مخطوطة – الرحلتان الرومية والمصرية، حادي الأظعان النجدية إلى الديار المصرية، ووادي الدموع العندمية بوادي الديار الرومية

عنوان المخطوط: الرحلتان الرومية والمصرية، حادي الأظعان النجدية إلى الديار المصرية، ووادي الدموع العندمية بوادي الديار الرومية ( ).
المؤلف: محمد بن أبي بكر بن داود بن عبد الرحمن بن عبد الخالق بن عبد الرحمن، محب الدين بن تقي الدين، أبو الفضل، العلواني، الحموي، الدمشقي، الحنفي ت 1016هـ/ 1608م ( ).
عدد الأوراق وقياساتها: 148/ ب ـ 194/ ب، الورقة: 207 × 130 ـ 135 × 065، عدد الأسطر: (17).
أوله: فلما كان بتاريخ ذي القعدة سنة ثمانين وتسعمائة (980 هـ/ 1573م)، وَرَدَ الخبرُ بأنَّ الصدقات الكريمة السلطانية أنعمت على الفقير بتبديل قضائه بقضاء القدموس المحمية، فسُررتُ بهذا البدل؛ حيث تضمّن عطف الجوار، وحمدت الله تعالى على قرب الديار، ثم توجّهتُ إلى القاهرة المعمورة، فأتيتها في أواسط الشهر المذكور من السنة المذكورة، ودخلتُها دخولَ مستوحشٍ لفِراق ما كنتُ أعهده في زمن مولانا وولي نعمتِنا: چوي زاده أفندي؛ من الأنس فيها، وتذكّرتُ تلك الليالي الماضية التي لا يرجى عود ماضيها، ثم قصدتُ السلام على قاضي قُضاتِها، وحاكم شرعها؛ بل عين حياتها، وهو إذ ذاك فخر الموالي المعتبرين، وصدر الأفاضل المتبحرين: رمضان أفندي الشهير بناظر زاده، وكنتُ ألِفْتُ تلك الديار منزلاً لمولانا المشار إليه أولاً… ثم أقمت في البلدة المزبورة، إلى تمام السنة المذكورة؛ انتظر قافلةً تُسافر إلى تلك الديار… وتوجّهتُ من القاهرة المحمية في أوائل المحرم الحرام، وأتيت إلى محمية دمياط، وأقمت فيها لانتظار سفر المراكب عشرة أيام… وركبت في سُفن المحبة يُسيّرها هوى الشوق المعطّر بعبير شذاها… فلما كان بتاريخ عشري المحرم الحرام أشرفنا على طرابلس المحمية… فاتفق أن صادفتُ بها فخر الأحباب والأدباء، وقدوة أهل الدخول والنجباء: سيّدي محمد بن الفرا الدمشقي، وكان قد أتى صحبة الوالد من حماة إلى القدموس، وأقام بها من الزمان بُرهةً، وأتى طرابلس المحمية بقصد السير والنزهة، فاستخبرته عن الأحوال… ثم أتيت إلى محمية القدموس في ثالث عشر الشهر المذكور، وعندي من الشوق إلى الوالد والولد ما لا تحويه السطور، فإنه قد طال مني هذا الاغتراب… ثم إني أقمت في القدموس مدّة، وراجعت حماتي بعد أن مضى لي ما يزيد على ثلاث سنين في العدّة، ودخلتها في سنة إحدى وثمانين؛ في غرّة ربيع الثاني… وجمع شملي بأحبابي وأصحابي… وأقمتُ في المحروسة المذكورة بعض أيام، وأنا بفرط الأشواق إلى الأحباب بدمشق الشام… فتوجّهتُ إليها ودخلتها في ثاني عشر ربيع الأول، وقرّت العين برؤية أحبابها… وأوقفتُهم على ما كتبتُهُ من رحلتي صُحبةَ قاضي القُضاة؛ چوي زاده أفندي؛ إلى القاهرة المحمية… سأكتب إن شاء الله تعالى تلك التقاريض مع ما كتبتُه لبعضِها من الجواب في أواخرِ الرِّحلة الرومية إذا آلت إلى التمام؛ ليكونَ ذلك آخر ما يَعِيْهِ السَّمْعُ منها، ويصير ذلك لها حسن الختام، ثم إني أقمتُ في دمشق أدّيتُ فيها واجب الصلة،… فتعيّن عليّ أن أنشئ رحلةً رومية، وأكتب ما يقع فيها من الحوادث اليومية، بحيث تكون كالذيل على تلك الرحلة… رأيتُ أن أسميها باسمٍ مُناسب لمقتضى المقام والحال، وأسِمها بوسمٍ يستدعيه المقال، فسمّيتُها: بـ (وادي الدموع العندمية بوادي الديار الرومية)، فأقول وبالله التوفيق، وأسأله الهداية إلى أقوم طريق: إنه مَن عانى المناصب مترقّياً فيها من مقام إلى مقام…
آخره:… ثم ودّع العبدُ ساداتِهِ الموالي عاملهم الله تعالى بمُضاعف إنعامِهِ ومزيدِ إحسانِهِ، وحيثُ حصل على المحلّ عطف عليه عائداً إلي صِلتهِ ومحلِّ أوطانه، فنسأل الله تعالى الهداية إلى سواء السبيل، وهو حسبنا ونعم الوكيل. هذا وكان العبد لما قدم من المحمية القاهرة، وجمع الله تعالى شمله بأحبابه الموالي بدمشق؛ أسبغ الله عليهم نِعَمَهُ باطنةً وظاهرةً؛ عَرَضَ عليهم رحلتَهُ المِصرية؛ كما تقدّم إلى ذلك إشارة إجمالية، فنثروا إليها مِن غُرَرِ مَدائِحهم البديعة دُرراً، ورقموا عليها وشياً يُفحِم البلغاء ويحيّر الشعرا، وحلّوها من إنشائهم بتقاريض أضحت بها الطروس مُحبّرة، أو سماء بالنجوم زاهرة… فكانت تلك التقاريض لِجِيْدِها قلائد العقيان… وَلَمَّا سَبَقَ مِنّا الوعدُ أنْ نثبت تلك التقاريض في آخر هذه الرحلة إذا أَذِنَ اللهُ بإتمامِها، ونوشّحها بذلك ونجعله مسك ختامها، تعيّن أن نوردها هنا لتكون لها موضع الإكليل، وتكتسي بها حُسن التذييل والتكميل، فمِن ذلك ما كَتَبَهُ… الشيخ إسماعيل بن النابلسي الشافعي، أدام الله إفضاله وبلغه أمانيه وآماله… بِمنِّه وكرمه. قال محمد بن عماد الدين الحنفي حامداً الله تعالى، ومصلياًّ على نبيّه، ومسلّماً، وذلك في أوائل شهر جمادى الأولى سنة إحدى وثمانين وتسعمائة. (981هـ) ومن ذلك ما كتبه مولانا فخر المحققين، وعين المدققين، الشيخ شمس الدين بن المنقار الحنفي، عامله الله بلطفه الخفي…
لله در محب الدين سيدنا أحلّ أعلى المعاني في مغانيها…
ما مال نحو محبٍّ حبّه وبدت تشدو الحمائم في أعلى أغانيها
قال ذلك أفقر الورى محمد بن القاسم بن المنقار الحنفي… وذلك في العشر الأول من جمادى الأولى، سنة إحدى وثمانين وتسعمائة (981 هـ/ 1573 م)… هذا ما كتبته من نوادر الأخبار من مبدأ الأسفار، وأعربت عنه الأحوال على وجه الاختصار… وقد آن للقلم أن يخلع ما اسودّ من بروده، ويرفع رأسه من ركوعه وسجوده. والعبد يسأل من كل واقف على هاتين الرحلتين من السادة الأفاضل، وناظر إليهما من العلماء الكُمّل الأماثل، أن يبسط العذر… وبعد؛ فالعذرُ عند كرام الناس مقبول، ومنهم العفو مأمولٌ ومسؤول. ونسأل الله العناية والتوفيق، والوصول بالهداية إلى أقوم طريق، وأن يكون لنا في الأهل خليفة، وفي السفر خير رفيق، ويجعلنا من خير حزب وفريق، والحمد لله على الدوام، ونسألُهُ كما يَسّرَ لنا حُسن الابتداء أن يرزقنا حُسن الخِتام، وَصلى الله على سيدنا محمد وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين، وحسبنا الله ونعم الوكيل. آمين.
ملاحظات: مواصفاته مطابقة لمواصفات الرَّقْم الْحَمِيْدِيّ: 1474/ 1. وعَليه تملّك أبي بكر بن رستم بن أحمد الشرواني ( ). وقف راغب پاشا. رقم السي دي: 33089.

رمز المنتج: mrgp2386 التصنيفات: , الوسم:
شارك الكتاب مع الآخرين

بيانات الكتاب

العنوان

الرحلتان الرومية والمصرية، حادي الأظعان النجدية إلى الديار المصرية، ووادي الدموع العندمية بوادي الديار الرومية

المؤلف

محمد بن أبي بكر بن داود بن عبد الرحمن بن عبد الخالق بن عبد الرحمن، محب الدين بن تقي الدين، أبو الفضل، العلواني، الحموي، الدمشقي، الحنفي ت 1016هـ/ 1608م

رقم المخطوطة

1474-13

عدد الأسطر

17

عدد الأوراق وقياساتها

148/ ب ـ 194/ ب، الورقة: 207 × 130 ـ 135 × 065

أوله

فلما كان بتاريخ ذي القعدة سنة ثمانين وتسعمائة (980 هـ/ 1573م)، وَرَدَ الخبرُ بأنَّ الصدقات الكريمة السلطانية أنعمت على الفقير بتبديل قضائه بقضاء القدموس المحمية، فسُررتُ بهذا البدل؛ حيث تضمّن عطف الجوار، وحمدت الله تعالى على قرب الديار، ثم توجّهتُ إلى القاهرة المعمورة، فأتيتها في أواسط الشهر المذكور من السنة المذكورة، ودخلتُها دخولَ مستوحشٍ لفِراق ما كنتُ أعهده في زمن مولانا وولي نعمتِنا: چوي زاده أفندي؛ من الأنس فيها، وتذكّرتُ تلك الليالي الماضية التي لا يرجى عود ماضيها، ثم قصدتُ السلام على قاضي قُضاتِها، وحاكم شرعها؛ بل عين حياتها، وهو إذ ذاك فخر الموالي المعتبرين، وصدر الأفاضل المتبحرين: رمضان أفندي الشهير بناظر زاده، وكنتُ ألِفْتُ تلك الديار منزلاً لمولانا المشار إليه أولاً… ثم أقمت في البلدة المزبورة، إلى تمام السنة المذكورة؛ انتظر قافلةً تُسافر إلى تلك الديار… وتوجّهتُ من القاهرة المحمية في أوائل المحرم الحرام، وأتيت إلى محمية دمياط، وأقمت فيها لانتظار سفر المراكب عشرة أيام… وركبت في سُفن المحبة يُسيّرها هوى الشوق المعطّر بعبير شذاها… فلما كان بتاريخ عشري المحرم الحرام أشرفنا على طرابلس المحمية… فاتفق أن صادفتُ بها فخر الأحباب والأدباء، وقدوة أهل الدخول والنجباء: سيّدي محمد بن الفرا الدمشقي، وكان قد أتى صحبة الوالد من حماة إلى القدموس، وأقام بها من الزمان بُرهةً، وأتى طرابلس المحمية بقصد السير والنزهة، فاستخبرته عن الأحوال… ثم أتيت إلى محمية القدموس في ثالث عشر الشهر المذكور، وعندي من الشوق إلى الوالد والولد ما لا تحويه السطور، فإنه قد طال مني هذا الاغتراب… ثم إني أقمت في القدموس مدّة، وراجعت حماتي بعد أن مضى لي ما يزيد على ثلاث سنين في العدّة، ودخلتها في سنة إحدى وثمانين؛ في غرّة ربيع الثاني… وجمع شملي بأحبابي وأصحابي… وأقمتُ في المحروسة المذكورة بعض أيام، وأنا بفرط الأشواق إلى الأحباب بدمشق الشام… فتوجّهتُ إليها ودخلتها في ثاني عشر ربيع الأول، وقرّت العين برؤية أحبابها… وأوقفتُهم على ما كتبتُهُ من رحلتي صُحبةَ قاضي القُضاة؛ چوي زاده أفندي؛ إلى القاهرة المحمية… سأكتب إن شاء الله تعالى تلك التقاريض مع ما كتبتُه لبعضِها من الجواب في أواخرِ الرِّحلة الرومية إذا آلت إلى التمام؛ ليكونَ ذلك آخر ما يَعِيْهِ السَّمْعُ منها، ويصير ذلك لها حسن الختام، ثم إني أقمتُ في دمشق أدّيتُ فيها واجب الصلة،… فتعيّن عليّ أن أنشئ رحلةً رومية، وأكتب ما يقع فيها من الحوادث اليومية، بحيث تكون كالذيل على تلك الرحلة… رأيتُ أن أسميها باسمٍ مُناسب لمقتضى المقام والحال، وأسِمها بوسمٍ يستدعيه المقال، فسمّيتُها: بـ (وادي الدموع العندمية بوادي الديار الرومية)، فأقول وبالله التوفيق، وأسأله الهداية إلى أقوم طريق: إنه مَن عانى المناصب مترقّياً فيها من مقام إلى مقام…

آخره

… ثم ودّع العبدُ ساداتِهِ الموالي عاملهم الله تعالى بمُضاعف إنعامِهِ ومزيدِ إحسانِهِ، وحيثُ حصل على المحلّ عطف عليه عائداً إلي صِلتهِ ومحلِّ أوطانه، فنسأل الله تعالى الهداية إلى سواء السبيل، وهو حسبنا ونعم الوكيل. هذا وكان العبد لما قدم من المحمية القاهرة، وجمع الله تعالى شمله بأحبابه الموالي بدمشق؛ أسبغ الله عليهم نِعَمَهُ باطنةً وظاهرةً؛ عَرَضَ عليهم رحلتَهُ المِصرية؛ كما تقدّم إلى ذلك إشارة إجمالية، فنثروا إليها مِن غُرَرِ مَدائِحهم البديعة دُرراً، ورقموا عليها وشياً يُفحِم البلغاء ويحيّر الشعرا، وحلّوها من إنشائهم بتقاريض أضحت بها الطروس مُحبّرة، أو سماء بالنجوم زاهرة… فكانت تلك التقاريض لِجِيْدِها قلائد العقيان… وَلَمَّا سَبَقَ مِنّا الوعدُ أنْ نثبت تلك التقاريض في آخر هذه الرحلة إذا أَذِنَ اللهُ بإتمامِها، ونوشّحها بذلك ونجعله مسك ختامها، تعيّن أن نوردها هنا لتكون لها موضع الإكليل، وتكتسي بها حُسن التذييل والتكميل، فمِن ذلك ما كَتَبَهُ… الشيخ إسماعيل بن النابلسي الشافعي، أدام الله إفضاله وبلغه أمانيه وآماله… بِمنِّه وكرمه. قال محمد بن عماد الدين الحنفي حامداً الله تعالى، ومصلياًّ على نبيّه، ومسلّماً، وذلك في أوائل شهر جمادى الأولى سنة إحدى وثمانين وتسعمائة. (981هـ) ومن ذلك ما كتبه مولانا فخر المحققين، وعين المدققين، الشيخ شمس الدين بن المنقار الحنفي، عامله الله بلطفه الخفي…

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “مخطوطة – الرحلتان الرومية والمصرية، حادي الأظعان النجدية إلى الديار المصرية، ووادي الدموع العندمية بوادي الديار الرومية”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *