العنوان |
الزاهر في معاني الكلام الذي يستعمله الناس |
---|---|
المؤلف |
محمد بنُ القَاسِمِ بن محمد بنِ بَشَّارِ بن الحسن بن بيان بن سماعة بن فروة بن قطن بن دعامة، ابْنُ الأَنْبَارِيِّ، أَبُو بَكْرٍ، الْبَغْدَادِيّ، أبو بكر ت 328 هـ/ 939 م |
رقم المخطوطة |
1416 |
عدد الأسطر |
19 |
تاريخ النسخ |
سنة1109 هـ/ 1697م |
الناسخ |
الخطاط عبد الباقي شاكر |
عدد الأوراق وقياساتها |
345، الورقة (160 × 242) الكتابة (98 × 190) |
أوله |
بسم الله الرحمن الرحيم، الْحَمْدُ للهِ القديمِ الدائمِ الذي ليس لِقدَمِهِ ابتداء، ولا لديمومته انتهاء. الذي حجَّتِ الألبابَ بدائعُ حِكَمتِهِ، وخصمتِ العقولَ لطائفُ حُجَجِهِ، وقطعت عُذرَ الملحدينَ عجائبُ صُنْعِهِ، وكلَّت الألسُنُ عن تفسير صِفتِهِ، وانحسرت العقولُ عن كُنْهِ معرفته، لا تحويه الأماكنُ، ولا تحدّه لكبريائه الفكر، مُحرّمٌ على نوازعِ ثاقباتِ الفِطَن تحديدُهُ، وعلى عوامقِ الفِطَرِ تكييفُهُ، وعلى غوائصِ سابحاتِ النظر تصويرُهُ. مُمتنعٌ على الأوهام أنْ تكتنهَهُ، وعلى الأفهامِ أنْ تستغرقَهُ. قد يئسَتْ من استنباط الإحاطة به طوامحُ العقولِ، وتراجعت بالصُغر عن السمو إلى قدرته لطائف الخصوم. واحد لا من عَدَدٍ، ودائم لا بأمَدٍ، وقائم لا بعَمَدٍ. صادقٌ لا يكذبُ، وعالمٌ لا يجهلُ، وعَدْلٌ لا يجورُ، وحيٌّ لا يموتُ. ذو بهجةٍ لا تُفْقَدُ، ونورٍ لا يُخمدُ، ومواهبَ لا تنكدُ، وعطايا لا تنفدُ، وعزٍّ لا يَذِلُّ، وأيْدٍ لا يَكِلُّ، ودؤوبٍ لا يملُّ، وحفظٍ لا يضلّ، وصنعٍ لا يكل. الجبارُ الذي خشعت لجبروته الجبابرةُ، والعزيزُ الذي ذَلَّتْ لعزتِهِ الملوكُ الأعِزَّةُ، والعظيمُ الذي خَضَعَتْ له الصِّعابُ في محلِّ تُخومِ قرارِها، وأذعنتْ له رواصِنُ الأسبابِ في منتهى شواهِقِ أقطارها. مستشهداً بكلِّ الأجناس على رُبوبيته، وبعجزها على قُدرته، وبحدوثها على فِطرَتِه، ليس له حدٌّ منسوبٌ، ولا مَثَلٌ مضروبٌ، ولا شي عنه تعالى جَدُّهُ محجوبٌ. فأَلْسُنُ أدلِّتهِ الواضحةُ هاتفةٌ في أسماع عِبادِهِ الواعيةِ، شاهدةٌ أنّه اللهُ الذي لا إلَه إلّا هو، الذي لا مِثْلَ له مُماثِلٌ، ولا عِدْلَ له معادِلٌ، ولا شريكَ له مظاهرٌ، ولا ولدَ له ولا والد. الذي خَلَقَ الخلائقَ بعلمِهِ، فاختارَ منهم صفوتَهُ، فجعلهم أُمناءَ على وَحْيِهِ، وخَزَنَةً على أَمرِهِ، وسفراءَ بينَهُ وبينَ خلقِهِ. وجعلهم دعاةً إلى ما اتّضحت لديهم صِحَّتُهُ، وثبتت في القلوب حُجّتُهُ. وأمدَّهُم بعونِهِ، وأبانَهُم من سائرِ خَلْقِهِ، بما دَلّ به على صِدْقِهِم من الأدلَّةِ، وأيَّدَهم من الحُججِ البالِغَةِ، والآي المُعجزة. واستودَعَهُم في أفضل مُستودَعٍ، وأقرَّهم في خير مُستقرٍّ، تناسَخُهُم مكارمُ الأصلاب إلى مُطهَّرَاتِ الأرحامِ، حتى انتهتْ نُبوَّةُ اللهِ وأَفْضَتْ كرامتُهُ إلى نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آلِهِ الطاهرين. فبعثَهُ بالبرهانِ الواضحِ، والبيانِ اللائحِ، والكتابِ الناطقِ، والشهابِ المتألِّق، على حِين فَتْرةٍ من الرُّسُلِ، وطُموسٍ من السبلِ، ودروسٍ من آثارٍ الأنبياء. والناسُ في عمياء لا يعرفونَ معروفاً فيأتوه، ولا مُنكراً فيجتنبوه. ففضَّله صلى الله عليه وسلم مِن الدرجات بالعُلَى، ومن المراتب بالعُظمى، وحباه من أقسام كرامته بالقِسْمِ الأكرمِ، وخَصَّه من درجات النبوةِ بالحظِ الأجزلِ، ومن الأتباعِ والأصحابِ بالنصيبِ الأوفرِ. فاستنقذ به الأشلاءَ المتفرقَة، وجَمَعَ بهِ الأهواءَ المختلَفة، ودَمَغَ به سلطانَ الجهالة، وأَخْمد به نيرانَ الضلالةِ، حتى آضَ الباطلُ مقموعاً، والجهلُ والعمَى مردوعاً، بشيراً ونذيراً وسراجاً منيراً، يُبشِّر مَن أطاعه بالجنةِ وحُسن ثوابها، ويخوِّفُ مَن عصاهُ بالنارِ وما حُذّر من عقابها… |
آخره |
… وقولهم: اللهم أَوْزِعْنا شُكْرَكَ. قال أبو بكر: معناه: أَلْهِمنا. يقال: أوْزَعْت الرجل بالشيء: إذا أغريته بفِعلِهِ، وأردت منه إتيانه… وقال طرفة ( ): |
الوضع العام |
خطّ النَّسْخ الواضح النفيس المضبوط بالحركات، والعناوين وكلمة قال قوله أقول مكتوبة باللون الأحمر، والصفحة الأولى مُذهّبة وملونة، وكافة الصفحات لها إطارات مُذهّبة، والغلاف جلد عثماني، وقف الصدر الأعظم محمد راغب پاشا. رقم السي دي: 33390. |