العنوان |
المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج (ج: 1). |
---|---|
المؤلف |
يحيى بن شرف النووي، الشافعي، ت 677 هـ/ 1278م، أو بعدها بسنة |
رقم المخطوطة |
308 |
عدد الأوراق |
316 |
عدد الأسطر |
31 |
المقاييس |
322 × 220 ـ 218 × 128 |
أوله |
بسم الله الرحمن الرحيم ( ). الْحَمْدُ لِلهِ الْبَرِّ الْجَوَادِ، الَّذِي جَلَّتْ نِعَمُهُ عَن الإِحْصَاءِ بِالأَعْدَادِ، خالِقُ اللُّطْفِ وَالإِرْشَادِ، الْهَادِي إلى سَبِيلِ الرَّشَادِ، الْمُوَفِّقُ بِكَرَمِهِ لِطُرُقِ السّدادِ، المَانُّ بالاعتِنَاءِ بِسُنَّةِ حَبِيْبِهِ وَخَلِيْلِهِ وَعَبْدِهِ وَرَسُوْلِهِ صَلواتُ اللهِ وسَلامُهُ عَلَيْهِ وَعَلى مَنْ لَطَفَ بِهِ مِن الْعِبَادِ، الْمُخَصِّصُ هذِهِ الأُمَّة زَادَها شَرَفاً بِعِلْمِ الإِسْنَادِ الذِي لَمْ يشْركِهَا فِيْهِ أحَدٌ مِن الأُمَمِ عَلَى تَكْرَارِ الْعُصُوْرِ وَالآبَادِ، الذي نَصبَ لِحفْظِ هذِهِ السُّنَّةِ المُكرَّمَةِ الشَّرِيْفَةِ خَوَاصَّ مِن الحُفَّاظِ والنُّقَادِ، وجَعَلَهُمْ ذَابِيْنَ عَنْهَا في جَمِيْعِ الأزْمَانِ والبِلادِ، باذِلِيْنَ وسْعَهُم في تَبْيِيْنِ الصّحةِ مِن طُرُقِهَا والفَسَادِ؛ خَوْفاً مِن الانتِقَاصِ مِنْهَا والازدِيَادِ، وحِفْظاً لَهَا علَى الأُمَّة زَادَها اللهُ شَرَفاً إلى يَوْمِ التَّنَادِ… ولايَزَالُ على الْقِيَامِ بِذلِكَ بِحَمْدِ اللهِ وَلُطْفِهِ جَمَاعَاتٌ فِي الأَعْصَارِ كُلِّهَا إلى انْقِضاءِ الدُّنْيَا وإِقْبَالِ الْمَعَاد… وَأَحْمدُهُ أبْلَغَ حَمْدٍ عَلى نِعَمِهِ خُصُوصاً عَلى نِعْمَةِ الإِسْلام… وبِكَوْنِ أَصْحَابِهِ رَضِي اللهُ عَنْهُم خَيْر القُرُوْنِ الكَائِنِيْن، وَبأنَّهُم كُلُّهُمْ مَقْطُوْعٌ بِعَدَالَتِهِم عِنْدَ مَنْ يُعْتَدُّ بِهِ مِن عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِيْن، وَبِجَعْلِ إِجْمَاع أُمَّتِهِ حُجَّةً مَقْطُوْعاً بِها كَالْكِتَابِ الْمُبِيْن، وَأقوَالِ صَحَابَتِهِ الْمُنْتَشِرَةِ مِنْ غَيْرِ مُخَالَفَةٍ كَذَلِكَ عِنْدَ الْعُلَمِاءِ الْمُحَقِقِيْن… والاجتهادِ فِي تَبْيِيْنِهَا لِلْمُسْتَرْشِدِيْن… والمُبَالَغَةِ فِي الذَّبِ عَن مِنهاجِهِ بواضِحِ الأَدِلَّةِ، وَقَمْعِ الْمُلْحِدِيْن وَالْمُبْتَدِعَيْن… وَأَشْهَدُ أَنْ لا إلَهَ إلّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيْكَ لَهُ إِقْراراً بِوِحْدَانِيَّتِهِ، واعْتِرَافاً بِمَا يَجِبُ عَلى الْخَلْقِ كَافَّةً مِن الإِذْعَانِ لِرُبُوْبِيَّتِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ محمداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، الْمُصْطَفَى مِنْ بَرِيَّتِهِ، والمخصوص بِشُمُوْلِ رِسَالَتِهِ وتَفْضِيْلِ أُمَّتِهِ صَلَوَاتُ اللهِ وسَلامُهُ عَلَيْهِ وَعَلى آلِهِ وَأصْحَابِهِ وَعِتْرَتِهِ. |
آخره |
… قال المازريّ: اختُلِفَ في الْمُتْعَةِ التي نهى عنها عُمَرُ (رضي الله عنه) في الحَجِّ، فقِيل: هي فَسْخُ الْحَجِّ إلى العُمرة. وقِيل: هي العُمرة في أشهُرِ الحجِّ ثُمَّ الحَجّ مِن عامِهِ؛ وعلى هذا إنَّمَا ينْهَى عنها ترغيباً في الإفراد الذي هو أفضلُ؛ لا أنّهُ يعتقدُ بُطلانَها أوْ تَحريْمَها. وقال القاضي عِياض: ظاهِرُ حديثِ جابِرٍ وعمرانَ وأبي مُوسى: أنَّ المُتْعَةَ التي اختلفوا فيها إنَّما هِي فَسْخُ الْحَجِّ إلى العُمْرَةِ. قال: ولِهذا كانَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَضْرِبُ الناسَ عَلَيْهَا، ولا يَضْرِبُهم على مُجَرَّدِ التَّمَتُّعِ في أَشْهُرِ الْحَجِّ، وإنَّما ضَرَبَهُم عَلى ما اعْتَقَدَهُ هُوَ وسَائِرُ الصَّحابَةِ: أنَّ فَسْخَ الْحَجِّ إلى العُمْرَةِ كانَ مَخْصُوْصاً في تِلْكَ السَّنَةِ لِلْحِكْمَةِ التِي قَدَّمْنَا ذِكْرَهَا. قال ابنُ عَبدِ الْبرِّ: لا خِلافَ بينَ العُلماءِ أنَّ التَّمَتُّعَ الْمُرادَ بقولِ اللهِ تعالى: {فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ} ( ). هو الاعتمارُ في أشْهُرِ الحَجِّ قَبْلَ الحَجِّ. قال: وَمِنَ التَّمَتُّعَِ أيضاً: القِرَانُ لأنّهُ تَمَتُّعٌ بِسُقُوطِ سَفَرِهِ لِلنُّسْكِ الآخر مِن بَلَدِهِ. قال: ومِنَ التَّمَتُّعِ أيضاً: فَسْخُ الحَجِّ إلى العُمْرَةِ. هذا كلامُ القاضي. قُلْتُ: والمُختارُ أنَّ عُمَرَ وعُثمانَ وغَيرَهُما إنَّمَا نَهَوْا عَن الْمُتْعَةِ التي هي اِعْتِمَارٌ في أشْهُرِ الْحَجِّ ثمَّ الحجّ مِن عامِهِ، ومُرادُهم نَهْيٌ أوَّلُوهُ لِلترغيبِ في الإفْرَادِ؛ لكونِهِ أفضل، وقد انعَقَدَ الإجماعُ بعد هذا على جوازِ الإفْرَادِ، والتَّمَتُّعِ والقِرَانِ مِن غيرِ كَرَاهَةٍ. وإنَّما اختلفُوا في الأَفْضَل مِنْهَا، وقد سَبَقَتْ هذهِ المَسْألةُ في أوَائِلِ هذا البابِ مُسْتوفاةً. واللهُ أعلَمُ. وأمَّا قولُهُ: في مُتْعَةِ النِّكَاحِ؛ وهي نِكَاحُ المَرأةِ إلى أجَلٍ، فَكَانَ مُباحاً، ثُمَّ نُسِخَ يَوْمَ خَيْبَر، ثُمَّ أُبِيْحَ يَوْمَ الْفَتْحِ، ثُمَّ نُسِخَ فِي أيامِ الفَتْحِ، واستَمَرَّ تَحْرِيْمُهُ إلى الآن. وإلى يَوْمِ القِيَامَةِ ( )، وقَدْ كانَ فِيْهِ خِلافٌ فِي الْعَصْرِ الأوَّلِ ثُمَّ ارْتَفَعَ، وَأَجْمَعُوْا عَلَىْ تَحْرِيْمِهِ، وَسَيَأْتِيْ بَسْطُ أَحْكَامِهِ فِي كِتَابِ النِّكَاحِ، إنْ شَاءَ اللهُ تعالى. |
الوضع العام |
خطّ التعليق الواضح المضبوط أحياناً، والعناوين مكتوبة باللون الأحمر، والصفحة الأولى مُذهّبة وملونة، وكافة الصفحات لها إطارات باللون الأحمر، وتوجد على الهوامش تصحيحات وتعليقات، والغلاف جلد عثماني، وقف الصدر الأعظم محمد راغب پاشا. رقم السي دي: 48856. |