Search
Search

مخطوطة – المفصل في علم العربية

نبذة عن كتاب مخطوطة – المفصل في علم العربية

عنوان المخطوط: المفصل في علم العربية ( ).
المؤلف: مَحْمُوْد بن عمر الزمخشريّ، الْمُعتَزليّ، جار الله، ت 538هـ/ 1144م ( ).
عدد الأوراق وقياساتها: 102، الورقة: 234 × 175 ـ 160 × 107، عدد الأسطر: (13).
أوله: بسم الله الرحمن الرحيم، اللهَ أحمَدُ على أن جعلني من علماءِ العربية، وجبلني على الغضب للعرب والعصبية، وأبى لي أن أنفرد عن صميم أنصارهم، وأمتاز، وأنضوي إلى لفيف الشعوبية وانحاز، وعصمني من مذهبهم الذي لم يُجْدِ عليهم إلا الرشق بألسِنَةِ اللاعنين، والمشق بأسنة الطاعنين، وإلى أفضل السابقين والمصلين أوجه أفضل صلوات المصلين، محمد المحفوف من بني عدنان بجماجمها وأرحائها، النازل من قريش في سُرَّةِ بطحائها، المبعوث إلى الأسود والاحمر، بالكتاب العربي المنور، ولآله الطيبين أدعو الله بالرضوان، وأدعوه على أهل الشقاق لهم والعدوان، ولعل الذين يغُضُّونَ من العربية ويضعون من مقدارها، ويريدون أن يخفضوا ما رفع الله من منارها، حيث لم يجعل خِيْرَةَ رُسُله وخير كُتُبه في عَجَمِ خلْقِهْ، ولكن في عَرَبِهِ لا يَبْعُدُون عن الشعوبية منابذةً للحق الأبلج، وزَيغاً عن سواءِ المَنْهَج، والذي يُقضَى منه العجبُ حالُ هؤلاء في قِلَّةِ إنصافِهم، وفرْط جوْرِهِم واعتسافهم، وذلك أنهم لا يجدون عِلماً من العلوم الإسلامية فِقْهِها وكلامِها وعِلمي تفسيرِها وأخبارِها إلّا وافتقارُهُ إلى العربية بَيِّنٌ لا يُدفع، ومكشوف لا يتقنّع، ويرون الكلام في معظم أبواب أصول الفقه ومسائلها مبنياًّ على علم الإعراب، والتفاسير مشحونة بالروايات عن سيبوبه والأخفش والكسائي والفراء، وغيرهم من النحويين البصريين والكوفيين، والاستظهار في مآخذ النصوص بأقاويلهم، والتشبث بأهداب فسْرهم وتأويلهم، وبهذا اللسان مناقلتُهم في العلم ومحاورتُهم وتدريسُهم ومناظرتُهم، وبه تَقْطُرُ في القراطيس أقلامُهم، وبه تَسْطُرُ الصُّكوكَ والسجلات حُكَّامُهم، فهم ملتبسون بالعربية أيَّةً سلكوا غير منفكين منها أيْنَما وَجَّهوا كُلّ عليها حيثما سَيَّروا.
ثمّ إنّهم في تضاعيف ذلك يجحدون فضلها وتعليمها، ويدفعون خَصْلَها، ويذهبون عن توقيرها وتعظيمها، وينهون عن تعلُّمِها وتعليمها، ويُمزِّقونَ أديمَها، ويمضغون لحمها، فهُم في ذلك على المثل السائر: الشعير يؤكلُ ويُذَمُّ، ويَدَّعونَ الاستغناءَ عنها، وإنَّهم ليسوا في شِقٍّ منها، فإنْ صحَّ ذلك فما بالهم لا يُطلِّقون اللغة رأساً والإعراب، ولا يقطعون بينهما وبينهم الأسباب، فيطمِسُوا من تفسير القرآن آثارَهما، وينفضوا من أصول الفقه غبارهما، ولا يتكلموا في الاستثناء؛ فإنه نحو، وفي الفرق بين المعرّف والمنكّر فإنه نحو، وفي التعريفين: تعريف الجنس؛ وتعريف العهد؛ فإنهما نحو، وفي الحروف: كالواو والفاء وثم ولام الملك ومن التبعيض ونظائرها، وفي الحذف والإضمار، وفي أبواب الاختصار والتكرار، وفي التطليق بالمصدر واسم الفاعل، وفي الفرق بين أنّ وإنّ وإذا ومتى وكلما وأشباهها؛ مما يطول ذكره، فإن ذلك كله من النحو، وهلّا سفَّهوا رأيَ محمد بن الحسن الشيباني رحمه الله فيما أودع كتابَ الإيمان؟ وما لهم لم يتراطنوا في مجالس التدريس، وحَلَقِ المُناظرة، ثم نظروا هل تركوا للعلم جمالاً وأُبَّهة؟ وهل أصبحتِ الخاصّةُ بالعامَّة مُشبَّهة؟ وهل انقلبوا هُزْأَةً للساخرين، وضُحكةً للناظرين؟ هذا وإن الإعرابَ أجدى من تفاريق العصى، وآثاره الحسنة عديدُ الحصى، ومَن لم يتَّقِ الله فى تنزيله؛ فاجترأ على تعاطي تأويلهِ؛ وهو غير مُعرب؛ رَكِبَ عمياءَ، وخَبَطَ خَبْطَ عشواء، وقال ما هو تقوُّلٌ وافتراءٌ وهُراء، وكلام الله منه براء، وهو المرقاة المنصوبة إلى عِلم البيان، المطلع على نُكَتِ نَظْمِ القرآن الكافل بإبراز محاسنه، الموكل بإثارة معادنه، فالصادُّ عنه كالسادِّ لطُرُقِ الخيرِ كيلا تُسلك، والمُريد بموارده أنْ تُعافَ وتُترَك، ولقد ندبني ما بالمسلمين من الإرَبِ إلى معرفة كلام العربِ، وما بي من الشفقة والحَدَب على أشياعي من حَفَدَةِ الأدب؛ لإنشاء كتابٍ في الإعراب؛ مُحيطٍ بكافَّةِ الأبواب، مُرتَّبٍ ترتيباً يبلُغُ بهم الأمَدَ البعيد بأقرب السعي، ويملأ سِجَالَهم بأهْوَنِ السَّقي، فأنشأتُ هذا الكتاب المترجم: بكتاب المُفصَّل في صنعة الإعراب، مقسوماً أربعةَ أقسامِ: القسم الأول في الأسماء. القسم الثاني في الأفعال. القسم الثالث في الحروف. القسم الرابع في المشترك من أحوالها. وصنَّفتُ كُلّاً من هذه الأقسام تصنيفاً، وفصَّلت كلَّ صِنفٍ منها تفصيلاً، حتى رجع كلُّ شيءٍ إلى نِصابِهِ، واستقرَّ في مركزه…
آخره:… هذا فصل: وقد عدلوا في بعض ملاقي المثلين أو المتقاربين لإعواز الإدغام إلى الحذف، فقالوا في ظلِلت ومسِست وأحسست: ظَلتُ ومَستُ وأحست قال:
أَحَسْنَ بِهِ، فهُنَّ إليه شُوْسُ ( ).
وقول بعض العرب استَخَذَ: فلانٌ أرضاً، لسيبويهِ فيه مذهبان: أحدهما أن يكون أصله استَتْخَذَ، فتُحذف التاء الثانية. والثاني أن يكون اتخذ، فتبدل السين مكان التاء الأولى. ومنه قولهم: يسطيع؛ بحذف التاء، وقولهم: يستيع، إن شئت قلت: حذفت الطاء، وتركت تاء الاستفعال، وإن شئت قلت: حذفت التاء المزيدة وأبدلت التاء مكان الطاء. وقالوا: بَلْعَنْبَرٍ وبَلْعَجْلانِ في: بني العنبر، وبني العجلان، وعَلْمَاءِ بنو فلانٍ. أي: على الماء. قال ( ):
غداة طفتْ عَلماءِ بكرُ بنُ وائلٍ وعاجت صدور الخيل شطر تميم
وإذا كانوا ممن يحذفون مع إمكان الإدغام في يتسع ويتقي، فهُم مع عدمِ إمكانِهِ أحذَفُ. تم.
ملاحظات: مخطوطة خزائنية قديمة مقروءة على العلماء، وعليها حاشية من أولها إلى آخرها بخط محمد بن قطب الدين التوقاتي في شهر شعبان سنة تسع وخمسين وسبعمائة.
مكتوب في آخرها: قرئ المفصَل على عليّ النعماني من أوله إلى آخره؛ وتم في أوائل شهر شعبان في يوم السبت، سنة تسع وخمسين وسبعمائة (759/ 1358م). وثانياً على مولانا حسام الملة والقارئ الضعيف: عبد الله القوي، وأحوجهم إلى لطفه العلي: محرم بن خليل القريمي، أنجح الله آماله.
فرغ من حاشية المفصل العبد الضعيف محمد بن قطب الدين التوقادي في شهر شعبان لسنة تسع وخمسين وسبعمائة (759).
ثم قرئ على عبد الرحمن الجامي من الأول إلى الآخر.
يوجد في أولها فهرست في صفحة واحدة. وتوجد في أولها صفحتان من الفوائد، وفي آخرها ثلاث صفحات من الفوائد المتنوعة. الوضع العام: خطّ الثلث المضبوط بالحركات، والعناوين والفواصل مكتوبة باللون الأحمر، وتوجد على الهوامش وبين السطور حاشية كاملة، والغلاف جلد عثماني مغلف بالقماش الأخضر. وعَليه تملّك پر علي بن مصطفى، وتملّك منلا أحمد بن علي طوقلي، سنة 1162 هـ/ 1749 م. وقف راغب پاشا. رقم السي دي: 54131.

بيانات كتاب مخطوطة – المفصل في علم العربية

العنوان

المفصل في علم العربية

المؤلف

مَحْمُوْد بن عمر الزمخشريّ، الْمُعتَزليّ، جار الله، ت 538هـ/ 1144م

رقم المخطوطة

1386

عدد الأسطر

13

عدد الأوراق وقياساتها

102، الورقة: 234 × 175 ـ 160 × 107

أوله

بسم الله الرحمن الرحيم، اللهَ أحمَدُ على أن جعلني من علماءِ العربية، وجبلني على الغضب للعرب والعصبية، وأبى لي أن أنفرد عن صميم أنصارهم، وأمتاز، وأنضوي إلى لفيف الشعوبية وانحاز، وعصمني من مذهبهم الذي لم يُجْدِ عليهم إلا الرشق بألسِنَةِ اللاعنين، والمشق بأسنة الطاعنين، وإلى أفضل السابقين والمصلين أوجه أفضل صلوات المصلين، محمد المحفوف من بني عدنان بجماجمها وأرحائها، النازل من قريش في سُرَّةِ بطحائها، المبعوث إلى الأسود والاحمر، بالكتاب العربي المنور، ولآله الطيبين أدعو الله بالرضوان، وأدعوه على أهل الشقاق لهم والعدوان، ولعل الذين يغُضُّونَ من العربية ويضعون من مقدارها، ويريدون أن يخفضوا ما رفع الله من منارها، حيث لم يجعل خِيْرَةَ رُسُله وخير كُتُبه في عَجَمِ خلْقِهْ، ولكن في عَرَبِهِ لا يَبْعُدُون عن الشعوبية منابذةً للحق الأبلج، وزَيغاً عن سواءِ المَنْهَج، والذي يُقضَى منه العجبُ حالُ هؤلاء في قِلَّةِ إنصافِهم، وفرْط جوْرِهِم واعتسافهم، وذلك أنهم لا يجدون عِلماً من العلوم الإسلامية فِقْهِها وكلامِها وعِلمي تفسيرِها وأخبارِها إلّا وافتقارُهُ إلى العربية بَيِّنٌ لا يُدفع، ومكشوف لا يتقنّع، ويرون الكلام في معظم أبواب أصول الفقه ومسائلها مبنياًّ على علم الإعراب، والتفاسير مشحونة بالروايات عن سيبوبه والأخفش والكسائي والفراء، وغيرهم من النحويين البصريين والكوفيين، والاستظهار في مآخذ النصوص بأقاويلهم، والتشبث بأهداب فسْرهم وتأويلهم، وبهذا اللسان مناقلتُهم في العلم ومحاورتُهم وتدريسُهم ومناظرتُهم، وبه تَقْطُرُ في القراطيس أقلامُهم، وبه تَسْطُرُ الصُّكوكَ والسجلات حُكَّامُهم، فهم ملتبسون بالعربية أيَّةً سلكوا غير منفكين منها أيْنَما وَجَّهوا كُلّ عليها حيثما سَيَّروا.

آخره

… هذا فصل: وقد عدلوا في بعض ملاقي المثلين أو المتقاربين لإعواز الإدغام إلى الحذف، فقالوا في ظلِلت ومسِست وأحسست: ظَلتُ ومَستُ وأحست قال:

الوضع العام

خطّ الثلث المضبوط بالحركات، والعناوين والفواصل مكتوبة باللون الأحمر، وتوجد على الهوامش وبين السطور حاشية كاملة، والغلاف جلد عثماني مغلف بالقماش الأخضر. وعَليه تملّك پر علي بن مصطفى، وتملّك منلا أحمد بن علي طوقلي، سنة 1162 هـ/ 1749 م. وقف راغب پاشا. رقم السي دي: 54131.

شارك مع الأخرین :

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

کتب ذات صلة

للتحمیل اضغط هنا

الرابط المباشر

شارک مع الآخرین :