مخطوطة – الصبح المنبي عن حيثية المتنبي

عنوان المخطوط: الصبح المنبي عن حيثية المتنبي ( ).
المؤلف: يوسف البديعي، الدمشقي ت 1073 هـ/ 1662م ( ).
عدد الأوراق وقياساتها: 138، الورقة 209 × 137 ـ 160 × 082، عدد الأسطر: (25).
أوله: سبحان الذي زين رياض الفضائل بأزاهر الأدب الغضّ، وفضل بعض عباده باقتناء المآثر على بعض، نحمده على تراكم آلائه، ونشكره على ترادف نعمائه، ونصلي على أفضل مخلوقاته، المرسل رحمة للعباد، وأفصح من نطق بالضاد، واعتَرَفَ بسِحر بلاغته كلُّ من وافق وضادّ. وعلى آله وأصحابه ينابيع الحكم، ومصابيح الظلم. وبعد فيقول المفتقر إلى عفو ربه الغني، يوسف المشهور بالبديعي: لما تشرَّفت الشهباءُ بإنسان عين الكمال، وعين إنسان الإفضال، عَلَم العِلمِ، وطود الحلمِ، الذي ما طلع نجمٌ في سماء العدالة أسعد من سُهيلِ طلعته، ولا سطع كوكبٌ في فلك الإيالة، أرفع من سماك رفعته، الحاوي من الأخلاق أكرمها وألطفها، ومن الأوصاف أفضلها وأشرفها، فلا مكرمة إلا وهو لها حائز، ولا محمدة إلا وهو بها فائز.
ويصدُقُ فيه المدح حتى كأنما يُسبّح مِن صدقِ المقالة شاعرةْ
الماجد الذي فضائله لا تحصى، وفواضله لا تستقصى؛ ومن ذا يقدر على سكر مسيل البحر، وسد طريق القطر؟! فهو البحر الذي يغترف العلماء من تياره، والبدر الذي يقتبس الفضلاء من أنواره. الحسام الماضي، أجلّ موالي الدهر: عبد الرحمن نجل الحسام، حرس الله بوجوده الأدب؛ فإنه حليته وزينته، وصان ببقائه العلم؛ فإنه جنته وصونه، وازدانت منه بمولىً أجمع أهلُ الفضل على توحُّده في الدهر، واتفق أهل العقد والحلّ على تفرُّده بالفخر، وأضحت سدّته المُنيفة كَهْفَ الفضلاء، وحضرته الشريفة مُناخَ آمال الشعراء. أحببت أن أتشرف لخدمته بتأليف كتابٍ، يشتمل على غُرَرِ الآداب، ونتائج الألباب، لم يُنسج فِكْرٌ على منواله، ولم تسمح قريحةٌ بمثاله، ليكون وسيلةً إلى أن أُعَدَّ من جُملة خُدّامه، وأتشرّفَ بتقبيل مواطِئ أقدامه، فينقذني من شَرَكِ الفَقْر، ويستخلصني من مَخالب الدهر، فصدّتني الأيامُ عن وجهتي، وعارضتني بعوائقها عن طلب بُغيتي، وكان ـ مَدَّ اللهُ ظِلَّه، ورَفع إلى أوج مرامه محلّه ـ يلْهجُ بقلائِدِ <ابن الحسين>، وتمييزه على <الطائيين> ولعمري إن ما قاله هو المعوَّل عليه، والمرجع بعد التأمل الصادق إليه. فصمّمت العزم قبل تفويف ذلك التأليف، وترصيف ذلك التصنيف، على جمع مُختصرٍ يحتوي على ذِكْرِ <أبي الطيب المتنبي> وأخباره، ويشتمل على نُبذٍ من قلائد أشعاره. خادماً به جناب ذلك المولى، رزقه الله سعادتَيِّ الآخرة والأولى؛ وإنْ كنتُ في إهدائه إلى عالي حضرته، وسامي سُدّته. كمُستبضعِ التَّمرِ إلى هَجَر، ومُهدي الفصاحة إلى أهل الْوَبَر، وناقِلِ المِسْك إلى التُّركِ، والعُود إلى الهنود، والعَنبر إلى البحر الأخضر، وكَمَنْ ساق إلى البحر نهراً، وأهدى إلى الشمس نوراً، بل كمن أهدى كوز ماء أُجاج، إلى بحر فرات عجاج؛ فإنه الهُمام الذي جمع صفات الكمال، فلا يُبارى، وأحرز قصب السبق في مضمار البلاغة فلا يُجارى، وسميته: بالصبح المنبي عن حيثية المتنبي.
أخبار المتنبي؛ هو أحمد بن الحسين بن عبد الصمد الجعفي الكوفي المُلقب بأبي الطيب، وكان والده الحسين يعرف بعيدان السقا. وكان مولد المتنبي بالكوفة سنة ثلاث وثلاثمائة، وكان شاعراً عظيماً مشهوراً مذكوراً محظوظاً من الملوك والكبراء. قدم الشام في صباه وجال في أقطارها. وكان يكتم نسبه. فسئل عن ذلك، فقال: إني أنزل دائماً على قبائل العرب، وأحب ألا يعرفوني، خيفة أن يكون لهم في قومي ترة…
آخره:… ثم ورد ما قاله حمديّ الرواية، وثعالبي الدراية، صاحبنا الشيخ عبد القادر الحموي، وهو:
بتأليف مولانا البديعيّ يوسف تجدّد ما لابن الحسين من الفضلِ
ومِن قبله والله لم نرَ قاضياً له سطوةُ الضرغام في ورع الشِبلِي
هذا ما اخترناه من التقريضات، ولولا خوف الإطالة لذكرناها جميعاً، فإنه لم يبق فاضل ولا شاعر من أبناء الشهباء، ولا من غيرها المقيمين بها إلا وقد كتب تقريضاً، ومدح به جناب المولى أيده الله تعالى، مساعداً لنا في مدحه، لقصورنا عن شكر ما أسداه لنا، وما يسديه، فلا زالت الأفاضل تحت ظلال جوده قائلة، وألسنة الأقلام على أمد الليالي بالإفصاح من محامده قائلة، ولا برحت قلوب أعاديه من هيبته خافقة، ورايات عدله المنصورة بالشرائع خافقة. وهذا دعاء يشمل كل إنسان، فيجب أن ينطق به كلّ لسان. وقد تم هذا الكتاب يوم الخامس عشر من ذي الحجة الحرام، سنة 1169هـ.
ملاحظات: مخطوطة المؤلف، وفيها تقاريظ أو تقارض العلماء والأدباء، ومنهم الشعراء: موسى رام حمداني (منسوب إلى بلدة رام حمدان في محافظة إدلب السورية) ومحمد التقوى، وعبد القادر الحموي. الناسخ: مخطوطة المؤلف. تاريخ النسخ: 1169هـ/ 1755 م. الوضع العام: خطّ النَّسْخ المضبوط بالحركات، والعناوين مكتوبة باللون الأحمر، والصفحة الأولى مُذهّبة وملونة، وكافة الصفحات لها إطارات مُذهّبة، وتوجد على الهوامش تصحيحات، والغلاف جلد عثماني مذهب وبطانته من ورق الإيبرو الملون. وقف راغب پاشا. رقم السي دي: 53881.

رمز المنتج: mrgp1500 التصنيفات: , الوسم:
شارك الكتاب مع الآخرين

بيانات الكتاب

العنوان

الصبح المنبي عن حيثية المتنبي

المؤلف

يوسف البديعي، الدمشقي ت 1073 هـ/ 1662م

رقم المخطوطة

1169

عدد الأسطر

25

تاريخ النسخ

1169هـ/ 1755 م

الناسخ

مخطوطة المؤلف

عدد الأوراق وقياساتها

138، الورقة 209 × 137 ـ 160 × 082

أوله

سبحان الذي زين رياض الفضائل بأزاهر الأدب الغضّ، وفضل بعض عباده باقتناء المآثر على بعض، نحمده على تراكم آلائه، ونشكره على ترادف نعمائه، ونصلي على أفضل مخلوقاته، المرسل رحمة للعباد، وأفصح من نطق بالضاد، واعتَرَفَ بسِحر بلاغته كلُّ من وافق وضادّ. وعلى آله وأصحابه ينابيع الحكم، ومصابيح الظلم. وبعد فيقول المفتقر إلى عفو ربه الغني، يوسف المشهور بالبديعي: لما تشرَّفت الشهباءُ بإنسان عين الكمال، وعين إنسان الإفضال، عَلَم العِلمِ، وطود الحلمِ، الذي ما طلع نجمٌ في سماء العدالة أسعد من سُهيلِ طلعته، ولا سطع كوكبٌ في فلك الإيالة، أرفع من سماك رفعته، الحاوي من الأخلاق أكرمها وألطفها، ومن الأوصاف أفضلها وأشرفها، فلا مكرمة إلا وهو لها حائز، ولا محمدة إلا وهو بها فائز.

آخره

… ثم ورد ما قاله حمديّ الرواية، وثعالبي الدراية، صاحبنا الشيخ عبد القادر الحموي، وهو:

الوضع العام

خطّ النَّسْخ المضبوط بالحركات، والعناوين مكتوبة باللون الأحمر، والصفحة الأولى مُذهّبة وملونة، وكافة الصفحات لها إطارات مُذهّبة، وتوجد على الهوامش تصحيحات، والغلاف جلد عثماني مذهب وبطانته من ورق الإيبرو الملون. وقف راغب پاشا. رقم السي دي: 53881.

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “مخطوطة – الصبح المنبي عن حيثية المتنبي”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *