مخطوطة – الهداية في شرح البداية (ج: 1).

عنوان المخطوط: الهداية في شرح البداية ( ). (ج: 1).
المؤلف: علي بن أبي بكر المَرْغِيناني، صاحب <الهداية> ت 593 هـ/ 1197م ( ).
عدد الأوراق وقياساتها: 420، الورقة: 218 × 209 ـ 162 × 074، عدد الأسطر: (27).
أوله: بسم الله الرحمن الرحيم. الْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي أَعْلَى مَعَالِمَ الْعِلْمِ وَأَعْلامَهُ، وَأَظْهَرَ شَعَائِرَ الشَّرْعِ وَأَحْكَامَهُ، وَبَعَثَ رُسُلاً وَأَنْبِيَاءَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ؛ إلى سُبُلِ الْحَقِّ هَادِينَ، وَأَخْلَفَهُمْ عُلَمَاءَ إلى سُنَنِ سُنَنِهِمْ دَاعِينَ، يَسْلُكُونَ فِيمَا لَمْ يُؤْثَرْ عَنْهُمْ مَسْلَكَ الاجْتِهَادِ، مُسْتَرْشِدِينَ مِنْهُ فِي ذَلِكَ وَهُوَ وَلِيُّ الإِرْشَادِ، وَخَصَّ أَوَائِلَ الْمُسْتَنْبِطِينَ بِالتَّوْفِيقِ؛ حَتَّى وَضَعُوا مَسَائِلَ مِنْ كُلِّ جَلِيٍّ وَدَقِيقٍ، غَيْرَ أَنَّ الْحَوَادِثَ مُتَعَاقِبَةُ الْوُقُوعِ، وَالنَّوَازِلُ يَضِيقُ عَنْهَا نِطَاقُ الْمَوْضُوعِ، وَاقْتِنَاصُ الشَّوَارِدِ بِالاقْتِبَاسِ مِنْ الْمَوَارِدِ، وَالاعْتِبَارُ بِالأَمْثَالِ مِنْ صَنْعَةِ الرِّجَالِ، وَبِالْوُقُوفِ عَلَى الْمَآخِذِ يُعَضُّ عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ. وَقَدْ جَرَى عَلَيَّ الْوَعْدُ فِي: مَبْدَإِ بِدَايَةِ الْمُبْتَدِي أَنْ أَشْرَحَهَا؛ بِتَوْفِيقِ اللهِ تعالى؛ شَرْحاً أَرْسُمُهُ: بِكِفَايَةِ الْمُنْتَهِي، فَشَرَعْت فِيهِ؛ وَالْوَعْدُ يَسوّغُ بَعْضَ الْمَسَاغِ، وَحِينَ أَكَادُ أَتَّكِئُ عَنْهُ اتِّكَاءَ الْفَرَاغِ، تَبَيَّنْتُ فِيهِ نُبَذاً مِنْ الإِطْنَابِ؛ وَخَشِيتُ أَنْ يُهْجَرَ لأَجْلِهِ الْكِتَابُ، فَصَرَفْتُ الْعِنَانَ وَالْعِنَايَةَ إلى شَرْحٍ آخَرَ مَوْسُومٍ: بِالْهِدَايَةِ، أَجْمَعُ فِيهِ؛ بِتَوْفِيقِ اللهِ تعالى؛ بَيْنَ عُيُونِ الرِّوَايَةِ وَمُتُونِ الدِّرَايَةِ، تَارِكاً لِلزَّوَائِدِ فِي كُلِّ بَابٍ، مُعْرِضاً عَنْ هَذَا النَّوْعِ مِنْ الإِسْهَابِ، مَعَ مَا أَنَّهُ يَشْتَمِلُ عَلَى أُصُولٍ؛ يَنْسَحِبُ عَلَيْهَا فُصُولٌ، وَأَسْأَلُ اللهَ تعالى أَنْ يُوَفِّقَنِي لإِتْمَامِهَا، وَيَخْتِمَ لِي بِالسَّعَادَةِ بَعْدَ اخْتِتَامِهَا، حَتَّى إنَّ مَنْ سَمَتْ هِمَّتُهُ إلى مَزِيدِ الْوُقُوفِ يَرْغَبُ فِي الأَطْوَلِ وَالأَكْبَرِ، وَمَنْ أَعْجَلَهُ الْوَقْتُ عَنْهُ يَقْتَصِرْ عَلَى الأَقْصَرِ وَالأَصْغَرِ.
وَلِلنَّاسِ فِيمَا يَعْشَقُونَ مَذَاهِبُ ( )، وَالْفَنُّ خَيْرٌ كُلُّهُ. ثُمَّ سَأَلَنِي بَعْضُ إخْوَانِي أَنْ أُمْلِيَ عَلَيْهِمْ الْمَجْمُوعَ الثَّانِي، فَافْتَتَحْتُهُ مُسْتَعِيناً بِاَللهِ تعالى فِي تَحْرِيرِ مَا أُقَأوله؛ مُتَضَرِّعاً إلَيْهِ فِي التَّيْسِيرِ لِمَا أُحَاوله، إنَّهُ الْمُيَسِّرُ لِكُلِّ عَسِيرٍ، وَهُوَ عَلَى مَا يَشَاءُ قَدِيرٌ وَبِالإِجَابَةِ جَدِيرٌ، وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ.
كِتَابُ الطِّهَارَاتِ: قَالَ اللهُ تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ} الآيَةَ. فَفَرْضُ الطَّهَارَةِ: غَسْلُ الأَعْضَاءِ الثَّلاثَةِ، وَمَسْحُ الرَّأْسِ، بِهَذَا النَّصِّ، وَالْغَسْلُ هُوَ الإِسَالَةُ وَالْمَسْحُ هُوَ الإِصَابَةُ. وَحَدُّ الْوَجْهِ: مِنْ قِصَاصِ الشَّعْرِ إلى أَسْفَلِ الذَّقَنِ؛ وَإلى شَحْمَتَيْ الأُذُنِ…
آخره:… مَسَائِلُ شَتَّى. قَالَ: (وَإِذَا قُرِئَ عَلَى الأَخْرَسِ كِتَابُ وَصِيَّتِهِ، فَقِيلَ لَهُ: أَنَشْهَدُ عَلَيْك بِمَا فِي هَذَا الْكِتَابِ؟ فَأَوْمَأَ بِرَأْسِهِ: أَيْ نَعَمْ؛ أَوْ كَتَبَ، فَإِذَا جَاءَ منْ ذَلِكَ مَا يُعْرَفُ أَنَّهُ إقْرَارٌ؛ فَهُوَ جَائِزٌ، وَلا يَجُوزُ ذَلِكَ فِي الَّذِي يُعْتَقَلُ لِسَانُهُ) وَقَالَ الشَّافِعِيُّ: يَجُوزُ فِي الْوَجْهَيْنِ لأَنَّ الْمُجَوِّزَ إنَّمَا هُوَ الْعَجْزُ؛ وَقَدْ شَمِلَ الْفَصْلَيْنِ، وَلا فَرْقَ بَيْنَ الأَصْلِيِّ وَالْعَارِضِيِّ؛ كَالْوَحْشِيِّ وَالْمُتَوَحِّشِ مِنْ الأَهْلِيِّ فِي حَقِّ الذَّكَاةِ، وَالْفَرْقُ لأَصْحَابِنَا رَحِمَهُمُ اللهُ: أَنَّ الإِشَارَةَ إنَّمَا تُعْتَبَرُ إذَا صَارَتْ مَعْهُودَةً مَعْلُومَةً وَذَلِكَ فِي الأَخْرَسِ دُونَ الْمُعْتَقَلِ لِسَانُهُ، حَتَّى لَوْ امْتَدَّ ذَلِكَ وَصَارَتْ لَهُ إشَارَاتٌ مَعْلُومَةٌ، قَالُوا: هُوَ بِمَنْزِلَةِ الأَخْرَسِ… قَالَ: (وَإِذَا كَانَتْ الْغَنَمُ مَذْبُوحَةً، وَفِيهَا مَيْتَةٌ؛ فَإِنْ كَانَتْ الْمَذْبُوحَةُ أَكْثَرَ تَحَرَّى فِيهَا وَأَكَلَ، وَإِنْ كَانَتْ الْمَيْتَةُ أَكْثَرَ؛ أَوْ كَانَا نِصْفَيْنِ لَمْ يَأْكُلْ) وَهَذَا إذَا كَانَتْ الْحَالَةُ حَالَةَ الاخْتِيَارِ. أَمَّا فِي حَالَةِ الضَّرُورَةِ يَحِلُّ لَهُ التَّنَاوُلُ فِي جَمِيعِ ذَلِك؛ لأَنَّ الْمَيْتَةَ الْمُتَيَقَّنَةَ تَحِلُّ لَهُ فِي حَالَةِ الضَّرُورَةِ، فَاَلَّتِي تَحْتَمِلُ أَنْ تَكُونَ ذَكِيَّةً أَوْلَى، غَيْرَ أَنَّهُ يَتَحَرَّى لأَنَّهُ طَرِيقٌ يُوَصِّلُهُ إلى الذَّكِيَّةِ فِي الْجُمْلَةِ؛ فَلا يَتْرُكُهُ مِنْ غَيْرِ ضَرُورَةٍ.
وَقَالَ الشَّافِعِيُّ: لا يَجُوزُ الأَكْلُ فِي حَالَةِ الاخْتِيَارِ، وَإِنْ كَانَتْ الْمَذْبُوحَةُ أَكْثَرَ؛ لأَنَّ التَّحَرِّيَ دَلِيلٌ ضَرُورِيٌّ؛ فَلا يُصَارُ إلَيْهِ مِنْ غَيْرِ ضَرُورَةٍ، وَلا ضَرُورَةَ لأَنَّ الْحَالَةَ حَالَةُ الاخْتِيَارِ. وَلَنَا: أَنَّ الْغَلَبَةَ تَنْزِلُ مَنْزِلَةَ الضَّرُورَةِ فِي إفَادَةِ الإِبَاحَةِ؛ أَلا تَرَى أَنَّ أَسْوَاقَ الْمُسْلِمِينَ لا تَخْلُو عَنْ الْمُحَرَّمِ والْمَسْرُوقِ وَالْمَغْصُوبِ، وَمَعَ ذَلِكَ يُبَاحُ التَّنَاوُلُ اعْتِمَاداً عَلَى الْغَالِبِ، وَهَذَا لأَنَّ الْقَلِيلَ لا يُمْكِنُ الاحْتِرَازُ عَنْهُ، وَلا يُسْتَطَاعُ الامْتِنَاعُ مِنْهُ؛ فَسَقَطَ اعْتِبَارُهُ دَفْعاً لِلْحَرَجِ؛ كَقَلِيلِ النَّجَاسَةِ؛ وَقَلِيلِ الانْكِشَافِ، بِخِلافِ مَا إذَا كَانَا نِصْفَيْنِ، أَوْ كَانَتْ الْمَيْتَةُ أَغْلَبَ لأَنَّهُ لا ضَرُورَةَ فِيهِ.
تم كتاب الهداية، فالحمد لله سبحانه على توالي نواله، والصلاة والسلام على نبيه محمد وآله.
ملاحظات: يوجد في أوله فهرست ضمن جداول في 13 صفحة، وتوجد في أوله فوائد في صفحتين، وفي آخره فوائد في صفحة، ومكتوب في آخره: <وقع الفراغ من تحرير كتاب الهداية؛ للعلامة بغية المجتهدين؛ برهان الدين؛ علي بن أبي بكر بن عبد الجليل الفرغاني الرشداني المرغيناني، رَحِمَهُ اللهُ تعالى، على يدي العبد الفقير إلى الله تعالى؛ أحمد بن علي بن أحمد، عفا عنهم الملك الصمد، في مدة ستة أشهر، آخرها يوم التروية، من ذي الحجة، لسنة ثلاث عشرة وألف (1013 هـ) وكان الابتداء بقسطنطنية والانتهاء بمصر، (وكان ابتدائي بكتابته في يوم الأربعاء، الثامن من شهر ربيع الأول سنة 1013 هـ، وتم الجلد الأول ليلة الجمعة السادس والعشرين من جمادى الآخرة). للعلامة عماد الملة والدين صاحب الهداية برهان الدين أبي الحسن علي بن أبي بكر بن عبد الجليل بن أبي بكر الفرغاني.
كتابُ الهداية يهدي الهدى إلى حافظيه ويجلو العمى
فلازمْه واحفظْه يا ذا الحجى فمَن ناله نال أقصى المُنى
* * *
إن الهداية كالقرآن قد نسختْ ما صُنِّفتْ قبلها في الشرع من كُتُبِ
فالزم قراءتها واحفظ قواعدها يسلم مقالك عن زيغ ومن كذب ( ).
للعلامة قوام الدين الاتقاني:
كتاب الهداية درٌّ أنيق وبحر عميقٌ بلا ساحل
دقيق المعاني وثيق المباني وفيها أماني حجى العاقل
ولابن الشحنة الحلبي:
لمرغينان في البلدان فضلٌ بحبرٍ حاز في الفضل النهاية
واودع في الكفاية كنزَ عِلمٍ وأظهر للورى منه الهداية
ولمحمد بن محمد بن محمد ابن الشحنة أيضاً في نهاية النهاية:
ألا كلُّ شُرّاح الهداية حيٌّ واستعدّ إماماً قد تلاه إمامُ
حميدٌ فتاجٌ فالجلالُ فشمسهم حسامٌ شهابٌ فالعلا فقوامُ
شريفٌ فالاتقاني وابن السراج فالسراج أكمل البحري وهو تمام
لمن قبلنا ثم المعاصر مصطفى وبدرٌ وسعدٌ فالكمالُ ختامُ
أول مَن شرح الهداية العلامة حميد الدين الضرير، ثم تاج الشريعة، ثم جلال الدين الخبازي، ثم شمس الدين السروجي، ثم حسام الدين السغناقي ( )، ثم شهاب الدين أحمد بن الحسن المعروف بابن الزركشي، ثم علاء الدين عبد العزيز البخاري، ثم قوام الدين الكاكي، ثم السيد جلال الدين، ثم قوام الدين الإتقاني، ثم جمال الدين محمود القونوي الدمشقي، ثم قاضي القضاة سراج الدين الهندي، ثم أكمل الدين البابرتي، ثم علاء الدين البحري، ثم زين الدين مصطفى القرماني، ثم سعد الدين بن الديري، ثم بدر الدين العيني، ثم كمال الدين بن الهمام.
ومن شُراحه: برهان الدين الشهير بابن عبد الحق، وابن العز، والطرسوسي، وصدر الدين، والنسفي صاحب الكنز، وتاج الدين علي بن سنجر الشهير بابن السباك>.
الناسخ: أحمد بن علي بن أحمد. تاريخ النسخ: يوم التروية الأربعاء ذو الحجة سنة 1013هـ/ 1604م. الوضع العام: خطّ التعليق الواضح، والعناوين مكتوبة باللون الأحمر، والآيات والأحاديث مميزة بخطوط حمراء اللون، والصفحة الأولى مذهبة وملونة، وجميع الصفحات لها إطارات مذهبة، وتوجد على الهوامش تصحيحات وتعليقات، والفوارق بين النسخ، والغلاف جلد عثماني مذهب وملون، وقف راغب پاشا. رقم السي دي: 51592.

الفتاوى

رمز المنتج: mrgp767 التصنيفات: , الوسم:
شارك الكتاب مع الآخرين

بيانات الكتاب

العنوان

الهداية في شرح البداية (ج: 1).

المؤلف

علي بن أبي بكر المَرْغِيناني، صاحب <الهداية> ت 593 هـ/ 1197م

رقم المخطوطة

601

عدد الأسطر

27

تاريخ النسخ

يوم التروية الأربعاء ذو الحجة سنة 1013هـ/ 1604م

الناسخ

أحمد بن علي بن أحمد

عدد الأوراق وقياساتها

420، الورقة: 218 × 209 ـ 162 × 074

أوله

بسم الله الرحمن الرحيم. الْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي أَعْلَى مَعَالِمَ الْعِلْمِ وَأَعْلامَهُ، وَأَظْهَرَ شَعَائِرَ الشَّرْعِ وَأَحْكَامَهُ، وَبَعَثَ رُسُلاً وَأَنْبِيَاءَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ؛ إلى سُبُلِ الْحَقِّ هَادِينَ، وَأَخْلَفَهُمْ عُلَمَاءَ إلى سُنَنِ سُنَنِهِمْ دَاعِينَ، يَسْلُكُونَ فِيمَا لَمْ يُؤْثَرْ عَنْهُمْ مَسْلَكَ الاجْتِهَادِ، مُسْتَرْشِدِينَ مِنْهُ فِي ذَلِكَ وَهُوَ وَلِيُّ الإِرْشَادِ، وَخَصَّ أَوَائِلَ الْمُسْتَنْبِطِينَ بِالتَّوْفِيقِ؛ حَتَّى وَضَعُوا مَسَائِلَ مِنْ كُلِّ جَلِيٍّ وَدَقِيقٍ، غَيْرَ أَنَّ الْحَوَادِثَ مُتَعَاقِبَةُ الْوُقُوعِ، وَالنَّوَازِلُ يَضِيقُ عَنْهَا نِطَاقُ الْمَوْضُوعِ، وَاقْتِنَاصُ الشَّوَارِدِ بِالاقْتِبَاسِ مِنْ الْمَوَارِدِ، وَالاعْتِبَارُ بِالأَمْثَالِ مِنْ صَنْعَةِ الرِّجَالِ، وَبِالْوُقُوفِ عَلَى الْمَآخِذِ يُعَضُّ عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ. وَقَدْ جَرَى عَلَيَّ الْوَعْدُ فِي: مَبْدَإِ بِدَايَةِ الْمُبْتَدِي أَنْ أَشْرَحَهَا؛ بِتَوْفِيقِ اللهِ تعالى؛ شَرْحاً أَرْسُمُهُ: بِكِفَايَةِ الْمُنْتَهِي، فَشَرَعْت فِيهِ؛ وَالْوَعْدُ يَسوّغُ بَعْضَ الْمَسَاغِ، وَحِينَ أَكَادُ أَتَّكِئُ عَنْهُ اتِّكَاءَ الْفَرَاغِ، تَبَيَّنْتُ فِيهِ نُبَذاً مِنْ الإِطْنَابِ؛ وَخَشِيتُ أَنْ يُهْجَرَ لأَجْلِهِ الْكِتَابُ، فَصَرَفْتُ الْعِنَانَ وَالْعِنَايَةَ إلى شَرْحٍ آخَرَ مَوْسُومٍ: بِالْهِدَايَةِ، أَجْمَعُ فِيهِ؛ بِتَوْفِيقِ اللهِ تعالى؛ بَيْنَ عُيُونِ الرِّوَايَةِ وَمُتُونِ الدِّرَايَةِ، تَارِكاً لِلزَّوَائِدِ فِي كُلِّ بَابٍ، مُعْرِضاً عَنْ هَذَا النَّوْعِ مِنْ الإِسْهَابِ، مَعَ مَا أَنَّهُ يَشْتَمِلُ عَلَى أُصُولٍ؛ يَنْسَحِبُ عَلَيْهَا فُصُولٌ، وَأَسْأَلُ اللهَ تعالى أَنْ يُوَفِّقَنِي لإِتْمَامِهَا، وَيَخْتِمَ لِي بِالسَّعَادَةِ بَعْدَ اخْتِتَامِهَا، حَتَّى إنَّ مَنْ سَمَتْ هِمَّتُهُ إلى مَزِيدِ الْوُقُوفِ يَرْغَبُ فِي الأَطْوَلِ وَالأَكْبَرِ، وَمَنْ أَعْجَلَهُ الْوَقْتُ عَنْهُ يَقْتَصِرْ عَلَى الأَقْصَرِ وَالأَصْغَرِ.

آخره

<وقع الفراغ من تحرير كتاب الهداية؛ للعلامة بغية المجتهدين؛ برهان الدين؛ علي بن أبي بكر بن عبد الجليل الفرغاني الرشداني المرغيناني، رَحِمَهُ اللهُ تعالى، على يدي العبد الفقير إلى الله تعالى؛ أحمد بن علي بن أحمد، عفا عنهم الملك الصمد، في مدة ستة أشهر، آخرها يوم التروية، من ذي الحجة، لسنة ثلاث عشرة وألف (1013 هـ) وكان الابتداء بقسطنطنية والانتهاء بمصر، (وكان ابتدائي بكتابته في يوم الأربعاء، الثامن من شهر ربيع الأول سنة 1013 هـ، وتم الجلد الأول ليلة الجمعة السادس والعشرين من جمادى الآخرة). للعلامة عماد الملة والدين صاحب الهداية برهان الدين أبي الحسن علي بن أبي بكر بن عبد الجليل بن أبي بكر الفرغاني.

الوضع العام

خطّ التعليق الواضح، والعناوين مكتوبة باللون الأحمر، والآيات والأحاديث مميزة بخطوط حمراء اللون، والصفحة الأولى مذهبة وملونة، وجميع الصفحات لها إطارات مذهبة، وتوجد على الهوامش تصحيحات وتعليقات، والفوارق بين النسخ، والغلاف جلد عثماني مذهب وملون، وقف راغب پاشا. رقم السي دي: 51592.

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “مخطوطة – الهداية في شرح البداية (ج: 1).”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *