العنوان |
الفائق |
---|---|
المؤلف |
مَحْمُوْد بن عمر الزمخشريّ، الْمُعتَزليّ، جار الله، ت 538هـ/ 1144م |
رقم المخطوطة |
1423 |
عدد الأسطر |
23 |
الناسخ |
يوسف بن درويش محمد |
عدد الأوراق وقياساتها |
456، الورقة (147 × 207) الكتابة (79 × 140) |
أوله |
بسم الله الرحمن الرحيم، ربّ سهّل. الْحَمْدُ للهِ الَّذِي فَتَق لسانَ الذَّبيح؛ بالعربية البينة والخِطَاب الفصيح، وتولّاه بأَثرَةِ التقدم في النطقِ باللغة التي هي أفصح اللغات، وجعله أبا عُذر التصدّي للبلاغة التي هي أتمُّ البلاغات، واستَّل من سُلَالته عَدْنان وأبناءَه، واشتّق من دَوْحته قَحْطان وأحْيَاءه، وقسم لكلٍّ مِن هؤلاء من لبَيَان قِسْطاً، وضرب له من الإبداع سَهْماً، وأفرزَ له من الإعراب كِفْلاً، فلم يُخِلّ شُعْباً من شعوبهم، ولا قبيلةً من قبائلهم، ولا عِمَارةً من عمائرهم، ولا بَطْناً من بطونهم، ولا فَخِذْاً من أفخاذهم، ولا فصيلةً من فصائلهم؛ من شعراء مُفْلِقين، وخطباء مَصاَقِع يرمون في حدَقِ البيان عند هدْر الشقاشق، ويصيبون الأغراض بالكَلِم الرواشق، ويتنافثون من السِّحر في مناظم قريضهم، ورَجَزهم وقصيدِهم وَمُقطَّعاتهم وخَطبهم ومقاماتهم، وما يتصرفون عليه فيها من الكناية والتعريض، والاستعارة والتمثيل، وأصناف البديِع، وضُروب المجاز، والافتنان في الإشباع والإيجاز، ما لَوْ عثَر عليه السَّحَرَةُ في زمن موسى عليه الصلاة والسلام والمُؤَخِّذون، واطَّلع طِلْعه أولئك المُشعوذون؛ لقعدوا مَغْمورين مَقْهورين، ولبقُوا مبهوتين مبهورين، ولاسْتكانوا وأذعنوا، وأسهبوا في الاستعجاب وأمعنُوا، ولعلموا أنّ نفثاتِ العرب بألسنتها أحقُّ بالتسمية بالسّحْر، وأنَّهم في ضَحْضَاح منه وهؤلاء لجَّجُوا في البحر. ثم إن هذا البيان العربي كأن الله عزَّتْ قدرته مَخَضه، وألقى زُبْدته على لسان محمد عليه أفضل صلاة وأوفر سلام، فما من خطيب يقاومه إلا نكَص متفكك الرِّجل، وما من مصقعٍ يُناهزه إلا رجع فارغ السَّجْل، وما قُرِن بمنطقه مِنْطِقٌ إلا كان كالبِرذَون مع الحصان المُطَهَّم، ولا وقع من كلامه شيءٌ في كلام الناس إلا أشبه الوَضح في نُقْبة الأدْهم… |
آخره |
الْيَاء مَعَ الْهَاء. النَّبِي صلى الله عليه وسلم كَانَ يتعوَّذ من الأيهمين. هما السَّيْل والحريق لأَنَّهُ لا يُهتدى لدفعهما من الفلاة اليَهماء، وَهِي الَّتِي لا يُهتدى فِيهَا لأَنَّهُ لا أثر يسْتَدلّ بِهِ، وَقَالَ ابْن الأَعرَابِي: رجل أَيهمْ: أعمى، وَامْرَأَة يهماء، وَمِنْه قَالُوا: أَرض يهماء، وَيُقَال للجبل الَّذِي لا يُرتقى: أَيهمْ. وَقيل: أيهم: الْجُنُون، وَمِنْه الأَيْهَم: الْفَحْل المغتلم. قد انتهى لي ما استوهب الله فيه فضل المعونة، واستمددت منه مزيد التوفيق من إتمام كتاب الفايق، وهو كتاب جليل… وتهيّأ انتهاؤه في أوائل شهر ربيع الآخر الواقع في سنة عشر وخمسمائة… وقد شافهت في هذا العام الوقت المعزوم عليه من أداء حج الإسلام ومجاورة بيت الله الحرام… وأحمد الله عزّ وجلّ على ما أولى من منحه وأفاض من نِعمه، وأصلي على محمد سيد الأولين والآخرين، وآله الطاهرين، وأصحابه والتابعين، وتابعي التابعين، والخلفاء المهديين، والمشايخ الراشدين، والعلماء العاملين لهم بإحسان إلى يوم الدين. |
الوضع العام |
خطّ النَّسْخ المضبوط بالحركات، والعناوين والفواصل ورؤوس المواد اللغوية مكتوبة باللون الأحمر، وكافة الصفحات لها إطارات باللون الأحمر، وتوجد على الهوامش تصحيحات وتعليقات وعناوين جانبية، والغلاف جلد عثماني، وعَليه تملّك يس الخطيب في جامع حضرة الشيخ شهاب الدين عمر السهروردي، وتملّك نعمان بالخاتم، وقف الصدر الأعظم محمد راغب پاشا. رقم السي دي: 54186. |