العنوان |
تفسير أبو السعود، المُسَمَّى بإرشاد العقل السليم |
---|---|
المؤلف |
محمد بن مُحْيِي الدِّيْن محمد بن محمد بن مُصْطَفَى الإسكليبي، شيخ الإِسْلام، أبو السعود العمادي، الحنفي 982 هـ/ 1574م. |
رقم المخطوطة |
55 |
عدد الأوراق |
763 |
عدد الأسطر |
35 |
تاريخ النسخ |
973هـ/ 1566م |
الناسخ |
من خط المؤلف |
المقاييس |
310 × 205 ـ 230 × 129 |
أوله |
بسم الله الرحمن الرحيم، سبحان مَن أرسل رسوله بالهدى ودين الحق، وبَيَّنَ له شعائر الشرائع كلّ ما جلَّ ودقَّ، أنزل عليه أظهر بينات وأبهر حجج، قرآنا عربيا غير ذي عوج، مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ليدّبروا آياته وليتذكر أولو الألباب، ناطقاً بكل أمر رشيد، هاديا إلى صراط العزيز الحميد، آمرا بعبادة الصمد المعبود، كتابا متشابها مثاني تقشعر منه الجلود، تكاد الرواسي لهيبته تمور، ويذوب منه الحديد ويميع صم الصخور، حقيقاً بأن تسير به الجبال، ويُيَسَّر به كل صعب مُحال، معجزاً أفحم كل مصقع من مهرة قحطان، وبكّت كل مفلق من سحرة البيان، بحيث لو اجتمعت الإنس والجن على معارضته ومباراته لعجزوا عن الإتيان بمثل آيه من آياته، نزل عليه على فترة من الرسل، ليرشد الأمة إلى أقوم السبل، فهداهم إلى الحق وهم في ضلال مبين، فاضمحل دجى الباطل وسطع نور اليقين، فمَن أتبع هداه فقد فاز بمناه، وأما من عانده وعصاه، واتخذ إلهه هواه، فقد هام في موامي الردى وتردى في مهاوي الزور، ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور، صلى الله عليه وعلى آله الأخيار، وصحبه الأبرار، ما تناوبت الأنواء، وتعاقبت الظُّلَمُ والأضواء، وعلى من تبعهم بإحسان، مدى الدهور والأزمان. وبعد فيقول العبد الفقير إلى رحمة ربه الهادي أبو السعود بن محمد العمادي: إن الغاية القصوى من تحرير نسخة العالم وما كان حرف منها مسطوراً، والحكمة الكبرى في تخمير طينة آدم ولم يكن شيئاً مذكوراً، ليست إلَّا معرفة الصانع المجيد وعبادة البارئ المبدئ المعيد… ناوياً أن أسميه عند تمامه بتوفيق الله تعالى وإنعامه: إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم، فشرعت فيه مع تفاقم المكاره عليّ، وتزاحم المشادة بين يديّ، متضرعاً إلى رب العظمة والجبروت، خلاق عالم الملك والملكوت في أن يعصمني عن الزيغ والزلل… |
آخره |
… سورة الناس مكية مختلف فيها، وآياتها ست، بسم الله الرحمن الرحيم، {قُلْ أَعُوذُ} ( )، وقرئ في السورتين بحذف الهمزة، ونَقْلِ حركتها إلى اللام {بِرَبِّ النَّاسِ} ( )، أي: مالك أمورهم ومربيهم بإفاضة ما يصلحهم ودفع ما يضرهم… {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} ( )، بيان للذي يوسوس على أنه ضربان: جني وإنسي، كما قال عز وجل: {شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ} ( )، أو متعلق بـ (يوسوس) أي يوسوس في صدورهم من جهة الجن، ومن جهة الإنس، وقد جوّز أن يكون بياناً للناس على أنه يطلق على الجن أيضاً؛ حسب إطلاق النفر والرجال عليهم، ولا تعويل عليه، وأقرب منه أن يُراد بـ (الناسِ) الناسي، ويجعل سقوط الياء كسقوطها في قوله تعالى: {يوم يدعو الداع} ( ). ثم يبين بـ (الجنة والناس)، فإن كل فردٍ من أفراد الفريقين مُبتلىً بنسيان حقّ الله تعالى؛ إلا مَن تداركه شوافِعُ عِصمته، وتناوله واسِعُ رحمته. عَصَمَنا اللهُ تعالى من الغفلة عن ذِكره، ووفقنا لأداء حقوق شُكره. |
الوضع العام |
خطّ النَّسْخ النفيس المضبوط بالحركات، والعناوين والآيات مكتوبة باللون الأحمر، وتوجد على الهوامش تصحيحات طفيفة. ولوحة البداية مذهبة، وبدايات السور مذهبة، وجميع الصفحات لها إطارات مذهّبة. والغلاف جلد عثماني فاخر، وقف الصدر الأعظم محمد راغب پاشا. رقم السي دي: 45940. |