مخطوطة – رسالة في تحقيق التمثّل والتمثيل في قوله تعالى: {فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا
عنوان المخطوط: رسالة في تحقيق التمثّل والتمثيل في قوله تعالى: {فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا ( ).
المؤلف: أحمد بن سُلَيْمَان بن كمال پاشا، ت 940هـ/ 1534م ( ).
عدد الأوراق وقياساتها: 145/ ب، الورقة 205 × 128 ـ 147 × 085 عدد الأسطر: (25).
أوله: بسم الله الرحمن الرحيم، وبعونك يا كريم. الحمد لله الملك المتعال، المنزّه عن التمثّل في الخيال، والصلاة والسلام على نبيّ مُعجزته بليغ الكلام؛ الذي تحيّر فيه عقولُ الفحول، وعجز عنه أفهام العلماء الفخام. وبعد؛ فنقول: إنّ للتمثُّل مفهوماً لُغوياً لا خفاء فيه، ولا إشكال في التمثّل في النفسِ الناطقةِ كتمثُّل الأشياء الخارجية في الصور العلمية، ولا في التمثل في الخيال؛ كتمثل العِلم في صورة الشيئ على ما ورد في الحديث؛ إنما الاشتباه في التمثّل في الخارج؛ بأنه يكون حقيقةً مخصوصةً خارجيّةً مُصورةً في الواقع بصورةٍ كحقيقةٍ أُخرى؛ كتمثُّل المَلَكِ، وظهوره في مظهر الحَسَن في الصُّورةِ الإنسانية، فإنه معلوم الآنية لدلالة النفْس الناطقة على وقوعه؛ لأن قوله تعالى: {فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا} ( )؛ ناطق بذلك، لكنه مجهول الكيفية…
آخره:… كما لا يلزم من تمثّل العَرَضِ القائم بالجسم في الذِّهن؛ أو في المِرآةِ انتقال العَرض من موضوعه إلى الذهن أو إلى المرآة، فإن التمثّل ليس انتقالاً، وإنّما هو ظهور في مثال، وتغيّر في حال؛ فمردود؛ لأن مبناه في مادة على القياس مع الفارق، وهو ما ذكره بقوله، كما لا يلزم من تمثّل العرض القائم بالجسم في الذهن، وذلك أنه حال مظهر الخارج يخالف؛ كما في مظهر الذهن، وفي مادة أخرى على قياس مدار على القول بحصول المرئي في المرآة، وتمثّله في الواقع بمثالٍ محسوسٍ، ولا يذهب عليك أن هذا القول للإجماع قياسُ فارقٍ، وإذا قد وقفت على ما بيّنّاهُ؛ فقد عرفت أن ما يصحّ فيه أن يقال: إنه قائم بذات الباري تعالى؛ لا يصحّ فيه أنْ يُقالَ: إنه قائمٌ بذات الباري. تمّتْ الرسالة.
ملاحظات: مواصفاته مطابقة لمواصفات الرَّقْم الْحَمِيْدِيّ: 1460/ 1. رقم السي دي: 18722.
شارك الكتاب مع الآخرين
بيانات الكتاب
| العنوان | رسالة في تحقيق التمثّل والتمثيل في قوله تعالى: {فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا |
|---|---|
| المؤلف | أحمد بن سُلَيْمَان بن كمال پاشا، ت 940هـ/ 1534م |
| رقم المخطوطة | 1460-43 |
| عدد الأسطر | 25 |
| عدد الأوراق وقياساتها | 145/ ب، الورقة 205 × 128 ـ 147 × 085 |
| أوله | بسم الله الرحمن الرحيم، وبعونك يا كريم. الحمد لله الملك المتعال، المنزّه عن التمثّل في الخيال، والصلاة والسلام على نبيّ مُعجزته بليغ الكلام؛ الذي تحيّر فيه عقولُ الفحول، وعجز عنه أفهام العلماء الفخام. وبعد؛ فنقول: إنّ للتمثُّل مفهوماً لُغوياً لا خفاء فيه، ولا إشكال في التمثّل في النفسِ الناطقةِ كتمثُّل الأشياء الخارجية في الصور العلمية، ولا في التمثل في الخيال؛ كتمثل العِلم في صورة الشيئ على ما ورد في الحديث؛ إنما الاشتباه في التمثّل في الخارج؛ بأنه يكون حقيقةً مخصوصةً خارجيّةً مُصورةً في الواقع بصورةٍ كحقيقةٍ أُخرى؛ كتمثُّل المَلَكِ، وظهوره في مظهر الحَسَن في الصُّورةِ الإنسانية، فإنه معلوم الآنية لدلالة النفْس الناطقة على وقوعه؛ لأن قوله تعالى: {فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا} ( )؛ ناطق بذلك، لكنه مجهول الكيفية… |
| آخره | … كما لا يلزم من تمثّل العَرَضِ القائم بالجسم في الذِّهن؛ أو في المِرآةِ انتقال العَرض من موضوعه إلى الذهن أو إلى المرآة، فإن التمثّل ليس انتقالاً، وإنّما هو ظهور في مثال، وتغيّر في حال؛ فمردود؛ لأن مبناه في مادة على القياس مع الفارق، وهو ما ذكره بقوله، كما لا يلزم من تمثّل العرض القائم بالجسم في الذهن، وذلك أنه حال مظهر الخارج يخالف؛ كما في مظهر الذهن، وفي مادة أخرى على قياس مدار على القول بحصول المرئي في المرآة، وتمثّله في الواقع بمثالٍ محسوسٍ، ولا يذهب عليك أن هذا القول للإجماع قياسُ فارقٍ، وإذا قد وقفت على ما بيّنّاهُ؛ فقد عرفت أن ما يصحّ فيه أن يقال: إنه قائم بذات الباري تعالى؛ لا يصحّ فيه أنْ يُقالَ: إنه قائمٌ بذات الباري. تمّتْ الرسالة. |
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.