العنوان |
روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني (ج: 8). |
---|---|
المؤلف |
محمود بن عبد الله، أبو الثناء، الآلوسي ت 1270 هـ/ 1835م |
رقم المخطوطة |
192 |
عدد الأوراق |
303 |
عدد الأسطر |
31 |
تاريخ النسخ |
ربيع الأول سنة 1266 هـ/ 1849م |
الناسخ |
درويش علي بن محمد شريف |
المقاييس |
295 × 190 ـ 205 × 096 |
أوله |
الديباجة الثانية لروح المعاني ( ). بسم الله الرحمن الرحيم. أحمد الله تعالى شأنه على تالِدِ إحسانِهِ، وطارف امتنانه أوّلاً وآخراً، وأشكره عزّ سلطانه على خفيّ آلائه، وجليّ نعمائه، باطناً وظاهراً… وبعد فيقول أحوَجُ الموالي إلى المولى الْمُتعالي، العبد الداعي للدولة العلية العثمانية في كل نادي. السيد محمود بن السيد عبد الله الآلوسي البغدادي، خُتِم بالحُسنى، ووُقِّيَ شرّ الآخرة والأولى: إني قد كنت أُريتُ، وبازُ الروح مُحلّق في حقّ حظيرة القُدس، وناشر جناحيه القدامى والْخَوافي في فضاء سماء مدينة الأُنس رؤيا لا أعدّها أضغاث أحلام، ولا ينظمها عقلي في سلك عقود الأوهام، وهي: ندائي بطيّ السماوات والأرض، وضمّ بعضها إلى بعض… وألفت منه عدة أسفار، واشتغلت به آناء الليل وأطراف النهار… السلطان الغازي السلطان محمود خان ( ) بن السلطان الغازي عبد الحميد خان، أسكنه الله الفردوس الأعلى على تخت سلطنةِ ملكٍ لا يبلى، وقد كنتُ قدّمت ما ألّفته لدى حضرته، وأهديت كراريسه إلى كراريس، فلما شيع فريق الملائك روحه القدسية إلى الرفيق الأعلى، وخفق على نعشه المنيف لواء الرحمة حتى حلّ ثرى مرقده الأزكى، ودخلت عليه رُسُل البشائر والإعظام أفواجا، وفتح الله لِبَدَنِهِ الشريف على أحسن نظامٍ الجنّة منهاجا، عَرَتْنِي لفقده تغمّده الله بواسع رفْدِه كآبةٌ، وتركتُ لذاك والأمر لله عزّ وجلّ ما ألّفتُهُ من الكتابة، حتى رأيت مَن قد سما عرشُ سلطنته، مُستودعَ سِرَّ الله من ذرّيته؛ حضرة الملك الذي خضعت لسطوته الملوك، وتساوى في عدله المالك والمملوك، والغني والصعلوك، فكادت في أيام دولته أيّدها الله وأبّدها، وأنار شمس سعودها في أوج صُعودها وخلّدها… وكسر شوكة الطغام، فسدَّ بذلك أيّده الله تعالى ثغورا، أعني به حضرة ظِلّ الله تعالى الذي يضِلُّ عن الْهُدى مَن لم يستظِلّ به، ويهوي في مهاوي الردى مَن نام عن القيام بواجب طاعته ولم يَنْتَبِهْ، أمير المؤمنين الذي لولاه لكادت كُتُ العِلم تنهار إلى الطمس، ويُقرأ عليها في سائر البلاد آية: {كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ} ( ). ويُصبح قد مُحِنَتْ معالمه، ومُحيت قواعده ودعائمه، وخَبَتْ نارُهُ، ودرستْ آثارُهُ، واهتُضِم أهله، وساء حامليه حمله، لاسيما علم التفسير الذي طالما جمحتْ شواردُه على الطلاب، ونفرت أوابده إلا على شهمٍ تام الأدوات والأسباب. خليفة الله تعالى على خليقته، وبرؤه العام لِعِللِ خليقته، السلطان ابن السلطان، سلطان البرين والبحرين، وخادم الحرمين المحترمين: السلطان عبد المجيد ( ) بن المرحوم السلطان الغازي محمود خان. اللهم قَوِّ شوكتَهُ، وأدِم على مُلوك الأرضِ سطوته… واجعل شمس الدولة العَلِيََّةِ العُثمانية في وسط سماء العِزّة لا تغرُبُ أبداً، وبدور القائمين في خدمتها على ساق العُبودية لا تخسف سرمداً، إنك أنت المنّان الحميد، والملك المجيد، والْمُبدي الْمُعيد، والفعّال لِما يريد، فلمّا رأيته أيّده اللهُ تعالى أن قد خَلَفَ مَن سَلَفَ، واعتذر الدهر بما اقترف، عاودتُ تفسيري، ورجعت إلى سميري… ولولا سابق القدر ما فُهتُ بِبِنْتِ شفة، ولا أخرجتُ نكرتي إلى حيّز المعرفة، فأتممت منه بعد أربعة أتممتُها من قبْل ثلاثةَ أسفارٍ، وقدّمتها للحضرة السلطانية المجيدية، غمرنا الله تعالى بوابل لُطفها الْمِدْرار. وقد تمّ اليوم التفسير كلّه، بسفرين آخرين، وأسفرَ من برج المفكّرة دِقّه وجِلّه، ببركة روحانية سيد الكونين، صلى الله عليه وسلم، وشرّف وكرّم… فكدتُ مما كادني الزمان أن أطوي عن التأليف كَشْحَاً، ومِمّا ضَرَبَهُ عليّ من خيمة الأحزان أضربُ عن ذلك صفحاً، لولا أن تداركني الله تعالى بكتاب أزال سبحانه به همِّي، وجلى جلَّ شأنُهُ بنسائم غُيومه غَمِّي، صدرَ لي من حضرة الصدر الذي شرحت أقوالهُ وأفعالُه متنَ متينِ عدْل حضرة السلطان، وبيّنتْ أخلاقُه وأحوالُه جُمَل جميل رأفةِ دولةِ آل عُثمان، وانتشر على يده ما أودعه الله تعالى في قلب الدولة العليَّة من المراحم العامّة التي بها انتظام أحوال سَكَنَةِ الممالك المحروسة الخاصّة والعامّة… حضرة رأس الوزراء، والصدر الأعظم مصطفى رشيد پاشا ( )، يسّر الله تعالى له من العِناية المجيدية ما شا، فقد انتاشني بكتابه الكريم، وأنقذني مما كنت فيه من الكرب العظيم، فرأيت بعد أن أرسلت ما أرسلتُه من أسفار الروح على يَعْمُلاتِ رجاء القَبُول والفتوح أن أُقَدِّمَها بنفسي شكراً للنعمة إلى عرش السلطنة العُظمى، وأهديها استمطاراً لوابِل الرحمة إلى سرير الخلافة الكُبرى؛ قائلاً: |
آخره |
… وقيل: الحواريون: المجاهدون. وفي الحديث: <لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيٌّ وَحَوارِيَّ الزُّبَيْرُ> ( ). وفُسِّرَ بالخاصة من الأصحاب والناصر، وقال الأزهري: الذي أخلص ونُقِي من كلّ عيب. وعن قتادة: إطلاق الحواري على غيره رضي الله تعالى عنه أيضاً، فقد قال: <إن الحواريين كلهم من قريش: أبو بكر وعمر وعلي وحمزة وجعفر وأبو عبيدة بن الجراح وعثمان بن مظعون وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وعثمان بن عفان وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام> رضي الله تعالى عنهم أجمعين… {فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ} ( ) فصاروا غالبين. قال زيد بن علي، وقتادة: بالحجة والبرهان. وقيل: إن عيسى عليه السلام حين رفع إلى السماء قالت طائفة من قومه: إنه الله سبحانه. وقالت أخرى: إنه ابن الله، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً، رفعه الله عزّ وجلّ إليه. وقالت طائفة: إنه عبد الله ورسوله، فاقتتلوا فظهرت الفرقتان الكافرتان على الفرقة المؤمنة حتى بُعِث النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، فظهرت المؤمنةُ على الكافرتين ورُوي ذلك عن ابن عباس وقيل: <اقتتل المؤمنون والكفرة بعد رفْعِهِ عليه السلام، فظهر المؤمنون على الكفرة بالسيف>، والمشهور أن القتال ليس من شريعته عليه السلام. وقيل: المراد فآمنت طائفة من بني إسرائيل بمحمد عليه الصلاة والسلام وكفرت أخرى به صلى الله تعالى عليه وسلم، فأيدنا المؤمنين على الكفرة فصاروا غالبين، وهو خلاف الظاهر، والله تعالى أعلم ( ). |
الوضع العام |
خطّ النَّسْخ الجميل، والغلاف جلد عثماني، والصفحة الأولى مذهبة وملونة، وباقي الصفحات لها إطارات حمراء اللون، والآيات والعناوين مكتوبة باللون الأحمر، وتوجدُ تصحيحاتٌ على الهوامش، وقف أمير المؤمنين السلطان عبد المجيد الأول على مكتبة راغب پاشا سنة 1268 هـ. رقم السي دي: 16808. |