العنوان |
المحاضرات والمحاورات |
---|---|
المؤلف |
عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، جلال الدين ت911هـ/ 1505م |
رقم المخطوطة |
1205 |
عدد الأسطر |
19 |
عدد الأوراق وقياساتها |
222، الورقة 238 × 140 ـ 169 × 071 |
أوله |
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وسلام على عباده الذين اصطفى، هذا مجموع حسن، انتخبت فيه ما رقّ وراق من ثمار الأوراق، والتقطت فيه من دُرر الكتب الجواهر، ومن شجر الحدائق الأزاهر، مما يصلح لمحاضرة الجليس، ومشاهدة الأنيس، وسميته: المحاضرات والمحاورات، والله المستعان وعليه التكلان. |
آخره |
… في تاريخ المدينة الشريفة للحافظ جمال الدين المطري ( ): وصل السلطان الملك العادل: نور الدين محمود بن زنكي ( ) سنة سبع وخمسين وخمسمائة، إلى المدينة الشريفة، بسبب رؤيا رآها، ذكرها بعض الناس، وسمعتها من الفقيه علم الدين يعقوب بن أبي بكر المحترق أبوه، ليلة حريق المسجد، عمّن حدثه عن أكابر مَن أدرك؛ أن السلطان محمود المذكور، رأى النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات في ليلة واحدة، وهو يقول له في كل واحدة منها: يا محمود، أنقذني من هذين لِشخصين أشقرين تجاهه، فاستحضر وزيره قبل الصبح، فذكر ذلك له، فقال له: هذا أمر حدث في مدينة النبي صلى الله عليه وسلم، وليس له غيرك، فتجهز وخرج على عجل، بمقدار ألف راحلة، وما يتبعها من خيل وغير ذلك، حتى دخل المدينة على حين غفلة من أهلها، والوزير معه، فزار وجلس في المسجد، لا يدري ما يصنع، فقال له الوزير: أتعرف الشخصين إذا رأيتهما؟ قال: نعم. فطلب الناس عامة للصدقة، وفرق عليهم ذهباً كثيراً وفضة، وقال: لا يبقينّ أحدٌ بالمدينة إلا جاء، فلم يبق إلا رجلان مجاوران من أهل الأندلس نازلان في الناحية التي تلي قبلة حُجرة النبي صلى الله عليه وسلم، من خارج المسجد، فطلبهما للصدقة، فامتنعا، وقالا: نحن على كفاية، فجدّ في طلبهما، فجيء بهما، فلما رآهما، قال للوزير: هما هذان، فسألهما عن حالهما وما جاء بهما، فقالا: لمجاورة النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: أصدقاني، وتكرر السؤال، حتى أفضى إلى معاقبتهما، فأقرا أنهما من النصارى، وأنهما وصلا لكي ينقلا مَنْ في هذه الحُجرة الشريفة المُقدَّسة، باتفاق من ملوكهم، ووجدهما قد حفرا نقباً تحت الأرض من تحت حائط المسجد القبلي، وهما قاصدان إلى جهة الحجرة الشريفة، ويجعلان التراب في بئر عندهما في البيت الذي هما فيه، فضرب أعناقهما، ثم أُحْرِقَا بالنار. وركب متوجهاً إلى الشام. |