العنوان |
رسالة في إثبات أنوار الإلهية |
---|---|
المؤلف |
محمد بن بهاء الدين بن لطف الله البهائي، ت 952 هـ/ 1545م |
رقم المخطوطة |
1460-91 |
عدد الأسطر |
25 |
تاريخ النسخ |
شهر رجب سنة 994 هـ |
عدد الأوراق وقياساتها |
242/ ب ـ 249/ آ، الورقة 205 × 128 ـ 147 × 0085 |
أوله |
بسم الله الرحمن الرحيم، وَبِهِ نستعين. حَمْداً لِمَنْ وَجَبَ لهُ الوُجُود والقِدم، وامتنع له الحُدُوثُ والعَدم، وأوجب وجودات الأشياء في المَحضر الأقدم، ثمَّ أخرجهم من الكُمُون إلى البُرُوزِ، وأنزلهم منازِلَ الحُدُوثِ بَعْدَ قِدَمٍ، والصلاة على المبعوث بخير الأديان؛ إلى خير الأُمم، وعلى آله وأصحابه التابعين في الطريق الأهمّ، وبعد؛ فإنّ العُلماءَ قاطبةً، بل العُقلاء كافةً؛ متطابقون في أنَّ للأشياء ذاتاً أوْ صِفَةً؛ عَيْناً أوْ مَعْنىً، أحكاماً ثابتةً لها إيجاباً أو سِلباً. إذا نظر العقل السليم، والطبع المستقيم، واستعمل النظر الصحيح اهتدى إلى ما عليه الشيئ في نفس الأمر؛ وإلّا فِعْلٌ وأخطاءٌ وغُلُوٌّ… |
آخره |
… والحاصل: أن كلّ أحدٍ لا يشاء إلا أن يشاء الله، ولا يشاء الله إلا ما يوافق الحكمة لا إيجاباً ولا وجوباً لكن تفضُّلاً منه تعالى، وتكرّماً ومُقتضىً على أن يفيض الفياض على كلِّ أحدٍ بحسب استعدادِهِ، وقابليته المتفرّعة على استعداداته السابقة؛ المترتبة، المنتهية إلى الاستعدادات الأزلية اللازمة للماهيّة؛ الغير المجعولة بحيث لا يُمكنُ انفكاكُ ذلك الاستعداد عن تلك الماهيّة، وتخلّفه عنها، فنِهاية الكلّ تدورُ على بدايته، وفيه كماله اللائق به، ولذلك قال تعالى: {قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ} ( ). فتحقّقْ ما قُلنا، فإنَّك لا تسمع من أحدٍ مثلَ هذا المقال، ولا تراه في مكتوبٍ ومسطورٍ، وإن أصغيت إلى الأقوال، وتتبعت كل سُطور. والله الموفِّق، وبيدِهِ الأمورُ. قد تمّت الرسالة بعون الملك الغفور؛ في العشر الأوسط من شهر رجب المرجب ( ) سنة أربع وتسعين وتسعمائة. |