العنوان |
رسالة في حل مغلطة الجذر الأصم |
---|---|
المؤلف |
مُصْطَفَى بن يوسف بن صالح البروسوي، خواجه زاده (ت 893هـ/ 1488م) |
رقم المخطوطة |
1459-32 |
عدد الأسطر |
23 |
عدد الأوراق وقياساتها |
225/ آ ـ 227/ آ، الورقة 210 × 154 ـ 155 × 096 |
أوله |
بسم الله الرحمن الرحيم، وبه العون، قوله: وقد يُستدلُّ على نَفْي الحُسن والقُبح العقليتين؛ بأنّهما لو كانا ذاتيين لَزِمَ اجتماعُ المُتباينين في إِخْبَارِ مَن قال: هذا الكلام الذي أتكلَّمُ به الآن؛ ليس بصادق، فإنَّ صِدْقَهُ يَستلزِمُ كِذْبَهُ وبِالعَكْسِ، وإخبار مَن قال: الكلام الذي أتكلّ به غداً ليس بصادق، أو لا شيء أتكلّم به غداً ليس بصادق. على أن تكون قضية خارجية، ثم اقتصر في الغد على قوله ذلك الكلام الذي تكلمتُ به أمس صادق، فإنّ صِدْقَ كل من الكلام الغدّيّ والأمسيّ؛ يستلزم عدم صدقهما وبالعكس. قال في شرح المقاصد: وهذه مغلطة تتحير في حلّها عقول العقلاء، وفحول الأذكياء، ولهذا سمّيتها: <مغلطة الجذر الأصم>، ولقد تصفّحت الأقاويل؛ فلم أظفر بما يروي الغليل… |
آخره |
… فنقول: إذا قلنا مثلاً: هذا كاذب، وكل كلام غَدِّي كاذِبٌ فمدلولهما ليس إلّا ثبوت الكذب لموضوعهما، لا دلالة لهما على نفي ذلك الثبوت، فلو اعتبرت في مدلولهما الإخبار عن نفسهما بالكذب يلزم أن يعتبر في مدلولهما سلب ذلك الثبوت؛ لأن الإخبار بكذب القضية يتضمّن ويستلزم الإخبار بأن نسبة محمول تلك القضية إلى موضوعهما ليست بواقعةٍ، فلو اعتبر في قولنا: كل كلام غدِّيّ مثلاً الكلام الذي يستلزم أن يكون ذلك القول متضمّناً للإخبار عن نفسي بالكذب، يلزم اجتماع الدلالة على الحكم الإيجابي مع الدلالة على الحكم السلبي في ذلك القول، وهو بَيِّنُ البُطلان، فلا بُدَّ أن يستثنى من موضوع تلك القضية مثل ذلك الكلام بمعاونة دلالة اللفظ، فلا يلزم اجتماع الصدق والكذب في كلام واحد، وهذا الحلّ عامٌّ جاءٍ في جميع صُوَرِ هذه المغلطة؛ فتدبر. هذا ما سنح للخاطر الفاتر، والنظر القاصر، وربما يكون عند الغير سوء حال. |