Search
Search

نبذة عن كتاب مخطوطة – بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع

عنوان المخطوط: بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع ( ).
المؤلف: أبو بكر بن مسعود بن أحمد الكاساني علاء الدين، الحنفي، ملك العلماء (ت587هـ ـ 1191م) ( ).
عدد الأوراق وقياساتها: 572، الورقة: 271 × 181 ـ 211 × 121، عدد الأسطر: (41).
أوله: بسم الله الرحمن الرحيم. الْحَمْدُ لِلهِ الْعَلِيِّ الْقَادِرِ، الْقَوِيِّ الْقَاهِرِ، الرَّحِيمِ الْغَافِرِ، الْكَرِيمِ السَّاتِرِ، ذِي السُّلْطَانِ الظَّاهِرِ، وَالْبُرْهَانِ الْبَاهِرِ، خَالِقِ كُلِّ شَيْءٍ، وَمَالِكِ كُلِّ مَيِّتٍ وَحَيٍّ، خَلَقَ فَأَحْسَنَ، وَصَنَعَ فَأَتْقَنَ، وَقَدَرَ فَغَفَرَ، وَأَبْصَرَ فَسَتَرَ، وَكَرمَ فَعَفَا، وَحَكَمَ فَأَخْفَى، عَمَّ فَضْلُهُ، وَإِحْسَانُهُ، وَتَمَّ حُجَّتُهُ، وَبُرْهَانُهُ، وَظَهَرَ أَمْرُهُ، وَسُلْطَانُهُ؛ فَسُبْحَانَهُ مَا أَعْظَمَ شَأْنَهُ، وَالصَّلاةُ، وَالسَّلامُ عَلَى الْمَبْعُوثِ بَشِيراً وَنَذِيراً، وَدَاعِياً إلى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً، فَأَوْضَحَ الدَّلالَةَ، وَأَزَاحَ الْجَهَالَةَ، وَفَلَّ السَّفَهَ، وَثَلَّ الشُّبَهَ: محمد سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ، وَإِمَامِ الْمُتَّقِينَ، وَعَلَى آلِهِ الأَبْرَارِ، وَأَصْحَابِهِ الْمُصْطَفَيْنَ الأَخْيَارِ.
وَبَعْدُ: فَإِنَّهُ لا عِلْمَ بَعْدَ الْعِلْمِ بِاَللهِ، وَصِفَاتِهِ؛ أَشْرَفُ مِنْ عِلْمِ الْفِقْهِ، وَهُوَ الْمُسَمَّى بِعِلْمِ الْحَلالِ، وَالْحَرَامِ، وَعِلْمِ الشَّرَائِعِ، وَالأَحْكَامِ، لَهُ بَعَثَ الرُّسُلَ، وَأَنْزَلَ الْكُتُبَ إذْ لا سَبِيلَ إلى مَعْرِفَتِهِ بِالْعَقْلِ الْمَحْضِ دُونَ مَعُونَةِ السَّمْعِ، وَقَالَ اللهُ تعالى: {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} ( )، وَقِيلَ؛ فِي بَعْضِ وُجُوهِ التَّأْوِيلِ: هُوَ عِلْمُ الْفِقْهِ، وَقَدْ رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: وَرُوِيَ أَنَّ رَجُلاً قَدِمَ مِنْ الشَّامِ إلى عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ فَقَالَ: مَا أَقْدَمَك؟ قَالَ: قَدِمْت لأَتَعَلَّمَ التَّشَهُّدَ. فَبَكَى عُمَرُ حَتَّى ابْتَلَّتْ لِحْيَتُهُ؛ ثُمَّ قَالَ: وَاَللهِ إنِّي لأَرْجُو مِنْ اللهِ أَنْ لا يُعَذِّبَك أَبَداً.
وَالأَخْبَارُ، وَالآثَارُ فِي الْحَضِّ عَلَى هَذَا النَّوْعِ مِنْ الْعِلْمِ أَكْثَر مِنْ أَنْ تُحْصَى، وَقَدْ كَثُرَ تَصَانِيفُ مَشَايِخِنَا فِي هَذَا الْفَنِّ قَدِيماً، وَحَدِيثاً، وَكُلُّهُمْ أَفَادُوا، وَأَجَادُوا؛ غَيْرَ أَنَّهُمْ لَمْ يَصْرِفُوا الْعِنَايَةَ إلى التَّرْتِيبِ فِي ذَلِكَ؛ سِوَى أُسْتَاذِي: وَارِثِ السُّنَّةِ، وَمُوَرِّثِهَا؛ الشَّيْخِ الإِمَامِ الزَّاهِدِ، عَلاءِ الدَّيْنِ، رَئِيسِ أَهْلِ السُّنَّةِ: محمد بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِيِّ ـ رَحِمَهُ اللهُ تعالى ـ فَاقْتَدَيْتُ بِهِ فَاهْتَدَيْتُ؛ إذْ الْغَرَضُ الأَصْلِيُّ، وَالْمَقْصُودُ الْكُلِّيُّ مِنْ التَّصْنِيفِ فِي كُلِّ فَنٍّ مِنْ فُنُونِ الْعِلْمِ؛ هُوَ تَيْسِيرُ سَبِيلِ الْوُصُولِ إلى الْمَطْلُوبِ عَلَى الطَّالِبِينَ، وَتَقْرِيبُهُ إلى أَفْهَامِ الْمُقْتَبِسِينَ، وَلا يَلْتَئِمُ هَذَا الْمُرَادُ إلّا بِتَرْتِيبٍ تَقْتَضِيهِ الصِّنَاعَةُ، وَتُوجِبُهُ الْحِكْمَةُ، وَهُوَ التَّصَفُّحُ عَنْ أَقْسَامِ الْمَسَائِلِ، وَفُصُولِهَا، وَتَخْرِيْجِهَا عَلَى قَوَاعِدِهَا، وَأُصُولِهَا؛ لِيَكُونَ أَسْرَعَ فَهْماً، وَأَسْهَلَ ضَبْطاً، وَأَيْسَرَ حِفْظاً؛ فَتَكْثُرُ الْفَائِدَةُ، وَتَتَوَفَّرُ الْعَائِدَةُ، فَصَرَفْت الْعِنَايَةَ إلى ذَلِكَ، وَجَمَعْت فِي كِتَابِي هَذَا جُمَلاً مِنْ الْفِقْهِ؛ مُرَتَّبَةً بِالتَّرْتِيبِ الصِّنَاعِيِّ، وَالتَّأْلِيفِ الْحُكْمِيِّ الَّذِي تَرْتَضِيهِ أَرْبَابُ الصَّنْعَةِ، وَتَخْضَعُ لَهُ أَهْلُ الْحِكْمَةِ؛ مَعَ إيرَادِ الدَّلائِلِ الْجَلِيَّةِ، وَالنُّكَتِ الْقَوِيَّةِ؛ بِعِبَارَاتٍ مُحْكَمَةِ الْمَبَانِي، مُؤَيَّدَةِ الْمَعَانِي، وَسَمَّيْتُهُ: إذْ هِيَ صَنْعَةٌ بَدِيعَةٌ، وَتَرْتِيبٌ عَجِيبٌ، وَتَرْصِيفٌ غَرِيبٌ؛ لِتَكُونَ التَّسْمِيَةُ مُوَافِقَةً لِلْمُسَمَّى، وَالصُّورَةُ مُطَابِقَةً لِلْمَعْنَى؛ وَافَقَ شَنٌّ طَبَقَهُ؛ وَافَقَهُ فَاعْتَنَقَهُ. فَأَسْتَوْفِقُ اللهَ تعالى لإِتْمَامِ هَذَا الْكِتَابِ الَّذِي هُوَ غَايَةُ الْمُرَادِ، وَالزَّادِ لِلْمُرْتَادِ، وَمُنْتَهَى الطَّلَبِ، وَعَيْنُهُ تُشْفِي الْجَرَبَ، وَالْمَأْمُولُ مِنْ فَضْلِهِ، وَكَرَمِهِ أَنْ يَجْعَلَهُ وَارِثاً فِي الْغَابِرِينَ، وَلِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخَرِينَ، وَذِكْراً فِي الدُّنْيَا، وَذُخْراً فِي الْعُقْبَى، وَهُوَ خَيْرُ مَأْمُولٍ، وَأَكْرَمُ مَسْؤُوْلٍ.
كِتَابُ الطَّهَارَةِ: الْكَلامُ فِي هَذَا الْكِتَابِ فِي الأَصْلِ، فِي مَوْضِعَيْنِ: أَحَدُهُمَا: فِي تَفْسِيرِ الطَّهَارَةِ. وَالثَّانِي: فِي بَيَانِ أَنْوَاعِهَا…
آخره:… رِوَايَةِ أَبِي يُوسُفَ: أَنَّ الإِقْرَاضَ إعَارَةٌ؛ بِدَلِيلِ: أَنَّهُ لا يَلْزَمُ فِيهِ الأَجَلُ، وَلَوْ كَانَ مُعَاوَضَةً لَلَزِمَ، كَمَا فِي سَائِرِ الْمُعَاوَضَاتِ. وَكَذَا لا يَمْلِكُهُ الأَبُ، وَالْوَصِيُّ، وَالْعَبْدُ الْمَأْذُونُ، وَالْمُكَاتبُ، وَهَؤُلاءِ لا يَمْلِكُونَ الْمُعَاوَضَاتِ. وَكَذَا إقْرَاضُ الدَّرَاهِمِ، وَالدَّنَانِيرِ لا يَبْطُلُ بِالافْتِرَاقِ قَبْلَ قَبْضِ الْبَدَلَيْنِ، وَإِنْ كَانَ مُبَادَلَةً لَبَطَلَ؛ لأَنَّهُ صَرْفٌ، وَالصَّرْفُ يَبْطُلُ بِالافْتِرَاقِ قَبْلَ قَبْضِ الْبَدَلَيْنِ. وَكَذَا إقْرَاضُ الْمَكِيلِ لا يَبْطُلُ بِالاِفْتِرَاقِ؛ وَلَوْ كَانَ مُبَادَلَةً لَبَطَلَ؛ لأَنَّ بَيْعَ الْمَكِيلِ بِمَكِيلٍ مِثْلِهِ فِي الذِّمَّةِ لا يَجُوزُ؛ فَثَبَتَ بِهَذِهِ الدَّلائِلِ أَنَّ الإِقْرَاضَ إعَارَةٌ، فَبَقِيَ الْعَيْنُ عَلَى حُكْمِ مِلْكِ الْمُقْرِضِ.
وَجْهُ ظَاهِرِ الرِّوَايَةِ: أَنَّ الْمُسْتَقْرِضَ بِنَفْسِ الْقَبْضِ صَارَ بِسَبِيلٍ مِنْ التَّصَرُّفِ فِي الْقَرْضِ مِنْ غَيْرِ إذْنِ الْمُقْرِضِ؛ بَيْعاً، وَهِبَةً وَصَدَقَةً، وَسَائِرَ التَّصَرُّفَاتِ، وَإِذَا تَصَرَّفَ نَفَذَ تَصَرُّفُهُ وَلا يَتَوَقَّفُ عَلَى إجَازَةِ الْمُقْرِضِ، وَهَذِهِ أَمَارَاتُ الْمِلْكِ. وَكَذَا مَأْخَذُ الاسْمِ دَلِيلٌ عَلَيْهِ، فَإِنَّ الْقَرْضَ قَطْعٌ فِي اللُّغَةِ؛ فَيَدُلُّ عَلَى انْقِطَاعِ مِلْكِ الْمُقْرِضِ بِنَفْسِ التَّسْلِيمِ. وَأَمَّا قَوْلُهُ: القرْضُ إعَارَةٌ، وَالإِعَارَةُ تَمْلِيكُ الْمَنْفَعَةِ؛ لا تَمْلِيكُ الْعَيْنِ، فَنَعَمْ، لَكِنْ مَا لا يُمْكِنُ الانْتِفَاعُ بِهِ مَعَ بَقَاءِ عَيْنِهِ؛ بِقِيَامِ عَيْنِهِ مَقَامَ الْمَنْفَعَةِ؛ صَارَ قَبْضُ الْعَيْنِ قَائِماً مَقَامَ قَبْضِ الْمَنْفَعَةِ، وَالْمَنْفَعَةُ فِي بَابِ الإِعَارَة تُمْلَكُ بِالْقَبْضِ؛ لأَنَّهَا تَبَرُّعٌ بِتَمْلِيكِ الْمَنْفَعَةِ، فَكَذَا مَا هُوَ مُلْحَقٌ بِهَا، وَهُوَ الْعَيْنُ، وَاَللهُ سُبْحَانَهُ وَتعالى أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ، وَإِلَيْهِ الْمَرْجِعُ وَالْمَآبُ، وَالْحَمْدُ لِلهِ وَحْدَهُ.
وبه وقع تمام جميع كتاب البدائع في ترتيب الشرائع للكاساني، تغمده الله تعالى بالرحمة والرضوان على مذهب أبي حنيفة رضي الله عنه… على يد العبد الفقير الحقير المعترف بالعجز والتقصير، الراجي رحمة ربه الباري: يحيى بن محمد البخاري… في ربيع الأول سنة ثلاث وخمسين وثمانمائة، ببلدة القاهرة مصر… في المدرسة الصرغتمشية ( )… لأجل الشاب الآغر الأكرم الذي لا يحدّ، الذي يستغني عن تعريف أمثالي، والتعريف يقع دون جنابه العالي سيدنا: جمال الدين محمد بن السابق… وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين.
ملاحظات: مخطوطة خزائنية مضبوطة ومقابلة على مخطوطات أُخرى، وتوجد في أولها أبيات للكاساني يمدح كتابه المسمى: بدائع الصنائع:
سَبَقْت الْعَالَمِينَ إلى الْعَوالِي بصائب فكرةٍ وعُلوِّ هِمَّةْ
ولاح بحكمتي نورُ الهدى في ليالٍ بالضلالةِ مُدلهمّةْ
يُريدُ الجاحدونَ لِيُطفِؤوهُ ويأبى اللهُ إلّا أنْ يُتِمَّهْ
وتوجد في أوله ترجمة حياة مؤلفه، وهذه الترجمة منقولة من خط المصنف الصاحب كمال الدين ابن العديم في تاريخ حلب.
ويوجد في أوله ما نصُّهُ: يقول محمد بن محمد بن محمد بن السابق الحموي الحنفي؛ عامله الله بلطفه الخفي: إنه يروي كتاب البدائع للإمام علاء الدين الكاساني عن الشيخ تقي الدين أحمد بن علي بن عبد القادر المقريزي ( )، عن ناصر الدين محمد الحراوي الطبردار ( )، عن الإمام الحافظ عبد المؤمن بن خلف الدمياطي ( )، عن الصاحب كمال الدين عمر بن أحمد المعروف بابن أبي جرادة؛ وبابن العديم ( )، عن مؤلفه الإمام علاء الدين أبي بكر بن مسعود الكاساني المصنف. منهم محمد بن يوسف بن… بن عبد الله الحلبي عرف بابن الأبيض، ومنهم: أبناء محمد بن سعيد بن سلامة عرف بابن…
وتوجد في آخره عبارة: قابل هذا الكتاب مقابلةً وحده من أوله إلى آخره، مالك هذه النسخة فقير عفو ربه تعالى: محمد بن محمد بن محمد بن السابق الحنفي الحموي ( )، لطف الله تعالى به، وكان الشروع في مقابلته في مستهل شهر رمضان سنة خمس وخمسين وثمانمائة 855 هـ/ 1451م، والفراغ من المقابلة المذكورة في مستهل شهر رجب الفرد ( ) من شهور سنة ست وخمسين وثمانمائة 856 هـ/ 1452م.
تم بجهد ونصب بعد نشاطٍ وطرب
فلا يبع ولا يهب ولا بواد من ذهب
الناسخ: يحيى بن محمد البخاري برسم مطالعة جمال الدين محمد بن السابق (ت 877 هـ/ 1473م). تاريخ النسخ: سنة 853 هـ/ 1449م. الوضع العام: في أوله فهرس في سبع صفحات مكتوبة ضمن جداول حمراء اللون، والصفحة الأولى مذهبة وملونة، والعناوين مكتوبة باللون الأحمر، وجميع الصفحات لها إطارات مذهبة، خطّ التعليق الواضح، وعَليه تملّك محمد بن مصطفى بن أبي السعود، وتملك مستكتبه محمد بن محمد بن محمد بن السابق الحنفي بالقاهرة سنة 853 هـ. وتملك أبي بكر بن يحيى بن يوسف بن قرقماس الحمزاوي (الحلبي) الحنفي سنة 963 هـ. وقف راغب پاشا.

بيانات كتاب مخطوطة – بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع

العنوان

بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع

المؤلف

أبو بكر بن مسعود بن أحمد الكاساني علاء الدين، الحنفي، ملك العلماء (ت587هـ ـ 1191م)

رقم المخطوطة

451

عدد الأسطر

41

تاريخ النسخ

سنة 853 هـ/ 1449م

الناسخ

يحيى بن محمد البخاري برسم مطالعة جمال الدين محمد بن السابق (ت 877 هـ/ 1473م)

عدد الأوراق وقياساتها

572، الورقة: 271 × 181 ـ 211 × 121

أوله

بسم الله الرحمن الرحيم. الْحَمْدُ لِلهِ الْعَلِيِّ الْقَادِرِ، الْقَوِيِّ الْقَاهِرِ، الرَّحِيمِ الْغَافِرِ، الْكَرِيمِ السَّاتِرِ، ذِي السُّلْطَانِ الظَّاهِرِ، وَالْبُرْهَانِ الْبَاهِرِ، خَالِقِ كُلِّ شَيْءٍ، وَمَالِكِ كُلِّ مَيِّتٍ وَحَيٍّ، خَلَقَ فَأَحْسَنَ، وَصَنَعَ فَأَتْقَنَ، وَقَدَرَ فَغَفَرَ، وَأَبْصَرَ فَسَتَرَ، وَكَرمَ فَعَفَا، وَحَكَمَ فَأَخْفَى، عَمَّ فَضْلُهُ، وَإِحْسَانُهُ، وَتَمَّ حُجَّتُهُ، وَبُرْهَانُهُ، وَظَهَرَ أَمْرُهُ، وَسُلْطَانُهُ؛ فَسُبْحَانَهُ مَا أَعْظَمَ شَأْنَهُ، وَالصَّلاةُ، وَالسَّلامُ عَلَى الْمَبْعُوثِ بَشِيراً وَنَذِيراً، وَدَاعِياً إلى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً، فَأَوْضَحَ الدَّلالَةَ، وَأَزَاحَ الْجَهَالَةَ، وَفَلَّ السَّفَهَ، وَثَلَّ الشُّبَهَ: محمد سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ، وَإِمَامِ الْمُتَّقِينَ، وَعَلَى آلِهِ الأَبْرَارِ، وَأَصْحَابِهِ الْمُصْطَفَيْنَ الأَخْيَارِ.

آخره

… رِوَايَةِ أَبِي يُوسُفَ: أَنَّ الإِقْرَاضَ إعَارَةٌ؛ بِدَلِيلِ: أَنَّهُ لا يَلْزَمُ فِيهِ الأَجَلُ، وَلَوْ كَانَ مُعَاوَضَةً لَلَزِمَ، كَمَا فِي سَائِرِ الْمُعَاوَضَاتِ. وَكَذَا لا يَمْلِكُهُ الأَبُ، وَالْوَصِيُّ، وَالْعَبْدُ الْمَأْذُونُ، وَالْمُكَاتبُ، وَهَؤُلاءِ لا يَمْلِكُونَ الْمُعَاوَضَاتِ. وَكَذَا إقْرَاضُ الدَّرَاهِمِ، وَالدَّنَانِيرِ لا يَبْطُلُ بِالافْتِرَاقِ قَبْلَ قَبْضِ الْبَدَلَيْنِ، وَإِنْ كَانَ مُبَادَلَةً لَبَطَلَ؛ لأَنَّهُ صَرْفٌ، وَالصَّرْفُ يَبْطُلُ بِالافْتِرَاقِ قَبْلَ قَبْضِ الْبَدَلَيْنِ. وَكَذَا إقْرَاضُ الْمَكِيلِ لا يَبْطُلُ بِالاِفْتِرَاقِ؛ وَلَوْ كَانَ مُبَادَلَةً لَبَطَلَ؛ لأَنَّ بَيْعَ الْمَكِيلِ بِمَكِيلٍ مِثْلِهِ فِي الذِّمَّةِ لا يَجُوزُ؛ فَثَبَتَ بِهَذِهِ الدَّلائِلِ أَنَّ الإِقْرَاضَ إعَارَةٌ، فَبَقِيَ الْعَيْنُ عَلَى حُكْمِ مِلْكِ الْمُقْرِضِ.

الوضع العام

في أوله فهرس في سبع صفحات مكتوبة ضمن جداول حمراء اللون، والصفحة الأولى مذهبة وملونة، والعناوين مكتوبة باللون الأحمر، وجميع الصفحات لها إطارات مذهبة، خطّ التعليق الواضح، وعَليه تملّك محمد بن مصطفى بن أبي السعود، وتملك مستكتبه محمد بن محمد بن محمد بن السابق الحنفي بالقاهرة سنة 853 هـ. وتملك أبي بكر بن يحيى بن يوسف بن قرقماس الحمزاوي (الحلبي) الحنفي سنة 963 هـ. وقف راغب پاشا.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

کتب ذات صلة

روابط التحميل

الرابط المباشر

شارک مع الآخرین :