأِ الأمطارِ
خضعتْ له الأقرانُ فيه إذ بدا خَرُّوا على الأذقانِ والأكوارِ
ولم أزلْ على ذلك مُدّة من الزمان، حتى مضى عصرُ الشباب وبان، فانبعث الباعِثُ إلى ذلك راغباً، وقام خطيباً لِبَنَاتِ أبكارِ الأفكارِ خاطِباً، فشمَّرتْ ذيلَ العزمِ عن ساق الْحَزْم، وأتيت بيوت التصنيف مِن أبوابِها، وقمتُ في جامع التأليف بين أئِمَّةِ مِحرابِها، وأطلقتُ لسانَ القلم، في ساحات الْحِكَم، بعبارة صريحة واضحة، وإشارة قريبة لائحة، لَخَّصْتُها مِن كلام الكُبراء الذين رَقَتْ في مَعارجِ عُلوم هذا الشأن أفكارُهُم، وإشارات الألباء الذين أنفقوا على اقتناص شوارده أعمارَهُم، وبذلت الجهد في تفَهُّمِ أقاويل المشار إليهم بالبنان، وممارسة الدواوين المؤلفة في هذا الشان، ومراجعة الشيوخ الذين حازوا قصب السبق في مضماره، ومباحثة الحذاق الذين غاصوا على جواهر الفرائد في بحاره، ولم أتحاش عن الإعادة في الإفادة عند الحاجة إلى البيان، ولا في ضبط الواضح عند علماء هذا الشأن، قصْدَ النفع العامّ والخاصّ، راجياً ثواب ذي الطول والإنعام. فدُونَكَ شرحاً قد أشرقت عليه من شُرفات هذا الجامع أضواءُ نورهِ اللامع، وصدع خطيبه على منبره السامي بالحجج القواطع، القلوب والمسامع أضاءت بهجته فاختفت منه كواكب الدراري، وكيف لا وقد فاض عليه النورُ من: فتح الباري، على أنني أقول كما قال الحافظ أبو بكر البرقاني:
وما لي فيه سوى أنني أراه هوى وافق المقصدا
وأرج الثواب بكتب الصلاة على السيد المصطفى أحمدا
وبالجملة فإنما أنا مِن لوامع أنوارهم مُقتَبِسٌ، ومِن فواضِل فضائِلِهم مُلتمِسٌ، وخدمتُ به الأبوابَ النبوية، والحضرةَ المصطفوية، راجياً أنْ يُتوِّجَنِي بتاجِ القَبُولِ والإقبال، ويُجِيْزَنِي بجائزةِ الرِّضَا في الحال والمآل. وَسَمَّيْتُهُ: إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري، والله أسأل التوفيق والإرشاد، إلى سلوك طُرُق السّداد، وأنْ يُعينني على التكميل، فهو حسبي الله ونعم الوكيل، وهذه مقدمة مشتملة على وسائل المقاصد، يهتدي بها إلى الإرشاد السالك والقاصِد، جامِعةً لِفُصولٍ هي لفروعِ قواعِد هذا الشرح أُصُوْل.
الفصل الأول: في فضيلة أهل الحديث، وشرفهم في القديم والحديث…
آخره:… وختم بقوله: ليجمع من معاني الرجاء والخوف… عن علي رضي الله عنه قال: مَن أحبَّ أنْ يكتالَ بالمكيال الأوفى فليقل آخر مجلسه، أو حين يقوم ( ):{سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} ( ).
هذا آخر الجزء المختوم به الكتاب. وافق الفراغ منه يوم الأحد المبارك، أربع وعشرون، شهر ربيع الأول من شهور سنة ألف مائة وتسع وستون، والحمد لله وحده.
ملاحظات: تاريخ النسخ: 1169 هـ/ 1755م. الوضع العام: خطّ النَّسْخ المضبوط بالحركات أحياناً، والآيات والعناوين والأحاديث مكتوبة باللون بالأحمر، ولوحة بداية المقدمة مذهبة وملونة، وكذلك لوحة بداية الشرح. ولوحة النهاية مذهّبة وملونة، وجميع الصفحات لها إطارات مذهّبة، والغلاف جلد عثماني، وقف الصدر الأعظم محمد راغب پاشا. رقم السي دي: 48416.

بيانات كتاب مخطوطة – إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

العنوان

إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

المؤلف

أحمد بن محمد بن أبي بكر بن عبد الملك بن أحمد بن محمد بن محمد بن حسين بن علي القَسْطَلّانِي، القتيبي، المصري، الشافعي، شهاب الدين، أبو العباس ت 923 هـ/ 1517م

رقم المخطوطة

291

عدد الأوراق

1327

عدد الأسطر

49

تاريخ النسخ

1169 هـ/ 1755م

المقاييس

400 × 243 ـ 300 × 155

أوله

بسم الله الرحمن الرحيم، وبه الإعانة والتوفيق، وصَلَّى اللهُ وَسَلَّم عَلَىْ سَيِّدِنَا محمد وَآلِهِ وصَحْبِهِ، اللهم يسّر يا كريم. يقول أحمد بن محمد الخطيب القسطلاني غفر الله تعالى له آمين: الحمد لله. الذي شرح بمعارف عوارف السنة النبوية صدور أوليائه، وروح بسماع أحاديثها الطيبة أرواح أهل وداده وأصفيائه، فشرح سر سرائرهم في رياض روضة قدسه وثنائه، أحمده على ما وفق من إرشاده، وأسدى من آلائه، وأشكره على فضله المتواتر، الكامل الوافر، وأسأله المزيد من عطائه، وكشف غطائه، وأشهد أن لا إلا الله، وحده لا شريك له، الفرد المنفرد في صمدانيته بعز كبريائه، وأصل مَن انقطع إلى حضرة قُرْبِهِ وولائه، ومدرجه في سلسلة خاصته وأحبائه، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله المرسل بصحيح القول وحسنه، رحمة لأهل أرضه وسمائه، الماحي للمختلق الموضوع بشوارق بوارق لألائه، فأشرقت مشكاة مصابيح الجامع الصحيح من أنوار شريعته وأنبائه، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه وخلفائه.

آخره

… وختم بقوله: <سبحان الله العظيم> ليجمع من معاني الرجاء والخوف… عن علي رضي الله عنه قال: مَن أحبَّ أنْ يكتالَ بالمكيال الأوفى فليقل آخر مجلسه، أو حين يقوم ( ):{سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} ( ).

الوضع العام

خطّ النَّسْخ المضبوط بالحركات أحياناً، والآيات والعناوين والأحاديث مكتوبة باللون بالأحمر، ولوحة بداية المقدمة مذهبة وملونة، وكذلك لوحة بداية الشرح. ولوحة النهاية مذهّبة وملونة، وجميع الصفحات لها إطارات مذهّبة، والغلاف جلد عثماني، وقف الصدر الأعظم محمد راغب پاشا. رقم السي دي: 48416.

شارك مع الأخرین :

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

کتب ذات صلة

للتحمیل اضغط هنا

الرابط المباشر

شارک مع الآخرین :